العالم الآن فى مأزق تاريخي.. يفوق فى مخاطره الكبرى أى توصيف بالكلمات والحروف.. الرئيس الأمريكى ترامب يحلم بإنهاء الحروب وصنع السلام.. والفوز بجائزة نوبل للسلام.
لكن سياسات وقرارات ترامب.. والحروب التجارية على الصين وعلى الحلفاء والشركاء والأصدقاء جعلت احتمالات الحرب النووية أقرب إلينا من حبل الوريد ولأول مرة يمكن أن يتعرض البشر للفناء.. ويمكن أن يتعرض كوكب الأرض للدمار.. بكل ما فوقه من حضارة وتقدم وكائنات حية.. أى خطأ فى الحسابات أو أى تحرك خاطئ قد يؤدى لصدام أو صراع نووى يدمر الحياة والحضارة.
فى أوروبا ذكرت لوفيجارو الفرنسية أن دونالد ترامب قد سقط فى فخ الإستراتيجية التى وضعها بنفسه.. والعصر الذهبى لأمريكا فى فخ الإستراتيجية التى وضعها بنفسه.. والعصر الذهبى لأمريكا فى فخ الإستراتيجية التى وضعها بنفسه.. والعصر الذهبى لأمريكا لم يظهر بعد.. كما تعهد ترامب فى خطاب التنصيب.
احتفل الرئيس ترامب بمرور المائة يوم الأولى له فى البيت الأبيض.. وفى هذا اليوم اتهمت نيويورك تايمز الأمريكية الرئيس ترامب بأنه قد نجح فى شيء واحد فقط.. هو «إغلاق العقل الأمريكي».
وقالت إن المسألة لم تستغرق من ترامب سوى مائة يوم فقط.. تمكن خلالها من فصل أمريكا عن العالم.. وقطع العلاقات بين أمريكا والعالم.
رؤية خيالية
أكدت صحيفة نيويورك تايمز أنه حين انتصرت أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية.. اتسعت علاقاتها مع العالم.. وتمكنت أمريكا بقوتها العسكرية والاقتصادية من إعادة رسم صورة الولايات المتحدة وإعادة تشكيل خريطة العالم.
بعد 84 عاماً.. جاء الرئيس ترامب ليقوم خلال مائة يوم فقط بفصل أمريكا عن العالم.. وهذا ليس مجرد تعبير أو تحول فى السياسة الخارجية.. بل هو انفصال وطلاق بين أمريكا والعالم.. وهو طلاق شامل.. يتم فيه التعامل مع الحلفاء وكأنهم أعداء.. وانسحبت أمريكا من الاتفاقيات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية واتفاقية المناخ.. وتراجع أمريكا عن مسألة دورها القيادى فى البنك الدولى وصندوق النقد الدولي.
أمريكا دولة المهاجرين تقوم حالياً بطرد المهاجرين وتقيم الأسوار العالية حول حدودها الجنوبية لمنع المهاجرين من العبور.
رسوم ترامب الجمركية دمرت نظام التجارة العالمي.. وأقامت الحواجز أمام الشركات الأمريكية الكبرى فى التعامل مع أى دولة ولا يوجد ما يجعل دول العالم تلتزم بمساعدة رجل فى الثامنة والسبعين.. مثل ترامب فى تحقيق رؤيته الخيالية لجعل أمريكا عظيمة مرة أخري.
إغلاق العقل الأمريكى
انهار وقف إطلاق النار فى غزة وروسيا تواصل الحرب فى أوكرانيا وأوروبا تدير ظهرها لأمريكا وكندا تقاطع السلع الأمريكية والصين لا تبالى بالحرب التجارية الأمريكية وفى النهاية ارتفعت الأسعار وتزداد معدلات التضخم وأمريكا تواجه خطر الكساد وانخفض معدل الإنتاج الأمريكى بسبب الترحيل الجماعى للمهاجرين.
الإنجاز الأعظم لترامب هو إغلاق العقل الأمريكي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست: يحاول فرض تغييرات كبرى على أمريكا ويتجاوز سلطاته الدستورية.. رغم أنه رئيس ليست له شعبية.. وقالت إن العناوين الكبرى فى الصحف تؤكد أن رئاسة ترامب وشعبيته فى تراجع وانهيار حتى داخل البنتاجون.. فى قلب مؤسسة الأمن القومى الأمريكى هناك خلافات كبرى حول رئاسة ترامب وقيادته باعتباره القائد العام للجيوش الأمريكية.. حسب الدستور الأمريكى والاقتصاد الأمريكى فى حالة انهيار.. المواطن الأمريكى يخشى من ارتفاع الأسعار والتضخم والكساد.. وأسواق المال فى حالة انهيار.. وهناك صدمة كبرى لدى العاملين فى الجهاز الفيدرالى بعد الطرد الجماعى لأصحاب الوظائف والعمال على أيدى إيلون ماسك.
