ونصاب «الواتس».. وفتيات «الفيس».. وكلام من القلب
يؤسفنا أن يكون هذا حالنا وواقعنا فى عالمنا العربى الآن.. يؤسفنا أن نقول إن «الصورة مش حلوة» على الإطلاق.. يؤسفنا أن نرى ونشاهد ونتابع خلافات عربية ـ عربية وتلاسنا بالألفاظ وبالتاريخ وبالجغرافيا.. ولجوء أيضاً إلى المحاكم الدولية واستقواء بالأجنبى فى قضايا عربية.. ويؤسفنا أن يحدث كل ذلك فى وقت تسعى فيه إسرائيل لكى تحتل قطاع غزة بالكامل.. ويؤسفنا أن يكون الأبرياء فى عالمنا العربى هم من يدفعون ثمناً لقرارات غير مدروسة وانتصارات وهمية كما حدث فى هجوم الأقصى الذى وقع فى السابع من أكتوبر من عام 3202، وكما يحدث الآن من هجمات جماعة «الحوثي» ضد مطار بن جوريون فى إسرائيل والتى كان من عواقبها هجمات أمريكية وإسرائيلية ضد الأهداف الحيوية فى اليمن أدت إلى تدمير ميناء الحديدة وتدمير العديد من المنشآت المهمة فى العاصمة اليمنية.
ولأن المفاهيم الحقيقية لمعنى المعارك والانتصارات قد غابت أو اختلطت على الأذهان فإنهم يحتفلون بأنهم استطاعوا إغلاق مطار بن جوريون لمدة ساعتين بعد هجوم بالصواريخ بينما كان المقابل هو تدمير القدرات العسكرية للحوثى فى اليمن..!
وحين نقول ذلك.. وحين نأسف على الانقسام فى الرؤية والتوجه وضياع البوصلة فى عالمنا العربى فى مرحلة من أدق المراحل التى يتم فيها رسم خارطة جديدة للمنطقة فإننا ندعو لعودة الوعي.. ندعو إلى إيقاف حملات الكراهية الإعلامية فى الحرب الكلامية الدائرة الآن بين دولتين عربيتين شقيقتين.. وندعو إلى إيقاف التدخل فى الشأن الداخلى للسودان الشقيق بعدم تزويد قوات المعارضة بالأسلحة والطائرات.. وندعو إلى كلمة عربية واحدة يسمعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى زيارته لعدد من دول المنطقة العربية فى الأسبوع القادم.. وندعو إلى أن ندرك أن الخطر يحيق بنا جميعاً.. وأن الصورة تحتاج إلى تعديل وإصلاح.. فالصورة «مش حلوة».. و»مش مقبولة»..!
>>>
وأذهب بكم إلى حوارات الحياة.. ورسالة تلقيتها عبر «الواتساب» من هاتف صديق عزيز بدأها بالسلام والتحية ثم طلب تقديم خدمة سريعة له وعندما أجبته.. وماذا تريد؟ محتاج منك صورة بطاقتك «الفيزا» لأننى جربت الشراء «أونلاين» ببطاقتى وفشلت فى ذلك وسوف أجرب ببطاقتك وإذا نجحت فسوف أحول لك على حسابك..!
والكلام كان سريعاً ومن هاتف صديق.. وقلت له.. موافق ولكننى أريدك أن تحدثنى صوتياً أولاً وبعد ذلك أقدم لك المساعدة..!! وطبعاً توقف الحوار ولم يتصل بى النصاب الإلكتروني.. نصاب الواتس من «الهاكرز» الذين يجيدون الإيقاع بالضحايا بمهارة وذكاء.. واحذروهم.. ولا تصدق أحداً هذه الأيام..!
>>>
والنصب الإلكتروني.. أصبح شكل تاني.. وطعم تانى هذه الأيام.. فقد حدثنى صديق عن تجربته على «الفيسبوك»..! وإيه الحكاية.. الحكاية أن هناك من اصطادته.. غمزت له.. أجرت معه حواراً تلو الحوار.. وقضيا معاً الساعات فى حوارات حتى مطلع الفجر.. وصور وإغراءات وغزل وإعجاب.. والصديق هام بها إعجاباً.. حركت داخله مخزون السنوات من الحرمان وأخرجت من داخله كل «العقد» والتحفظات.. ارتد معها شاباً يحلم بأن يعيش من جديد.. والحوار لم يعد كله عشقاً وهياماً.. الحوار أصبح حديثاً عن الحياة وصعوبتها والحاجة إلى مساعدة من صديق.. وتؤمري.. محتاجة إيه.. أنا موجود!! ولا بدلع.. ولا بحياء كاذب.. وأنا سوف أرد لك ما حصلت عليه.. والزبون أصبح يسدد بالشيكات وبالتحويلات فى الصباح ثمن حوارات المساء.. والحلوة تجيد الحوار ودغدغة مشاعر «الزبون» وغالباً معظمهم من كبار السن الذين يبحثون ويحلمون بعودة الشيخ لصباه..!! شغل رفيع المستوي.. والضحايا أشكال وألوان..!
>>>
وذهبت.. ذهبت فى مغامرة غير مأمونة العواقب لقيادة سيارة فى المساء فى شوارع مدينة نصر.. ولم أعرف أين أنا على وجه التحديد.. الشوارع تغيرت والكبارى فى كل مكان.. وكنت تائهاً فى تحديد معالم الطريق.. ضائعاً فى كيفية التعامل مع قيادة من نوع مختلف لقادة سيارات فى صراع مع بعضهم البعض.. وفى قيادة «بهلوانية» لا علاقة لها بكل قواعد المرور.. وحتى الفتيات أصبحن أكثر جرأة وجسارة فى القيادة.. ويتحدثن فى المحمول ويقمن بكتابة الرسائل النصية أيضاً، ويد واحدة تكفى لقيادة السيارة.. وكله على كله.. ولا كاميرات مجدية.. ولا مرور موجود.. وخليك بالبيت أسلم وأكثر أماناً..! كان يوماً له العجب..!
>>>
ويسألنى عن فن الكتابة.. وكيف يمكن أن تصل إلى قلوب الناس وعقولهم..!! ويا صديقي.. حروفنا مشبعة بالصدق والمحبة، تدرك مسارها.. تعرف قيمتها وتضبط إيقاعها لأنها من القلب إلى القلب.
>>>
ورابطة الأندية أصدرت قراراً بحرمان أحد الأندية من حضور جماهيره مباراتين والسبب أنها قامت بسب حكم مباراة بوالدته!! والقرار الذى أصدرته الرابطة يجب أن يكون مقروناً بمضاعفة العقوبة إذا تكرر هذا السباب الجماعى الذى استمعنا إليه فى إحدى المباريات..! ما ذنب الأم.. وما ذنب الأب..! هذا نوع من السباب يجب أن يختفى من ملاعبنا ومن شوارعنا.. هذا انفلات ينبغى أن نتصدى جميعاً له.. ابعدوا عن الأم والأب يرحمكم الله.
>>>
وأخيراً:
>> الوسيلة الوحيدة لإبداء التفوق فى التعامل مع الآخرين، هى أن تظهر لهم أنك فى غنى عنهم.
>> ولا تتبع الأشياء المضيئة اتبع ما يجعلك تضيء.
>> والعقل مكيال: «ثلثه فطنة وثلثاه تغافل»
>> وشقى من لا يحسن الكلام، وأشقى منه من لا يحسن السكوت.
>> واللهم لحظات حلوة.. ترافق قلوبنا وآيامنا.. يارب.