أى شيء فى العيد أهدى إليك.. يا ملاكى وكل شيء لديك أسواراً.. أم دملجاً من نضار.. لا أحب القيود فى معصميك» هذه الكلمات للشاعر إيليا أبو ماضى والتى تغنى بها المطرب الرائع العراقى ناظم الغزالي.. رددتها أول أيام العيد وأنا احتفل به وسط أهلى بقريتى فى أحضان الريف وأنعم بدفء العائلة وجمال الطبيعة الخلابة ووسط المروج الخضراء حيث شعرت بأن الفرحة منقوصة.. لأن لنا أشقاء فى غزة يتضورون جوعاً.. يستجدون القوت والماء يومياً.. بعدما حرق الإسرائيليون أرضهم وقتلوا الآلاف ولم تعد غزة صالحة للحياة بعدما كانت تنبض بالحياة والجمال وتتحلى بأجمل أساور الذهب والفضة والمروج الخضراء والورود تماماً مثل لبنان بلد إيليا المحبوبة.
تخيلت نفسى وأنا فى العيد.. من سكان غزة وأننى أعيش مثلهم وسط الركام واستنشق رائحة البارود وأجساد الموتى المتحللة.. وأسأل نفسى كيف سيكون حالك وأنت محروم من مثل هذه الأيام السعيدة من حتى السير فى حديقة صغيرة أو حتى تزور الأقرباء والجيران وكيف تتذوق طعم العيد وأنت تفترش الأرض وتلتحف السماء.. وتعيش على الصدقات والمعونات الإنسانية.. وإذا كان هذا حالي.. فما بال الأطفال الذين هم أكثر استمتاعاً بالعيد وينتظرونه مرتين كل عام كى يفرحوا ويمرحوا فى الحدائق والمتنزهات مثل أى نظير لهم فى العالم.. ولكن للأسف.. حرم الاحتلال هؤلاء من أبسط حقوقهم وهو الفرحة بالعيد مثلما قاموا بحرمانهم من الفرحة بعد الصيام الذى عانوا فيه من قلة الطعام والشراب الذى ينزل عليهم من السماء بواسطة الطائرات.
صراحة كان الله فى عون أهالينا فى غزة.. يعانون الأمرين وهم فى حاجة إلى فك القيود من معاصمهم المغلولة وكل شيء لديهم سواد فى سواد والعالم يتفرج ولا حتى يستطيع أحد أن يمسح دموعهم ويحنو عليهم وحتى يربت على أكتافهم كنوع من المواساة على أقل تقدير حتى ولو فى رمضان أو فى العيد خاصة الأطفال الذين بالتأكيد سيخرجون من تلك المأساة المروعة بأمراض نفسية لا يعلم مداها إلا الله وأعتقد أنهم سيكونون أكثر حقداً وغلاً للانتقال ممن حرموهم من أبسط حقوقهم كأطفال يريدون أن يعيشوا طفولتهم لذا على الاحتلال تحمل تبعات ما فعلوه بحقهم فى غزة وأن هؤلاء الأطفال سيكونون قنابل موقوتة ستنفجر فى وجه الاحتلال وأكثر قساوة ومقاومة من رجال المقاومة الباسلين.
وعلى العالم أن يكفر عن عجزة وصمته الرهيب بأن يفعل شيئا بسيطاً وهو قطع العلاقات الدبلوماسية أو حتى استدعاء السفراء مثلما فعلت بعض الدول منذ بداية الأزمة وأن يسارع بمساعدة فلسطين فى الحصول على عضوية كاملة فى الأمم المتحدة شأن أى دولة وهذا حقها كما على دول العالم مقاطعة دولة الاحتلال ونبذها بعدما انكشفت جرائمها وأطماعها وعدم انصياعها لقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وياريت تستفيق واشنطن من غيبوبتها بعدم الانحياز الكامل والأعمى لإسرائيل الابنة المدللة على طول الخط.
الغريب.. وسط هذا الجحيم والدمار والوحشية فى قطاع غزة تفاجئنا دولة الاحتلال بأخبار مستفزة ألا وهى ذبح بقرة حمراء فى عيد الفصح الخاص بهم بهدف الخلاص من ذنوبهم وهى عبادة العجل الذهبى أيام سيدنا موسى عند المسجد الأقصى مما يزيد المخاوف من انتقال التوترات فى الأراضى المحتلة كالضفة الغربية والقدس بالذات ويهدف اليهود الساعون لبناء الهيكل الثالث هيكل سليمان المزعوم محل مسجد قبة الصخرة بالمسجد الأقصى حيث لا يمكن تحقيق ذلك إلا بعد ذبح البقرة الحمراء خالصة الحمرة.. أى لا يوجد بها ولو شعرة بيضاء أو سوداء وفق توراتهم كى يتمكنوا من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه حيث إنهم محرومون من ذلك إلا بعد العثور على البقرة الحمراء والقيام بذبحها وينثرون رمادها فى المسجد للتخلص من آثامهم ورائحة الموتى المتعلقة بهم حسب زعمهم وقد قمت بتأليف كتاب اسمه «هيكل سليمان» قبل عشر سنوات كتب فى مقدمته فضيلة مفتى القدس الشريف الشيخ محمد حسين بعد الاتصال هاتفيا أوضحت فى الكتاب الأهداف السياسية قبل الدينية حيث إن الهدف هو هدم المسجد الأقصى بما يتضمنه من قبة الصخرة وبناء الهيكل مكانه نحاول خطوة نحو تحقيق هدفهم الرئيسى وهو تحقيق أحلام دولة يهودية من النيل إلى الفرات.. الأمر الذى سيؤدى إلى مزيد من الاشتعال فى المنطقة بأكملها.. ولكن هيهات.. هيهات وبعداً لهم تحقيق تلك الخرافات والأوهام.. فقد توعدهم سبحانه فى قرآنه فى سورة الإسراء «وإن عدتم عدنا».
وأخيراً:
> كل عام والأمة الإسلامية بخير ووئام.
> اللهم.. فرج كرب اخواننا فى غزة.. فقد تحملوا ما لا يتحمله بشر.
> ما مصير ٣ ملايين توك توك.. بعد صدور قرار المرور الجديد بإخضاعه للترخيص وإلا منعها من السير ومصادرتها وحبس سائقيها.
> 70% من المساعدات الإنسانية الدولية لغزة.. تأتى من مصر وحدها.. «هى دى مصر».
> المتحدة للخدمات الإعلامية – حاجة تشرف
> ونريد المزيد من الملاحم الوطنية الأعمال الدرامية على غرار مسلسل «الاختيار».