من المؤكد أن محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى هو أكثر النادمين على قراره المتسرع بالانسحاب من مباراة القمة أمام الزمالك حتى لو لم يظهر ذلك.
وهو قد أيقن وكل من ينتمى للقلعة الحمراء خطورة ذلك القرار وتأثيره السلبى الكبير على الفريق ومستقبله خاصة بعد الفشل فى التأهل لنهائى دورى الأبطال على يد صن داونز.. فالأهلى أصبح مهددا بقوة بعدم المشاركة فى دورى الأبطال الموسم المقبل وكذلك عدم الظهور فى كأس الإنتر كونتننتال وقد يذهب الأمر إلى أصعب من ذلك بضياع فرصة التأهل لمونديال الأندية فى نسخته الثانية عام 2029 فضلا عن خسائر مادية ضخمة تترتب على كل ذلك!!
فالدوري.. يا سادة.. هو البوابة الرسمية للعالمية.. فإذا ضاع منك لقب الدورى أو المركز الثانى فاعلم أنك ستحرم من المشاركة فى دورى الأبطال.. وعدم المشاركة فى دورى الأبطال والفوز به سيحرمك من المشاركة فى بطولة الإنتر كونتننتال.. وأيضا يحرمك من المشاركة فى كأس العالم للأندية.. ناهيك عن عدم لعب كأس السوبر الأفريقي.. يعنى ببساطة شديدة ستكون فريقا محليا أو بطلا للكونفيدرالية وهى البطولة التى لا تؤدى إلى شئ مهم سوى لعب مباراة شرفية على كأس السوبر.. وبعض العائدات المادية لا تقارن بالمكاسب الضخمة فى حال المنافسة فى دورى الأبطال.
ومن هنا فإن الأهلى أصبح فى موقف شديد الحرج والتعقيد.. ولم يعد أمامه سوى بديل واحد وهو الدوري.. وعليه بجهازه المؤقت بقيادة عماد النحاس ومحمد يوسف ومحمد شوقى ونجومه أن يعملوا من أجل الاحتفاظ بالدرع أو الحصول على المركز الثانى على الأقل.
وفى رأيى أن أهم ما يجب أن يفعله الجهاز الجديدة هو إعادة التوازن النفسى للاعبين وإعادة روح الفانلة الحمراء التى غابت عن الفريق فى الموسم الأخير بشكل لافت بسبب حالة عدم التوازن التى عانى منها المدرب المخلوع كولر وعبثه بالفريق على مرأى ومسمع من إدارة النادى خاصة محمود الخطيب الذى أحمله المسئولية الأكبر فى تلك الأزمة بصفته رئيس النادى والمفوض باتخاذ كل القرارات الخاصة بقطاع الكرة والفريق الأول.. فللأسف كانت معظم قراراته خاطئة بداية من إقالة سيد عبد الحفيظ من منصب مدير الكرة.. والإبقاء على كولر بعد نكسة مباراة باتشوكا.. وانتهاء بقرار الإنسحاب أمام الزمالك فى الدوري!!
على الجانب الآخر لا بد من تحية فريق بيراميدز الذى حفظ ماء وجه الكرة المصرية بتأهله للنهائى فى دورى الأبطال على حساب أورلاندو بايريتس بفوز مستحق وعرض وهو ما يعكس حالة الاستقرار الإدارى والفنى لهذا الفريق بعد أن استوعب مسئولوه دروس الماضى واختاروا المدرب المناسب وهو يوريشتش وأغلقوا الباب على أنفسهم وعلى غرفة الملابس وركزوا على الملعب فقط بعد أن أدركوا أن الملعب هو الفيصل والحاسم فى صراعهم الكروى مع الأهلى والزمالك وليس المناوشات والمعارك الإعلامية.. وها هم ينافسون على ثلاثة ألقاب كبري.. الدورى والكأس ودورى أبطال أفريقيا.
لكن عليهم أن يحذروا من الغرور والتشتت وعدم التركيز وضغوط جدول المباريات.. وقد يخسر الفريق الألقاب الثلاثة.. ويجد الأهلى قد فاز بالدوري.. والزمالك وقد خطف الكأس.. وصن داونز وقد عاد بكأس إفريقيا !!
ولذلك على مسئولى بيراميدز سواء الجهاز الفنى أو إدارة النادى أن يتعاملوا مع المرحلة الحاسمة المقبلة بكل حذر وتركيز إذا أرادوا أن يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.. ففرصة الفوز بالدور والكأس ودورى أبطال أفريقيا قد لا تأتى مرة أخرى !!