بعد خروجه المهين من دورى أبطال أفريقيا تثور أسئلة عديدة: كيف أخفق الأهلى أمام صن داونز؟ وهل حان وقت ضخ دماء جديدة فى شرايين النادى والجهاز الفني؟ وكيف يتجاوز الأهلى كبوته؟
لم يكن سقوط الأهلى أمام صن داونز مجرد خسارة ثقيلة فى مباراة قارية، بل كان صادمًا وكاشفًا عن أزمة أعمق بكثير تتجاوز حدود المستطيل الأخضر؛ فالفريق، الذى طالما اعتبر نفسه زعيم القارة الإفريقية، بدا عاجزًا ذهنيًا وبدنيًا وفنيًا أمام خصم تفوق عليه تنظيمًا وطموحًا.
وإذا أردنا الإنصاف فإن أداء لاعبى الأهلى كان سيئا فى مبارياته الأخيرة التى لولا المهارات الفردية ما حقق فيها فوزًا أو تعادلًا.. ومن ثم فإن خروجه من دورى الابطال وخسارته للقب كان متوقعا.. ما حدث طبيعى جدَا، صحيح أن كولر يتحمل النصيب الأكبر من الخسارة لكنه ليس وحده من يجب أن يحاسب.. اللاعبون أنفسهم مستواهم فى تراجع مدهش.. وأغلبهم لا يستحقون ما هم فيه من شهرة وما يتقاضونه من أموال..
قراءة مشهد الانهيار بعناية تضع أيدينا على أسباب السقوط التى تعددت بين أخطاء فنية قاتلة، وغياب الانضباط التكتيكي، وانخفاض اللياقة الذهنية والبدنية لدى العديد من اللاعبين.
الجهاز الفنى بقيادة كولر ظهر مترددًا، عاجزًا عن إيجاد حلول داخل الملعب أو حتى التفاعل مع مجريات المباراة، وجاءت تغييراته متأخرة وتركت أصحاب المهارة والكفاءة على الدكة وهو ما يشكل فسادًا وسوء اختيار تتحمل الإدارة جانبًا منها، إذ بدت وكأنها تكتفى بلعب دور المتفرج، دون قرارات قوية لتصحيح المسار قبل استفحال الأزمة.
والسؤال: هل يجب ضخ دماء جديدة فى الإدارة والجهاز الفني؟ الإجابة ببساطة: نعم. الأهلى بحاجة ماسة إلى إعادة النظر فى تركيبته الإدارية والفنية. الفريق الكبير لا يكفى أن يعيش على أمجاد الماضى أو يراهن على ولاء جماهيره فقط. يحتاج إلى فكر جديد، وإدارة تملك الجرأة لاتخاذ قرارات قاسية، بدءًا بتقييم الجهاز الفنى بموضوعية، مرورًا بفلترة قائمة اللاعبين، وليس انتهاءً بضرورة تجديد الأفكار والسياسات التى تحكم النادي.
التغيير لا يعنى القطيعة مع التاريخ، بل استلهام دروسه لإعادة البناء..الأهلى مؤسسة رياضية ضخمة لا تحتمل المجاملات أو التراخي.
يجب الاعتراف بوجود أزمة تحتاج إلى تشخيص جريء.. يجب أن تكون هناك جلسة تقييم حقيقية دون تزييف للحقائق أو تهوين من حجم المشكلة، والبدء
باختيار جهاز فنى قوى ومدرب يمتلك شخصية قيادية وأسلوب لعب واضح يناسب هوية الأهلى الهجومية، لا مدرب رد فعل ينتظر خطأ الخصم.
الأهلى بحاجة إلى صفقات نوعية، وليس فقط عددية، ولاعبين يملكون عقلية البطولات وليس مجرد الأداء الفردي، مع إعادة تأهيل اللاعبين بدنيًا ونفسيًا ليتحملوا الضغط فى المباريات الكبري.
ولا ننسى ضرورة احترام عقلية جمهور الأهلى الوفى لناديه، ومصارحته بخطة تصحيح فورية وليس الاكتفاء بالشعارات أو المسكنات.
ضخ دماء جديدة فى الإدارة والجهاز الفنى لم يعد رفاهية بل ضرورة وجودية لإعادة الأهلى إلى مكانه الطبيعي، زعيماً لا يقهر فى إفريقيا.
أتفق مع مشروع القانون الذى تتبناه الحكومة والتى يجعل مدة رئاسة الأندية فترتين فقط لتداول المناصب وتكافؤ الفرص وضخ دماء جديدة.