سيناء خط أحمر وقضية أمن قومى
مواقف مصر ثابتة لا تتغير تستند على المبدأ والأسباب الأخلاقية والوطنية على مدار الفترة الماضية.. الرسائل المصرية المدوية والقوية التى تكشف وتجسد شرف الموقف ووضوح الأهداف والغايات ليس هذا فحسب بل وإظهار الثقة والقوة والقدرة فى حماية هذه المواقف والواقع وقراءة ما يدور فيه من تفاصيل يعكس كل ذلك، فمصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يمكن مساومتها أو ابتزازها أو التفريط والتنازل، فما يدور من تحركات مصرية على كافة الأصعدة يشير إلى قدرة فائقة وعبقرية فى إدارة التحديات والضغوط وامتلاك لكافة الأوراق والأسباب والمقومات على حماية الأمن القومى وكذلك الثبات على الموقف دون أن تنال منه حملات شرسة من الضغوط والمساومات والتهديدات وحملات ممنهجة للأكاذيب والشائعات والتشويه وصناعة أزمات اقتصادية فى محاولة فاشلة وبائسة لكسر الإرادة المصرية وإرجاعها والتأثير فى مواقفها.
لم تنس «مصر – السيسى» فى احتفالاتها بأعياد تحرير سيناء التى عادت بالنصر المبين والدماء والبطولات والتضحيات والسلام والدبلوماسية أن تؤكد على مواقفها الشريفة والخالدة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، لكنها لم تكن كلمات عابرة تفرضها المناسبة العطرة والذكرى الخالدة بل جاءت تحمل أعظم معانى الإرادة والشرف والشموخ، لذلك فإن كلمة الرئيس السيسى فى ذكرى تحرير سيناء ثرية بالرسائل القوية والمعانى الوطنية الفياضة التى تتحدث عن قدسية الأرض المصرية وعظمة هذا الشعب المؤتمن إلى يوم الدين على هذا الوطن، كلمة حاسمة جازمة تقطع الطريق على كافة المخططات والمؤامرات والأوهام التى يحاول جيش الاحتلال الصهيونى تنفيذها ويجد من يدعم ويمول ويساند منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.. ومصر حديثها لم يتغير وموقفها ثابت لم يتزحزح وهو ما أصاب رعاة المخطط الصهيو- أمريكى بالجنون والارتباك.. وجدوا ان مصر عصية وصلبة بعد أن خانتهم تقديراتهم، فلن تمر أى مخططات ولن يحدث أى شىء لا تريده مصر وهى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تقف بالمرصاد عصية على الكسر لا تتحدث فى الظلام والغرف المغلقة ولكنها تصدح وتجاهر بمواقفها ومبادئها على مستوى العالم دون خوف أو مواربة أو حتى مجرد اهتزاز بل خطاب قوى يتصاعد بل ويتجاهل أوهام اللئام ويضرب ولا يبالى فلن يستطيعوا كسر الإرادة المصرية.
الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بأعياد تحرير سيناء قالها محددة وأعلنها واضحة فى وجه التصعيد والتهديد والوعيد البائس لقوى الشر ان مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتأكيد على ان اعادة اعمار قطاع غزة يجب أن تتم وفقاً للخطة العربية – الاسلامية دون أى شكل من أشكال التهجير حفاظا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين وصونا للأمن القومى ربما يكون الكلام ليس جديدا، لكنه يأتى فى توقيت بالغ الأهمية انه جاء فى غمرة النصر العظيم عسكريا ودبلوماسيا وقانونيا والذى جسد عظمة المقاتل والمواطن المصرى ويبعث برسالة مهمة ان سيناء عادت بقوة الرجال ولا مجال للمساس بها أو المساومة عليها ولا تفريط فيها مهما كانت التضحيات وتحضرنى عبارة الرئيس، إذا كان الجيش المصرى قدر يعملها مرة فهو قادر يعملها كل مرة.
فالكلمات تخرج هنا انطلاقا من ثقة المنتصر وأيضاً من ثقة القوى القادر الذى يقف على أرض صلبة ونجح فى بناء منظومة الردع والقدرة الشاملة، كما ان الكلمات تأتى فى توقيت تتصاعد فيه الأحداث وحرب الإبادة على الفلسطينيين وإقدام تحالف الشر على ارسال تهديدات مبطنة لا تعكس سوى الضعف والفشل وتجسد قوة مصر والوجع والألم الذى تسببه للكيان الذى يقف عاجزا أمام قوة وقدرة الدولة المصرية وصلابة وإرادة شعبها العظيم، لذلك فإن كلمة الرئيس السيسى وما جاء بها من رسائل فى توقيتها وحملت ردا حاسما وقاطعا وقطعت الطريق على ترهات وخزعبلات وأوهام حكومة المتطرفين وبطبيعة الحال رعاتهم فى دول كبرى ووسائل اعلام تعمل لحسابهم.
لا تصفية للقضية الفلسطينية ولا تهجير بأى شكل من الأشكال للشعب الفلسطينى ولا توطين على حساب الأراضى والأمن القومى المصرى وان ذلك خط أحمر لا يقبل المساومة أو التفريط.
مصر منذ بدء العدوان الصهيونى على قطاع غزة أكدت حتمية وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن وادخال أكبر قدر ممكن ومناسب لحجم الكارثة الانسانية التى يعانى منها الفلسطينيون فى غزة بسبب حرب الإبادة والتدمير الشامل الذى يشنه جيش الاحتلال وأيضاً منع التصعيد حتى لا تتحول المنطقة إلى حرب شاملة.
تجديد التأكيد على ثوابت الموقف المصرى فى كلمة الرئيس السيسى بمناسبة أعياد تحرير سيناء حقق أهدافه على كافة المستويات الإقليمية والدولية فسيناء جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة محفوظة بإرادة شعبها وجسارة جيشها وعزيمة أبنائها، فالدفاع عن سيناء وحماية كل شبر من أرض الوطن عهد لا رجعة فيه ومبدأ ثابت فى عقيدة المصريين جميعا يترسخ فى وجدان الأمة جيلا بعد جيل ضمن أسس أمننا القومى التى لا تقبل المساومة أو التفريط.. إذن كل ما يطلبونه أو يعرضونه أو ما يدور فى عقولهم المريضة من أوهام هو المستحيل بعينه، فسيناء خط أحمر وقضية أمن قومى ووجود تهون دونها الأرواح وتقطع رقاب الأعداء وان كانت مصر تؤكد ان خطة الاعمار العربية الإسلامية دون تهجير الفلسطينيين يجب أن تتم فإنها تؤكد أيضاً ان السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية فهى الضمان الحقيقى لإنهاء دوائر العنف والانتقام والتوصل إلى السلام الدائم ولنا فى السلام بين مصر واسرائيل الذى تحقق بوساطة أمريكية نموذج يحتذى به لإنهاء الصراعات والنزاعات الانتقامية.
مصر لن تتنازل عن موقفها ورؤيتها فى إنهاء الصراع بما يحقق العدل والسلام ويمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، فلا يمكن القبول بالتهجير بأى شكل من الأشكال وانه ظلم لن تشارك فيه مصر، بل تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.