فى كثير من الأحيان يكون للكلمة صدي، وللمعاناة صوت يصل إلى من يملك القرار، هكذا كانت «الجمهورية معاك»، حلقة الوصل الحقيقية بين أهالى إسنا والمسئولين، بين الشكوى والاستجابة، بين الألم والأمل.
تواصل معنا «حمادة بدران» ابن إسنا، بمحافظة الأقصر، ليعبر عن تقديره إلى الدولة وشكره وامتنانه لـ»الجمهورية معاك»، التى نقلت قصص الأهالي، فشهدت المدينة ما لم تره فى سنوات عديدة، قائلاً إن صوت الأهالى حين وصل عبر صفحات الجريدة إلى الدولة، تغيّر الحال، وتحولت المعاناة إلى مشروع ناجح، والإهمال إلى تطوير، الدولة سمعت وتبنت، ولم تتأخر فى اتخاذ القرار، وكان هذا هو الحصاد الحقيقى لما كتب، والثمرة الطيبة التى جنتها الجمهورية من ثقة المواطن فيها.
اليوم، يبتسم حمادة وهو يقف بجوار وكالة الجداوى العريقة، بعدما اكتست ثوبًا جديدًا من النور، الجدران استعادت ألوانها، الواجهة أصبحت تحفة معمارية تستقبل الزوار، والساحة من حولها تمهد الطريق نحو مستقبل سياحى واعد، أصبحت قبلة لكل زائر، وكأن الزمن دار دورة كاملة وأعاد إليها مجدها من جديد، بل وأصبحت ثانى أهم مزار سياحى بعد معبد إسنا.
لم يتوقف الإنجاز عند الوكالة، فمشروع مستشفى إسنا المركزى الذى يئس منه الجميع بعد أكثر من ربع قرن قيد الإنشاء، انتقل بفضل ما نشرته الجريدة من حبر على ورق إلى صرح طبى متكامل تطل غرفه الحديثة على ضفاف النيل، تعيد للمدينة عهدها كمركز طبى يخدم آلاف المرضى سنويًا، أصبحت الأجهزة تعمل والأطباء يعالجون دون تأخير.
وفى حيٍ آخر من إسنا، كان المواطنون مضطرين إلى دخول أحد السجلات المدنية الذى يقع أسفل عمارة سكنية، ولكن كانت تسقط عليهم مياه المجارى من الطوابق العليا، وتغمر أقدامهم مياه راكدة كأنها بحيرات مهجورة، كان الذهاب لاستخراج شهادة ميلاد أو قيد عائلى رحلة عذاب.
ومرة أخري، عرضت «الجمهورية معاك» المأساة، لم تكتف بوصف المعاناة، بل حمّلتها إلى المسئولين، وجعلتهم يرون الواقع بعين الحقيقة. واليوم، أصبح لأهالى إسنا سجل مدنى حديث، مبنى منفصل يليق بالناس، ينجزون فيه أوراقهم فى دقائق.
ولا ينسى كثيرون السلم القديم المؤدى إلى معبد إسنا، الذى كان يشكل خطرًا لكبار السن والأطفال، كُتبت من أجله قصة جديدة لإنشاء سلم عصرى وأنيق يليق بعراقة المزار ويدعم تجربة الزائر.
الأهالى يذكرون كيف تغيّر حال مدينتهم، وكيف تحولت شكاواهم إلى مشاريع تنهض بالواقع، وهذا هو دور الصحافة وهو أن تعرضه على من بيده الحلّ، حين يتكامل المواطن المعبّر والصحافة المسئولة والدولة المستجيبة، يزدهر الأمل.
خلف كل مشروع تم ترميمه، وكل مبنى تم تطويره، كانت هناك وجوه، ودموع، وأمل فى استجابة، هذه الإستجابات جاءت نتيجة متطلبات المواطن التى نقلتها الجمهورية معاك، عشرات القصص الإنسانية « من عمليات جراحية عاجلة إلى صرف معاشات «تكافل وكرامة» استجابت لها الدولة بسرعة، وحصد ثمارها الأهالى فى صورة بنية تحتية متطورة ورعاية صحية واجتماعية محسنة، لم تكن تلك الكلمات مجرد حبر على ورق، بل كانت نبضًا حقيقيًا يصل إلى قلب الدولة، فيدفعها لأن تنصت وتستجيب وتتحرك.
هذا هو الشعار الذى رفعته «الجمهورية معاك»، ونضعه أمام أعين المسئولين الذين أثبتوا فى كثير من الأحيان أنهم قادرون على تحويل الكلمات إلى واقع، والواقع يشهد أن الدولة حين تسمع، تستجيب، وحين تري، تتحرك.
حين تتكامل هذه الأطراف الثلاثة «المواطن، والصحافة، والدولة» تكون النتيجة مشهدًا كالذى نراه اليوم فى إسنا.
قوة الكلمة إذا ما وجدت من ينقلها بدقة، ومن يقرأها بضمير، ومن يتبناها بإرادة.
وهنا يستمر دور «الجمهورية معاك» فى أن تكون الوصلة الحقيقية بين المواطنين ومن يملكون قرارهم، وسعادتنا وفرحتنا بعد الاستجابة لحلمهم نجدها فى عيون الناس، وفرحة إسنا اليوم تعتبر بداية لمسيرة تطوير طويلة.