كنا منذ سنوات بعد أحداث يناير 2011 نتحسر على ما يحدث لقطاع السياحة المصرية.. ونحن نرى الانخفاض المستمر فى اعداد السائحين الذين يتوافدون لزيارة مصر.. وكيف ظللنا سنوات نتمنى ان نصل الى عام الذروة 2010 الذى استقبلت مصر خلاله 14.8 مليون سائح.. لتنخفض اعداد السائحين بعد ذلك.. وتصل الى نصف هذا الرقم فى عدة سنوات.. وتمر الاحداث سريعًا التى نريد الا نتذكرها على الرغم من أننا لن ننساها.. وتأتى ثورة 30 يونيو ليتخلص الشعب المصرى بمساندة قواته المسلحة من حكم الجماعة الإرهابية.. ويمحو ما سجلته هذه الجماعة من آثار سلبية على الصورة الذهنية لمصر.
وتمر الأيام بعد ثورة 30 يونيو لتبدأ مصر عصرًا جديدًا.. وتبدأ الصورة تتغير وتتحسن يومًا عن الآخر.. وتتدفق الاستثمارات السياحية على مصر.. وتنجح مصر فى بناء العلمين الجديدة لتتغير صورة الساحل الشمالى.. ونحن فى انتظار ظهور مشروع رأس الحكمة وخروجه إلى النور.. ليصبح مقصدًا سياحيًا جديدًا يجذب السائحين اصحاب الانفاق العالى من مختلف دول العالم.. ليصبح لدينا واحد من أجمل المنتجعات السياحية المطلة على البحر المتوسط.. والذى سيساهم فى حصول مصر على نصيب عادل من حجم حركة السياحة القاصدة دول المتوسط.
وخلال متابعة فاعليات سوق السفر العربى الذى عقد فى دبى الاسبوع الماضى.. ومن خلال اللقاءات المتعددة التى شاركت فيها خلال فاعليات السوق تأكد لدى يقينا ان زيارة مصر حلم للملايين حول العالم.. وان مصر بتاريخها وحضارتها ومنتجاتها السياحية المتنوعة تفرض نفسها على منظمى الرحلات والمستثمرين وشركات إدارة الفنادق العالمية.. وايضًا شركات الطيران التى حرص العديد من رؤسائها على لقاء شريف فتحى وزير السياحة والآثار لمساعدتهم فى زيادة عدد رحلاتهم إلى مصر.. خاصة إلى مطارى سفنكس والعلمين..مع زيادة رحلاتهم إلى مطار القاهرة الدولى لوجود طلب كبير للسفر الى مصر..وخيرًا ما فعله وزير السياحة من خلال الترويج لمنطقة الساحل الشمالى من خلال الترويج للمطارات الثلاثة العلمين وبرج العرب ومرسى مطروح.. مع شرح ما قامت به مصر من تطوير للبنية التحتية.. وشبكة الطرق الحديثة التى امتدت لأكثر من 7 آلاف كيلو متر وفقًا لاحدث النظم العالمية فى إنشاء الطرق.. وهو ما يسهل تنقل السائحين بين مختلف المقاصد السياحية المصرية.
ان الحديث خلال فاعليات المعرض فى دبى لم يكن قاصرًا على السياحة الشاطئية فى البحر الأحمر وجنوب سيناء.. والتى كانت تستحوذ على النسبة الأكبر من حجم الحركة السياحية القادمة لمصر.. ولكن الطلب توسع إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية.. خاصة مع ظهور العلمين الجديدة.. وتحديد موعد للافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير..كما ان الطلب على زيارة الساحل الشمالى فى ارتفاع مستمر.. وهذا الموسم سيشهد تشغيل رحلات منتظمة يومية للعديد من شركات الطيران العربية إلى العلمين لوجود طلب كبير من مواطنى دول الخليج على قضاء اجازة الصيف بالساحل الشمالى.. الذى نجحت مصر من خلال العلمين الجديدة فى توفير منتج سياحى متميز يجذب ملايين السائحين.. ولم يعد الساحل الشمالى قاصرًا على السياحة الداخلية الموسمية.. ومن المتوقع ان يصبح فى المستقبل مقصدًا سياحيًا يفتح أبوابه طوال العام.. لتتحقق الامال ويقفز قطاع السياحة قفزات سريعة للأمام.
ان المشاركة فى سوق السفر والسياحة الذى اقيم فى دبى يذكرنا بمعرض السياحة المصرى الذى تم تنظيمه فى بداية الالفية ولم يكتب له الاستمرار.. بعد ان حرصت بعض الاقلام على مهاجمته.. مما دعى صانع القرار السياحى فى ذلك الوقت للاعلان عن توقف المعرض.. فماذا كان سيكون الأمر لو استمر هذا المعرض حتى الآن.. من المؤكد انه كان سيصبح معرضًا عالميًا يحرص على المشاركة فيها العديد من دول العالم.. إلى جانب كبار منظمى الرحلات.. خاصة ان الشركة المنظمة للمعرض فى ذلك الوقت كانت هى نفس الشركة الإنجليزية التى كانت ولازال تنظم سوق السفر العربى فى دبى.. فهل من الممكن ان نعاود التفكير فى إقامة هذا المعرض من جديد.. ويحرص الجميع على استمراره.. خاصة ان هذه المعارض يشارك فيها الوفد من البشر يعملون فى مختلف القطاعات المرتبطة بصناعة السياحة.. وهو ما يحقق رواجًا فى مختلف القطاعات وليس القطاع السياحى فقط..وتحيا مصر.