لحظة تاريخية فارقة اختلطت خلالها مشاعر الفرح بالفخر أثناء أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية بعد أن عبرت مصر أياماً عصيبة نتيجة أزمة اقتصادية عالمية خانقة لتصل إلى مرحلة تنصيب الرئيس بولاية جديدة.. إنها إرادة شعب أبى أن يضيع وطنه ويتركه نهباً للأوغاد، وحكاية زعيم قاد الوطن من اليأس إلى الرجاء، وقصة تضحيات أبطال الجيش والشرطة من أجل أن تظل أرض الكنانة مرفوعة الهامة قادرة على مجابهة التحديات مهما كان نوعها أو مصدرها، ولذا يبدأ الرئيس ولاية رئاسية جديدة بأحلام جديدة، وسط صعوبات داخلية واقليمية تلقى بظلالها على الواقع المصرى اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، خصوصا مع استمرار الصراعات على حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية.. جاءت كلمة الرئيس أمام مجلس النواب من القلب إلى القلب، إذ استعرض أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال الفترة المقبلة، خاطب المواطنين قائلا: «أجدد معكم العهد، على استكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة، فى بناء دولة حديثة ديمراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد وعزيمة حاضر، أشد رسوخاً من الجبال وآمال مستقبل، يحمل بإذن الله كل الخير لبلدنا وشعبنا»، واختتم الرئيس كلمته قائلا: «أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصاً فى عملي» وما بين ما قاله الرئيس فى بداية كلمته أمام الشعب وختامها عاهد المواطنين على استكمال مسيرة بناء الجمهورية الجديدة، وأرى أن ما قاله الرئيس فى التفاصيل يعتبر عرفانا بالجميل من جانبه للشعب الذى وثق فيه وكلفه بالمسئولية منذ 10 سنوات فى وقت كانت مصر خلاله تتعرض لهجمات ارهابية عنيفة على يد تنظيم الاخوان الارهابى الذى سعى ولايزال لاسقاط الدولة بكافة الوسائل المسلحة حتى يعود للاستيلاء على السلطة، لكن الشعب كان له بالمرصاد، بعد أن لبى الرئيس نداء الأمة وسعى لتحقيق إرادة الشعب، ولذا أكد أن المسئولية لبناء الوطن مشتركة بين الشعب والقيادة.
وأقول لكم، إن السنوات العشر الماضية شهدت تحديات أمنية فرضتها الحرب على الإرهاب، واقتصادية نتيجة تراجع الإيرادات العامة، وتضرر قطاعات مهمة مثل السياحة والصناعة والاستثمار والطاقة نتيجة الأوضاع الأمنية التى كلفت مصر الكثير من أرواح شبابها، وفى المقابل فيما شهدت حركة عمرانية عظيمة تمثلت فى إقامة العديد من المشروعات القومية العملاقة والمدن الذكية، وتطوير البنى التحتية واطلاق العديد من المبادرات الرئاسية لحماية الفئات الأكثر احتياجا إذ تركزت على القطاعات الصحية والخدمية، ولذا تعتبر المستهدفات التى حددها الرئيس لتحقيق التنمية خلال السنوات الست المقبلة خارطة طريق لتحقيق التنمية لتدعيم أسس الجمهورية الجديدة التى صارت حقيقة على أرض الواقع بعد أن كانت مثار هجوم على مؤسسات الدولة وزعم أبواق الاخوان الارهابية إنها مدينة فى الصحراء، لكنها صارت سيدة العواصم بشهادة العالم كله بما تشهده من تقدم وتطور كل يوم نتيجة جهد المصريين الشرفاء الساعين لبناء مستقل أفضل لوطنهم وبما يملكونه من صبر واصرار على رسم ملامح المستقبل لمصر الجديدة التى تستحق الحق فى الحلم ولشعبها الحق فى الحياة الكريمة من خلال ما أكد عليه الرئيس عبر توسيع مظلة الحماية الاجتماعية، كما أن للأمة الحق فى المكانة العظيمة التى تستحقها بين الأمم، ولذا جاءت كلمات الرئيس مطمئنة للشعب «أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصا فى عملى لا ترى عينى سوى مصالحكم ومصلحة هذا الوطن متسلحا بعزيمتكم وبأصلكم الطيب، ومحافظا على العهد والوعد لمصر وشعبها وقبل كل شيء لله سبحانه وتعالي»، إنها ملحمة بناء وطن وقصة كفاح شعب وقف فى وجه أخطر تنظيم إرهابى فى العالم ليشيد جمهوريته الجديدة.