نستكمل إلقاء الضوء على بعض المعانى من كتاب الله الكريم وبعض الاحداث ؛ سيدنا عمر قال: «لست بالخب ولا الخب يخدعنى، لا من السذاجة حيث أُخدَع، ولا من الخبث حيث أَخدع»، أى لست من الخبث حيث أَخدَع، ولا من السذاجة حيث أُخدَع، ليس خبيثًا فَيَخْدَع، ولا ساذجًا فَيُخْدع، هناك ابتسامة بين عامة الناس، وأيضًا مودَّة وعلاقة طيَّبة، لكن بجانب ذلك لابد أن يكون هناك ذكاء، حيطة، وحذر، فالمؤمن القوى خير عند الله من المؤمن الضعيف، فالمؤمن طيَّب وعنده حسن ظنٍّ بالناس ولكنه ليس ساذجًا، المؤمن فى أعلى درجات اليقظة والحيطة والذكاء، المؤمن كيِّس فطن حذر، الناس لا يحترمون المغفَّل أبدًا.
فلا تكن طيِّبا لدرجة السذاجة، ولا تصدق كل ما يقوله الناسُ، بل صدق الأفعال والمواقف، استخدم دائمًا عقلك ولا تقبل شيئًا الا بدليل ولا ترفض شيئًا الا بدليل ولولا الدليل لقال من شاء ما يشاء، فالإنسان قبل أن يوقِّع، وقبل أن يقبض، وقبل أن يسلِّم نفسه لإنسان يجب أن يعرفه جيدًا! وكان النبى عليه الصلاة والسلام علاقاته طيِّبة، لكن إذا لم يعرف الإنسان يسأل ويدقِّق، فنشاهد يوما تلو الآخر آلاف الدعاوى فى المحاكم، أسبابها كلها تَصَرُّفٌ فى سذاجة، سلَّم بلا تيقُّن، أعطى بلا إيصال، أسّس شركة بلا عقد، فالدين حثنا على أخذ الحيطة والحذر وتوثيق العقود وشهادة الشهود، وآية الدين التى هى أطول آية فى القرآن الكريم تحدثت عن ذلك، وتؤكد ضرورة حفظ المال، ورعايته، وعدم تضييعه من خلال كتابة الدين، والاستشهاد بالشهود، إذا لم يكن هناك عقد، ولا إيصال، ليس معه وثيقة ضدك، يسلب منك حقك!.
فكلام الله هو بمثابة الدستور الذى نسترشد به فى حياتنا، ويجعلنا نتحلى بالقوة أثناء التعرض للمواقف الصعبة التى تضعنا فيها الحياة، ولا نملك غير التحلى بأخلاق الرسل والانبياء صلوات الله عليهم، ليكونوا عبرة لنا فى حياتنا، فالكثير يتعرض للأذى أيا كان نوعه ولكن الأذى النفسى أصعب أنواع الأذى، والقرآن روى لنا الكثير من القصص التى لابد أن نجعلها نصب أعيننا للتحلى بالصبر على متاعب الحياة.
فعندما نقرأ قصص أحد الأنبياء والرسل لابد أن نقرأ بجوارحنا ومشاعرنا وليس بأفواهنا فقط، فقصة سيدنا يوسف عليه السلام التى قال عنها الله سبحانه «أحسن القصص» لأن بها العديد من الابتلاءات التى قد يتعرض لها البعض، من غدر أقرب الناس وهم الإخوة أو الأصدقاء، وأيضًا ادعاء أحدهم عليك افتراء وإنزال العقاب عليك ظُلما، كما حدث مع سيدنا يوسف فتم إلقاؤه فى البئر من إخوته وكانت تهمته فقط حب أبيه له، ففعلوا ذلك بدافع الغيرة والحقد، فكم من أشخاص حاولوا النيل من البعض ومحاولة إلحاق الأذى بهم للخلاص منهم، كما تم توجيه تهمة زور وظلم له بادعاء امرأة العزيز الباطل وتم زجه ظُلمًا فى السجن.
كما ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى فى تحمل الاضطهاد والإيذاء المعنوى والبدنى، فى سبيل توصيل رسالة الله إلى الناس، رغم ما عاناه من عنت وكفر وتكذيب وسب.