قدم الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية سبعة مقترحات للنهوض بالموسيقي والحفاظ على حقوق المبدعين فيها وهي:
- أولًا: تفعيل السياسات الثقافية المحلية من خلال إنشاء مراكز دعم فني تقدم استشارات قانونية مجانية للموسيقيين.
- ثانيًا: تعزيز التعاون الدولي من خلال تبني معاهدات دولية تُلزم المنصات الرقمية بتحقيق الشفافية في توزيع الإيرادات.
- ثالثًا: دعم المنظمات الإقليمية (مثل اتحاد الموسيقيين العرب) ومؤسسات الإدارة الجماعية لإنشاء قاعدة بيانات موحدة للأعمال المحمية.
- رابعًا: ضرورة الإستفادة من التكنولوجيا، حيث يمكن إستخدام تقنيات Block chain لتتبع إستخدام الأعمال الموسيقية وتوزيع الإيرادات بشكل عادل.
- خامسًا: تلك المقترحات يتمثل في تطوير أنظمة ذكاء إصطناعي للكشف عن الإنتحال أو الإستخدام غير المرخص.
- سادسًا: الحفاظ على التراث الموسيقي، فمن الأهمية بمكان توثيق الموسيقى التقليدية عبر أرشيفات رقمية مشفرة، وإدراجها ضمن قوائم اليونسكو للتراث الثقافي.
- سابعًا: ضرورة دمج مفاهيم الملكية الفكرية في المناهج الفنية بالمدارس والجامعات.

وأكد عزمي أن الملكية الفكرية ليست مجرد قوانين جامدة، بل أداة ثقافية لضمان استدامة الإبداع. ويتطلب ذلك رؤية إستراتيجية توفر تكاملًا بين التشريعات التي تتواءم والتحديات الرقمية وتستوعبها، وأيضا التوعية الثقافية لتمكين الفنانين من حقوقهم، وأخيرا تأتي الشراكات العالمية لمواجهة تعقيدات العولمة وتحدياتها. فبهذه الكيفية فقط يمكن تحويل الموسيقى من مجرد مُنتج استهلاكي إلى تراثٍ إنساني يمكن صونه وحمايته.
جاء ذلك أثناء مشاركة الدكتور هشام عزمي فى إحتفال وحدة الملكية الفكرية والتنافسية بجامعة الدول العربية برئاسة الدكتورة مها بخيت باليوم العالمي للملكية الفكرية.
كما أكد الدكتور هشام خلال كلمته فى الإفتتاح على أن إختيار الموسيقى كمحور رئيسي لإحتفالية هذا العام والذي أقرته منظمة الوايبو العالمية يحمل في طياته خصوصية كبيرة لمصر والتى برعت منذ فجر التاريخ وقديم الأزل في الموسيقى والنغم، حتى أننا نجد جدران المعابد قديما نقشت على جدرانها ألحان ونغمات ثم تطورت وتوارثت عبر الأزمان فصارت جزءا لا يتجزأ من الهوية المصرية.

كما أن الموسيقى المصرية في العصر الحديث حافظت على مكانتها كجزء أصيل من الهوية الوطنية وتطورت وتنوعت وامتدت كجسر للتواصل الحضاري والإنساني مع مختلف شعوب العالم بدءا من الموسيقى الشعبية الأصيلة والفلكلور والتى تحمل عبق الماضي إلى الإبداعات المعاصرة التي تمزج بين الماضي بأصالته والحاضر المعاصر.
وأشار عزمي إلى أن مصر تزخر بمواهب موسيقية فريدة تستحق كل الدعم والحماية ومن هنا يأتي دور الجهاز المصري للملكية الفكرية والذي يدرك الأهمية الخاصة لحماية حقوق الملكية الفكرية في المجال الموسيقي، فالموسيقى جزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية والتي تعد كنزا يجب صونه وتنميته، وسيعمل الجهاز بكل جد وإجتهاد على تطوير الأطر التي تضمن حماية حقوق المؤلفين والملحنين والموزعين والمنتجين الموسيقين وتمكينهم من الإستفادة من إبداعاتهم بشكل عادل ومستدام.
وقال هشام عزمي أن الجهاز المصري للملكية الفكرية سيسعى جاهدا بالتعاون الوثيق مع كافة المؤسسات المعنية على تنفيذ بنود الإستراتيجية الوطنية من خلال نشر الوعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية في المجال الموسيقي ومكافحة التعدي على هذه الحقوق بكل الوسائل القانونية المتاحة والسعي إلى توفير بيئة قانونية وتشريعية محفزة لصناعة الموسيقى في مصر.

ونبه عزمي للتحديات التي تواجه الملكية الفكرية في الموسيقى ومن أهمها تبرز القرصنة الرقمية وتقنيات الذكاء الإصطناعي كإحدى أهم تلك التحديات؛ حيث يهدد تناول الأعمال الموسيقية عبر منصات غير مرخصة الحقوق المادية والأدبية للفنانين، كما تنتج أدوات الذكاء الإصطناعي موسيقى تحاكي أعمال فنانين دون ترخيص بذلك مما يعيق حقوق النشر.
ومن التحديات أيضا إختلاف قوانين الملكية الفكرية بين الدول مما يعرقل ملاحقة الإنتهاكات عبر الحدود خاصة في دول لا تلتزم بأية معايير أو ضوابط.. ويعد أيضا ضعف الوعي القانوني لكثير من الموسيقيين الناشئين عائقا كبيرا حيث يجهل الكثير منهم كيفية تسجيل أعمالهم وحماية حقوقهم.