نقابة الصحفيين هذا الصرح العظيم الذى كان ومازال حلم الكثيرين، يرفع شعار «أهلاً بالجميع» لكل من يريد الاستقرار والانتصار من أجل عودة الروح لهذه المهنة العريقة، التى تسهم وبشكل واضح وصريح فى استقرار أوضاع الصحفيين.
لا أحد ينكر أنه بعد أحداث يناير، تعرضت الصحف القومية والنقابة لأزمة طاحنة.. ليست مالية فقط، وإنما استحوذ عليها تيارات أهل الشر الذين استطاعوا أن يدمروها فى أقل من عام وكأنها تصفية حسابات- إن لم تكن كذلك.
وإذا تحدثت عن وضع الصحف القومية، سأذكر على الأخص مؤسسة دار التحرير «الجمهورية»، التى كانت تعانى وبشدة أصعب أزمة مرت عليها، ولولا دور قواتنا المسلحة التى حملت على عاتقها كل مؤسسات الدولة توفير المرتبات وحل الأزمات، لما كنا استطعنا الوقوف مرة أخري.
ورغم انتزاع النقابة من أصحابها الحقيقيين لفترة لم تتعد أشهر، إلا أن الجمعية العمومية وقفت فى وجه هذا التيار اللعين، الذى كان يسيطر على هذا الصرح بكل غباء وجهل وعنف.. متناسياً أنه يقف أمام وحدة صف الشرفاء العظماء أصحاب القلم الحر من أعضاء الجمعية العمومية، التى نجحت فى أن تعيد هذا المبنى لأصحابه وكان هذا الانتصار الأول لأعظم نقابة.. لتتوالى الوقفات فى جميع النقابات من أجل تحريرها، كما فعلت نقابة الصحفيين.. هكذا كنا ومازلنا أصحاب القدوة فى الحفاظ على هذة المهنة العريقة.
تختلف انتخابات نقابة الصحفيين عن انتخابات النقابات الأخرى.. فالمتنافسون فيها يملكون أدوات البيان وسِحر الإبداع، والناخبون يملكون القدرة على التمييز بين الغث والسمين، وجمعيتها العمومية قوية يمكنها أن تضع كلمتها حيثما ترى مصلحة نقابتها ومستقبل مهنتها، لذلك رغم محاولات البعض إطلاق فزاعات الترهيب، فلا خوف على مستقبل النقابة ولا على أعضائها الذين يقفون صفاً واحدا عندما يستشعرون الخطر على كيانهم النقابى الذى يحميهم.
لكن ما استشعر منه الأسف بل الأسي، أن هناك قلة قليلة تسعى لإشعال التنافس الانتخابى إلى حرب طاخنة عبر صفحات السوشيال ميديا ورغم تهدئة الحكماء والعقلاء فى محاولة لإخماد تلك النيران كلما أوقدوها، إلا أن هذه الفئة تأبى إلا إشعالها نارًا تلظى ويحملون فى أفواههم براميل من البارود يترجمونه فى بيانات وكلمات على صفحات السوشيال ميديا مملوءة بالأكاذيب طافحة بالأباطيل التى لا تنطلى على طفل فى الروضة، فما بالنا بقادة الرأى ومهندسى الفكر، وأنا على يقين أنه عقب انتهاء الانتخابات سوف تنكشف نوايا هؤلاء المغرضين بعدما تتغلب إرادة الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين فى اختيار الشخص الذى يملك أدوات التفاوض مع الدولة لتحقيق مكاسب للجماعة الصحفية مثلما اعتادوا طيلة عهودهم السابقة فى الحصول على امتيازات لهم ولابنائهم بما يساعدهم على الحياة الكريمة التى تحفظ لهم قيمتهم وقامتهم.
أخيراً، تفصلنا ساعات عن انتخابات جديدة لنقابة الصحفيين ابطالها معروفون.
أزعم أن من يمثلنا واحد فقط فى هذا الزخم استطاع أن يحقق على أرض الواقع العديد والعديد من بعض احلام الصحفيين.. وأؤكد أنه مازال لديه الكثير والكثير حتى تعود روح المهنة بالسلامة لنقابتها.. بالأفعال وليس بكثرة الكلام..
ننتظر الكلمة الاخيرة للجمعية العمومية.. وأراهن على وعى جموع الصحفيين.
نريدها نقابة خدمية ومهنية بطعم الحرية تحت مظلة مصرنا الحبيبة.. وأخيراً سلاااام.