«وليلة بكت فيها الملايين»..! والندم.. ومأساة أسرة
ليت عرفات جلس إلى جوار السادات فى كامب ديفيد
فى برنامج تليفزيونى عبر قناة فضائية عربية كان هناك حوار تحت عنوان «من ذبح غزة».. وخلال هذا الحوار تناول بعض ضيوف البرنامج دور الدول العربية وأشاروا إلى التطبيع بين مصر واسرائيل واتفاقية كامب ديفيد للسلام.
ولكل الذين يتحدثون عن مصر.. ولكل الذين يجهلون دور مصر.. ولكل الذين فقدوا ذاكرة التاريخ.. ولكل الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية.. ولكل دعاة الحرب من منازلهم التى تبعد آلاف الكيلو مترات عن ميادين المواجهة.. ولكل ببغاوات ترديد الشعارات والمزايدات.. لكل هؤلاء نذكرهم والذكرى قد تنفعهم لقراءة أفضل للأوضاع ولفهم أدق للقضية وأبعادها.
لهؤلاء جميعا نقول ان سادات مصر محمد أنور السادات الذى كان حريصا على استثمار العبور العظيم لقواتنا المسلحة فى حرب أكتوبر 1973 وهو العبور الذى أثبت قدرتنا على الحرب وقدرتنا على الانتصار.. السادات استغل زخم تحريك الموقف سياسيا عالميا فى الدعوة إلى السلام من منطلق القوة ووجه الدعوة إلى منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة فى مؤتمر يعقد بفندق مينا هاوس فى منطقة الأهرامات فى عام 1977 للبحث فى حل نهائى لأوضاع القدس واللاجئين الفلسطينيين وإلى جانب دعوة الفلسطينيين للمشاركة تم توجيه الدعوة أيضاً للبنان وسوريا والأردن والاتحاد السوفيتى.
>>>
وكلهم.. خذلوا السادات.. كلهم تهربوا من الحضور لدوافع مختلفة وياسر عرفات ارتكب الخطأ القاتل وأهدر الفرصة التاريخية بعدم حضور المؤتمر خوفا من إغضاب الرئيس السورى حافظ الأسد والاتحاد السوفيتى كانت له مصالحه الخاصة فى استمرار الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان والأردن وقعا ضحية جبهة الصمود والتصدى التى تفرغت منذ ذلك الحين لشعارات الحرب التى انتهت بمقاطعة مصر..!!
وليتهم حضروا.. ليت عرفات جلس إلى جوار السادات فى كامب ديفيد ورفع علم فلسطين كما قال سعيد كمال سفير فلسطين السابق فى القاهرة عندما أنصف السادات بعد سنوات وسنوات وقال ان السادات حاول اقناع عرفات والكرة كانت فى الملعب الفلسطينى ولكننا «كنا تحت وطأة الاتحاد السوفيتى والأسد»!! وليتهم فعلوا وقبلوا بنصيحة السادات الذى كان يقرأ المستقبل.. ليتهم توصلوا لأى حل كان كفيلا بوقف نزيف الدماء وإنقاذ غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.. ليتهم قرأوا واستوعبوا التاريخ الذى قرأه السادات جيدا وأدرك من خلاله ان كل الحلول التى رفضها العرب تاريخيا ندموا عليها فى مراحل لاحقة.. ليتهم انتهزوا ما قدمه السادات لهم فى السلام الذى كان كفيلا بأن يحتوى كل الأحلام والأطماع الإسرائيلية.. ولكنهم لم يكونوا يبحثون عن الحلول.. ولا عن الأرض ولا عن الدولة الفلسطينية المستقلة.. كانوا يبحثون عن بقاء القضية لأنهم عاشوا ومازالوا ينعمون ويستمتعون بعائدات القضية.. انهم كانوا ومازالوا تجارا للقضية..!
>>>
ومن قضية العرب الأولى إلى قضية الجماهير الكروية التى مرت بليلة بكت فيها الملايين.. ليلة خروج النادى الأهلى بطل افريقيا فى كرة القدم بالتعادل على أرضه فى القاهرة مع فريق من جنوب افريقيا.
ولم يكن ما أحزننا عدم وصول النادى الأهلى للمباراة النهائية.. أحزننا الأداء الباهت.. ألمنا غياب الروح القتالية.. لم يكن هناك ما يستحق أن نفوز.. وليس من حقنا أن نطالب بما لا نستحق.. والنادى الأهلى يتراجع فى الأداء.. ويتراجع فى القرارات الإدارية.. ويتراجع فى المكانة والتأثير.. الأهلى فى حاجة إلى وقفة مع النفس وإلى إدارة رياضية جديدة أيضاً.. وأخطاء الأهلى تتفاقم منذ قرار الانسحاب أمام الزمالك الذى كان قرارا عشوائيا أضاع الموسم الكروى كله على الأهلى.. الرياضة علم وفن وإدارة وليست مجرد جماهير تهتف فى التالتة شمال..!
>>>
وأحيانا كثيرة ما نشعر بالندم.. والندم لا يكون مقصورا على تصرفات خاطئة قمنا بها أو قرارات خاطئة أقدمنا عليها واتخذناها لأننا فى نهاية الأمر نتحمل عواقبها وتبعاتها.. الندم الأكبر هو على تصرفات صحيحة فعلناها لمن لا يستحقها.. وما أكثر ما نقدم على ذلك هذه الأيام..!
>>>
وفنانة لها قضية شهيرة من القضايا إياها.. خرجت علينا تدافع بضراوة عن «نمبر وان» الذى اعتاد أن يغنى عارى الصدر وأخيرا ارتدى ملابس شبه نسائية فى إحدى الحفلات الغنائية وقالت «لازم نفتخر به»..!
ولا رد على الفنانة التى تتحدث وفقا لمفاهيمها وثقافتها «وان كنتم نسيتم اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرا».. والدفاتر تقول كلام كثير يا فنانة.. والجماهير لم تهتف باسم فنانة مدرجات الملاعب.
>>>
ومطرب المهرجانات الذى لا نعرف له شكلا ولا معنى ولا حتى اسما.. ردد أغنية لا يدرك معناها ولا مغزاها وفيها يتعرض بالإساءة لمؤسسات الدولة ونقابة المهن الموسيقية استدعته للتحقيق وأوقفته مؤقتا عن الغناء.. ولا قيمة للتحقيق ولا الاستدعاء.. النقيب السابق هانى شاكر كان على حق.. مثل هؤلاء ينشرون الفيروسات والعدوى.. والحل فى أن يتوقفوا عن الغناء.. نقصد عدم الازعاج.. استئصلوهم فقد حان أوان البتر والتخلص من السموم..!
>>>
وأتحدث عن مأساة أسرة.. أدعو وزارة التضامن إلى الإسراع فى الاتصال بأسرة الطبيب الذى ذهب وزوجته مع أطفاله الخمسة لقضاء اجازة فى منطقة فايد بالإسماعيلية فانقلبت السيارة ومات الأب والأم وبقى الأطفال الخمسة يصارعون الحياة فى أحد المستشفيات.. ادعو إلى رعايتهم وتوفير الأمان لهم وأدعو أصحاب القلوب الرحيمة للوقوف إلى جانب هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم لهم.. ربنا معهم.. ونحن جميعا معهم.