تصور أن تفتح باب التفاوض مع أى لاعب وتعرض مبلغ 10 ملايين جنيه او 20 أو حتى 30 وتجد علامات الدهشة والتعجب على وجه اللاعب باعتبار مبلغ التعاقد لايناسب مجرد التفكير فى العرض رغم أن المبلغ لمدة عام فقط والضرب فى عدد سنوات التعاقد هذا بخلاف ما سيحصل عليه النادى المنتمى له اللاعب.
كانك تتعاقد مع شيخ الأطباء الذى سيشفى ملايين المرضى أو استاذ ودكتور فى أحد العلوم الهامة أو تعاقدت مع محطة بنزين أو بئر بترول أو حقل غاز .
وتكتشف فى النهاية انك تعاقدت مع آلة إنسانية تهرول وتعدو لمدة 90 دقيقة على ارض الملعب ولا نعرف ماهى القيمة التى يقدمها حتى يحصل على هذا الرقم.
الرقم الذى كتبته متواضع جدا أمام ارقام أخرى تصل لـ100مليون جنيه سنويا وكأننا وصلنا للعالمية وحققنا بطولات وضعت الكرة المصرية فى مناص الدول المتقدمة ونملك من المحترفين مايفوق العدد والتصور.
المعاناة والأزمات سنشهدها خلال الفترة المقبلة خاصة مع زيارة الطلب على العرض بين الأندية واختلاف الموارد من ناد لآخر وحسب الجماهيرية التى يتفوق فيها الأهلى ومعه الزمالك ثم الأندية الجماهيرية التى تتلاشى وسنخسرها قريبا بينما تظهر أندية المؤسسات والشركات الان وبدون جماهير وبالتالى الاعتماد على صناعة لاعب استثمارى يمكن أن يباع ويشترى فى سوق الانتقالات وبالارقام المعلن عنها.
أتصور أن سوق اللاعبين داخل مصر سيتطور بالسلب على الكرة المصرية عندما تصبح وجهات اللاعبين محددة تجاه 3 اندية فقط دون ذكرها والكلام يعلم القصد ويعرفون إمكانياتهم المالية وكيفية التعاقد مع النجوم.
الأزمة الان ماذا ستفعل الأندية الصغيرة والتى على وشك الانهيار والابتعاد وماذا ستفعل أمام الارقام المالية الكبيرة للأندية القادرة وكيف سيكون شعور لاعب بمليون جنيه إذا وصلت قيمته لهذا الرقم أمام لاعب بـ100مليون جنيه وماهو وجه الاختلاف بينهما قيمة وأداء مثلا وماهو الشعور بين فوارق القيمة المالية
والله من وراء القصد سندخل حسبة غير مدروسة تماما لأسعار اللاعبين وأزمات غير مسبوقة من الحقد والغل والكراهية عندما يتعمد لاعب بـ 100 الف جنيه اصابة لاعب بـ 100مليون جنيه.
أتصور أن العرض فى هذا المقال يكشف جانباً كبيراً من القصور ولايقارن بدول أخرى ولاحتى فوارق العملة لأن التعامل بالدولار أو اليورو يتساوى مع التعامل مع الجنيه المصرى وبالتالى لافوارق كما يتصور البعض لأن القيمة واحدة عند الحسابات الاقتصادية والمنظومة تؤكد أن المليون دولار هناك تتساوى بالمليون جنيه هنا دون الحسابات إياها وفوارق العملة.
اللهم انى عرضت الأمر مطالبا بتغيير المفاهيم وإعادة الامور لصوابها وعلى الأقل فتح باب الاحتراف لاى لاعب يرتفع سعره عن الحد المعقول من التسعيرة وكما يحدث فى اتحاد كرة اليد ووقتها سيعود الميزان المالى للاستقرار والاعتدال.