بالتزامن مع انطلاق المحادثات النووية فى مسقط بين إيران والولايات المتحدة، هز انفجار كبيرأحد الموانيء بجنوب إيران، مما أدى إلى مقتل واصابة المئات.
أعلنت وسائل إعلام محلية أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قد قتلوا، كما أصيب 700 على الأقل، فى انفجار كبير وقع أمس بميناء الشهيد رجائى فى مدينة بندر عباس جنوبى إيران، فيما كلف الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان وزير الداخلية إسكندر مؤمني، بالتوجه إلى الموقع وإجراء تحقيق دقيق.
كشفت الحكومة الإيرانية أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدداً من الحاويات التى كانت مكدسة فى أحد أطراف الميناء، يُحتمل أنها كانت تحتوى على مواد كيميائية قد انفجرت.
وكانت قد رجحت، فى وقت سابق، إدارة الجمارك الإيرانية أن الانفجار وقع فى مستودع للبضائع الخطرة والمواد الكيماوية فى الميناء.
فى حين اعتبر التليفزيون الرسمى أن «التقصير فى التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان عاملا مساهما» فى الانفجار.
من جهتها، أكدت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن منشآت النفط لم تتأثر بالانفجار.
الجدير بالذكر أن ميناء رجائى يشكل أحد الجزءين من ميناء بندر عباس بمحافظة هرمزخان الجنوبية، ويقع على الشواطئ الشمالية لمضيق هرمز.
فيما تبلغ مساحته حوالى 2400 هكتار، ويتمتع بطاقة استيعابية تصل إلى 70 مليون طن مـن البضــائع سنــويًا، كمــا يتـــألف المينـــاء من 23 رصيفاً بعمق 15 متراً، ومسئول عن 85 ٪ من إجمالى عمليات التحميل والتفريغ التى تتم فى الموانئ الإيرانية.
وعلى صعيد المفاوضات النووية بين واشنطن و طهران، أعلن التليفزيون الرسمى الإيرانى انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين وفدى الولايات المتحدة وإيران، بشأن البرنامج النووى للأخيرة، حيث استغرقت المناقشات التى استضافتها سلطنة عمان ، نحو 9 ساعات، حسب المصدر ذاته.
وقال التليفزيون الإيرانى إن «وفدى المحادثات سيعودان إلى عاصمتيهما للتشاور».
وقال وزير الخارجية العمانى بدر البوسعيدى إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران «كشفت عن تطلع مشترك للتوصل إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات المستدامة».
أضاف البوسعيدى على منصة «إكس»: «تم التطرق إلى المبادئ الأساسية والأهداف والقضايا الفنية الجوهرية».
أكد الوزير أن المحادثات ستستأنف بعد أسبوع، مع اجتماع رفيع المستوى آخر مقرر مبدئيا السبت المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، إن المفاوضات غير المباشرة جرت فى أجواء جادة.
كما أضاف فى تغريدة على حسابه فى منصة إكس قبيل انتهاء المحادثات أمس أن الجانبين تبادلا وجهات النظر فى مجالى تخفيف العقوبات، وبناء الثقة فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووى الإيراني».كما أضاف أن المفاوضين تطرقا إلى «حماية حق إيران فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية»، وفق تعبيره.
فى نفس السياق، كشف موقع «أكسيوس» الاخبارى أن المبعوث الأمريكى ويتكوف سيتوجه إلى دولة الإمارات خلال الساعات القادمة.
وكانت قد خرجت تصريحات من طهران فى وقت سابق قبل الاجتماع مع واشنطن بأنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووى مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين «الخطوط الحمراء الإيرانية التى لا يمكن المساومة عليها» فى المحادثات.
وقال مصدر إيرانى مطلع على المحادثات لوكالة «رويترز»، أمس، إن «العقبة الأكبر» لإيران فى مفاوضاتها مع الولايات المتحدة ليست مسألة تخصيب اليورانيوم، بل «البرنامج الصاروخي».
وكان قد قد اتفق الجانبان خلال المحادثات التى جرت فى روما، الأسبوع الماضي، على البدء فى وضع إطار عمل لحل مسألة البرنامج النووى الإيراني.
وذكر المسئول الإيراني، أن «المفاوضين الإيرانيين خرجوا من مفاوضات روما مقتنعين بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران القائل بأنها لن تُنهى برنامج تخصيب بالكامل أو تُسلم كل اليورانيوم الذى خصبته سابقاً، لكن برنامجها الصاروخى لا يزال نقطة خلاف رئيسية».
بدوره، واصل وزير الخارجية الأمريكى فى حديثه عبر بودكاست كان قد نشر هذا الأسبوع، تأكيد موقف ترامب بضرورة وقف إيران برنامج تخصيب اليورانيوم، وقال روبيو: «إذا أرادت إيران برنامجاً نووياً مدنياً، فيمكنها امتلاكه كما هو الحال مع العديد من الدول الأخري، وذلك من خلال استيراد المواد المخصبة».
إضافة إلى ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين، إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين، أن يتضمن الاتفاق الشامل قيوداً تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على وضع رأس نووى على صاروخ باليستي.
لكن طهران تصر على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ «غير قابلة للتفاوض»، إذ قال مسئول إيرانى مطلع على المحادثات، إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخى يمثل عقبة أكبر فى المحادثات.
فى نفس السياق، قال ترامب فى تصريحات لمجلة «التايم» إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «قد يخوض حرباً ضد إيران»، مؤكداً أن واشنطن «لن تنجر إليها».لكنه أضاف فى نفس الوقت، أنه قد يدخل الحرب طوعاً إن لم تتوصل بلاده إلى اتفاق مع طهران.
أشار الرئيس الأمريكى إلى ثقته فى التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع طريق امتلاك إيران لسلاح نووي، وذكر ترامب، مؤخراً فى تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: «الاتفاق مع إيران يسير بشكل جيد جداً.. نحن نتفاوض على أعلى المستويات مع إيران، وأعتقد أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق، ونحن نريد التوصل إلى اتفاق أيضاً».
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي، أجرى تدريبات استعداداً لهجمات صاروخية إيرانية جديدة محتملة، فيما وصف عراقجى أجهزة الأمن الإيرانية بأنها «فى حالة تأهب قصوي، نظراً لحالات سابقة من محاولات التخريب وعمليات الاغتيال المصممة لاستفزاز رد مشروع».