بما أن هذا المقال قد تمت كتابته قبل اللقاء الحاسم مع منتخب الرأس الأخضر للصعود إلى دور الستة عشر لبطولة أمم أفريقيا فأننى سأوجه عدة رسائل للجميع لعلها تفيد فى إصلاح المسار خلال الفترة القادمة وأقول أننى لست مع الذين يوجهون سهامهم تجاه المنتخب الوطنى مع كل نتيجة سلبية لأن الرياضة فوز وخسارة ولو نظرنا للبطولة الحالية التى تجرى رحاها بكوت ديفوار سنجد منتخبات كبرى لم تظهر بالمستوى الذى يليق بها لا من حيث النتائج أو الأداء وجماهير تغضب حبا فى الوطن والمنتخب لكن أغلبها لا تحمل الفأس لتجريف أرض المنتخب ولا تحمل شخصا واحدا مسئولية الخسارة أو حتى الخروج من البطولة.
ودائما يحتفظون بإنجازات نجومهم فى الذاكرة لكى تقف حائط صد فى الدفاع عنهم عندما يخفقون.
لكن عندنا يحدث العكس بكل أسف ..فالهجوم على محمد صلاح فاق كل الحدود بعد التعادلين مع موزمبيق وغانا وكأن عليه أن يضمن الفوز للمنتخب فى كل مباراة حتى لو أخطأ المدير الفنى فى إختيار التشكيلة المناسبة أو حتى إدارة المباراة وأيضا لو ابتعد بعض اللاعبين عن مستواهم وساهموا فى النتائج السلبية!
ليست هذه كرة القدم التى نشجعها وليس هذا التعامل مع البطولات!!
فأكبر المنتخبات فى العالم أخفقت فى كبرى البطولات ومنها المونديال وكلنا شاهدنا التراجع الشديد للكرة الإيطالية فى العقد الأخير والذى حرم منتخبها من الوصول للمونديال أكثر من مرة وحتى منتخب البرازيل أحسن من قدم كرة قدم حقيقية فى تاريخ اللعبة.. رأيناه وهو يسقط على أرضه ويخسر بالسبعة فى كأس العالم قبل الماضى أمام منتخب ألمانيا.
والأمثلة كثيرة حتى على مستوى النجوم الذين أضاعوا حلم الفوز لمنتخباتهم فى أكبر بطولة عالمية سواء عبر إهدار ركلة جزاء أو إضاعة فرص سهلة ترقى لأن تكون أهدافا.
فرفقا أيها السادة بلاعبى المنتخب الوطنى وخاصة النجوم الذين حملوا المنتخب على أكتافهم فى الأوقات الضالة.
صحيح نغير على وطننا ونحبه حتى النخاع لكن لا يمكن أن ينطبق عليه المثل القائل ( ومن الحب ما قتل) فكما فرحنا كثيرا بالإنجازات والبطولات السبع التى تحققت وجعلتنا على قمة الكرة الأفريقية وإنجازاتها علينا أن نتعلم أن الأيام دول وسبقنا فى ذلك قول المولى عز وجل (تلك الأيام نداولها بين الناس).
فمثلما نطالب لاعبينا بالفوز وتصحيح الأخطاء علينا نحن أيضاً أن نصحح أخطاءنا سواء فى التشجيع أو النقد خاصة فى أصعب الظروف التى تحتاج إلى مساندة المنتخب والوقوف خلفه بكل قوة.
وكل هذا لا يمنع أن ننتقد ماقام به فيتوريا المدير الفنى وما صاحب تشكيلته وإدارته لمباراتى موزمبيق وغانا من أخطاء تسببت فى شكل مباشر فى عدم تحقيق الفوز والظهور بالمستوى الذى يليق بمنتخبنا الوطنى ونأمل أن يتداركه فى اللقاءات القادمة.. كما يجب ألا ننسى فى صلاح قيادة المنتخب للوصول إلى مونديال روسيا عام 2018 وأيضا الوصول به للمحطة الأخيرة من تصفيات المونديال السابق ومعه بطولة أمم أفريقيا ولو صاحب المنتخب التوفيق الذى صاحب السنغال لقدم لنا المنتخب هدية غالية لكنها لم تكن من نصيبنا.
فرفقا بالمنتخب الوطنى ودعاؤنا له بتحقيق الآمال التى نرجوها للكرة المصرية فى المناسبات القادمة.
والله من وراء القصد.