أخطر ديكتاتور
لا أحد يدرى حتى الآن إلى متى يمكن أن تتسامح مؤسسة الأمن القومى الأمريكى مع الرئيس دونالد ترامب.. وتجاوزاته للخطوط الحمراء لأبجديات وأولويات الأمن القومى الأمريكى الصحف الأمريكية والأوروبية تصف ترامب حالياً بأنه الامبراطور ترامب الثاني.
وفى لندن قالت الجارديان إن ترامب ديكتاتور.. وأنه سوف يسقط مثل أى ديكتاتور.. وأن واشنطن مدينة ووترجيت لم تتحمل الرئيس ريتشارد نيكسون فى 1974.. وقالت إن ترامب هو أسوأ ديكتاتور بمقاييس الأضرار التى تسبب فيها لدول العالم الفقيرة.. وللنظام الاقتصادى العالمى وبمقاييس الحرب النووية التى يمكن أن تشتعل فى أى وقت هو أخطر الطغاة على الاطلاق.
ترامب يحتفل بالمائة يوم الأولى فى البيت الأبيض.. لكن الأسئلة والشكوك تحاصره من كل اتجاه كيف يمكن إنقاذ الديمقراطية فى أمريكا؟ كيف يمكن إنقاذ بقايا النظام العالمى من الانهيار؟ ومن الذى يمكنه أن يطيح بترامب من فوق عرش البيت الأبيض؟.
هل تحدث ثورة أمريكية ثانية ضد ترامب هذا يبدو بعيداً، إن ترامب هو أسوأ أعداء ترامب.. من أجل إنقاذ أمريكا لابد من ردع ترامب.. نهايته معروفة.. لكن كيف ومتي؟
ترامب الثانى
حتى فى تل أبيب يقول الصهيونى الإسرائيلى لوى رينيه بيريز إن دعوة ترامب الثانى أمريكا أولاً.. تعنى فى النهاية رفض كل شيء تعلمناه فى القانون والحضارة وبقاء الحياة على الأرض.
الآن الدول الموضوعة تحت الحصار تبحث عن مخرج فى هذا العام الذى يعانى من الانقسام والصراعات بسبب سياسات وقرارات ترامب الثاني.. اليوم يتزايد القبول باحتمالات الانتشار النووى والحرب النووية.. وتنفيذ إستراتيجيات الردع النووي.. وليس فقط حروب السايبر والأسلحة الذكية بعيدة المدى ودقيقة التوجيه اليوم الحياة والبشرية والحضارة معرضة للفناء.. لقد نسينا أن الانفراد بالسياسة العالمية أو يقرر مصير البشر إلى الأبد.
وسط هذه الفوضى التى صنعها ترامب الثانى فى العالم.. أصبح بقاء الإنسان والحياة معرضاً للخطر والفناء.. مبدأ أمريكا أولاً يكشف مدى أنانية الامبراطور ترامب الثاني.. وهذا سوف تكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومى الأمريكى وعلى الأمن الاقتصادى الأمريكى والأمن الاقتصادى العالمى ولا توجد نظرية علمية لاحتمالات الحرب النووية.. لكننا نعرف أن نهاياتها واحدة.. وهى الفناء.
لكنها ليست أزمة دونالد ترامب وحده.. بل هى أيضاً أزمة تابعة فى إسرائيل.. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
الطريق المسدود
صحف تل أبيب تتهم نتنياهو بأن سياساته وقراراته وإصراره على مواصلة الحرب بلا نهاية على غزة.. قد فشلت.. وأكد الإسرائيلى آرثر آسائيل أن خطة نتنياهو تقود إسرائيل إلى طريق إستراتيجى مسدود.. ونهاية إستراتيجية سيئة.
نتنياهو ليس مستعداً للاعتراف بالفشل فى القضاء الكامل على حماس.. وأنه أيضاً قد فشل فى إصراره على إضعاف السلطة الفلسطينية وانفراد إسرائيل بفرض الحكم العسكرى على الشعب الفلسطيني.. قد فشل «الملك بيبي».. كما يقول عن نتنياهو فى إسرائيل لا يريد الاعتراف بالخطأ.. رغم أن الملك داوود اعترف فى التوراة بخطاياه أمام الناس.
يقول آسائيل إن نتنياهو يصر على محاولة إفشال الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة مع أنها المسار السياسى الوحيد المتاح أمام إسرائيل.. نتنياهو يرفض الخطة المصرية- العربية من منطلق صهيونى متطرف.. لأنه يرفض أى مشروع يؤدى لقيام دولة فلسطينية.. نتنياهو لن يتغير وهو فى الخامسة والسبعين ولن يعترف بخطاياه وبفشل المشروع الصهيونى المتطرف لمناحم بيجين وشارون ونتنياهو.. نتنياهو لا يريد الاعتراف حتى بمسئولياته عن الفشل العسكرى الإسرائيلى فى مواجهة هجوم حماس فى ٧ أكتوبر 2023.