تكملة واجبة مهمة.. «١» تأكيدًا لسعة مدلولات ومعان.. ما ذكرناه سابقًا من ..»ملاحظة هامة».. فعلينا أن نعلم بإذن ومشيئة الله أن .. «الفطرة السليمة».. هى مسكن.. «ملة إبراهيم».. ومبعث ..»سلامة قلبه».. الذى جاء به إلى ..»ربه».. بل وهى سلامة اعقالات كل قلب مؤمن بالله.. بل وبقدرها النوعى والكمى والكيفى يكون قدر ..»إسلام المؤمن لرب العالمين».. «٢» على ..ملة إبراهيم الفطرية بعث الله ..»محمدا».. نعم.. على الفطرة وملتها وسلامة القلب بها ..»بعث الله محمدا نبيا أميا».. لا يقرأ ولا يكتب ولا يصّف من الشعر ..»لا أبياتا ولا نثرا».. لتكون احكامات آيات ..»القرآن» المبينة هى ..»آيته المعجزة بالحق».. وعلمه الذى لم يعلّمه له ..»جن أو إنس».. بل هو وحى حق وصدق ممن أرسله ..نعم.. من الله رب العالمين ..»الذى أرسله رحمة للعالمين».. «٣» من ملة الفطرة السليمة حقا ..جاءت مقادير ..»ومقامات».. إيمان العامة بالدنيا وجنات الأخرة.. «٤» استبداك ..»الذكاء الاصطناعى بالفطرة».. هو استبدال الذى أدنى بالذى هو خير.. كما فعل اليهود من قبل ..»وما زالوا يفعلون».. هم ومن أشركوا معهم وصاروا جميعا حلفا فكريا عبوديا سياسيا.. «٥» نعلم أن ..»زخارف زينة الحياة الدنيا».. والتى فى ..»عقلها».. المال والبنون.. هى مثل أهواء النفس ووسوسة شياطين الإنس والجن.. «غواية عقل واعقالات».. لا تمت لحق عمارة الأرض بما ينفع الناس بصلة.. سوى صلة نقصان ..»حق وسلامة الاعقال».. بل هى مقدمة لأمر رهيب.. ندعو الله أن يعافينا منه.. أمر يقول الحق تعالى عنه ..»حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون».. «٢٤/ يونس» .
والآن.. نعود إلى ..»من اصطنعه الله لنفسه .. ومن كان عند ربه وجيها».. نعم.. نعود إلى ذاك الرسول الخاص جدا.. ولما قبل تكليفه برسالة ربه ..نعم.. نعود إلى ..»موسي».. لنقف باجتهاد بحثى علمى لطيف جدا ..»كمحاولة منا».. لاستشعار أو استقراء بعضا من احكامات حكمة.. «العزيز الحكيم سبحانه».. فى تكميل ماهية موسى لتستوى مع ما ينتظره من ..«عظيم رسالة ربه».. وذلك من خلال ما تعرض له موسى من ..«مواقف مرحلية عمليا».. هى إضافة لما هو به من ..موقف بيئى ..«يعتصره بتناقض ازدواجيته».. العبودية وولاءها إلى ..«شيعته».. التى ترضخ تحت بطش سلطان.. «فرعون وأعوان قومه».. والذى يدين له موسى بالبعض غير القليل من ..«فضل تنشئته».. حتى صار فتى شديد البأس والقوة.
الموقف الأول.. ويبدأ بوصف من ..»الله».. لما عليه موسى ..فيقول سبحانه ..»ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين».. «١٤/ القصص».. وحينئذ.. نحن الآن بحاضر بداية ..«الآية».. نعم حاضر ..«أنه بلغ أشده».. وما سنذكره من موقف ..هو بداية ..«استوائه».. وما به من علم وحكمة لم تكتمل بعد.. بل هو علم يخالطه ما تعلمه ..»ببيئة فرعون».. من علم موازنات سياسية ..تميل لسرعة القهر.. «ربما القتل قتالا».. وربما ما دعم ذلك ..«بماهيته النفسية».. عدم الرؤية المبينة التى لمسها فى قومه ..بل وكثرة شيوع ..»الغى والغواية».. بهم.
ويبدأ الموقف الأول.. يقول الحق تعالى الذى يقول ..»ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها».. وحينئذ.. «نتساءل عن تلك الغفلة».. «ا» هل هى غفلة نوم أهل المدينة بليل.. كوصف زمنى ..»ب» أم هى غفلة دينية من أهل المدينة ..غفلة صفات وسمات سياسية فى الأرض والناس ..مثل ما امتهنوه من أكل أموال الناس بالباطل.. وغى بهتان وتحريف كلم ..إلخ.. «ج» أم هى غفلة من.. «موسي».. نفسه كأحد سكان وأهل تلك المدينة ..وربما ذلك نجد له ..»المبرر والسند».. حين نستكمل الموقف ..بل وبما وصف موسى نفسه به.. حين حدثه فرعون عن ما حدث منه بذاك الموقف ..»ووصفه بالكفر».. فقال موسى ردا عليه أنه فعل ذلك ..»وكان من الضآلين».
ما الذى حدث ..»بذاك الموقف»..؟؟.. هو أن وجد موسى ..»اقتتالا».. بين أحد من شيعته وآخر من عدوه ..فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه.. فدون تريث بشيء من ..»الحلم».. لرؤية كيف يحكم بينهما.. وكز موسى عدوهما ..فقضى عليه ..»قتله».. دون بينة.. وذلك مما تعلمه من قتال بيئة ..»فرعون».. وحينذاك.. أدرك موسى أن ما أقدم سريعا عليه هو من ..»الإضلال المبين لعمل الشيطان».. عدو الإنسان المبين ..وأنه بما فعل قد ظلم نفسه.. وراح يستغفر ربه الغفور الرحيم.. ويخبرنا رب العالمين أنه ..»غفر له».. «15/ 16/ القصص».. وراح موسى بأسى شديد يتوب لربه.. ويعده بأنه لن يكون ظهيرا للمجرمين.. نعم فقد أدرك إجرام الذى من شيعته.. وعلى موسى وكل رسل الله الصلاة والسلام أجمعين.
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك ..أعاده الله على أمة الإسلام وهى دائما مطمئنة بخير..