بالرغم من المآسى التى يعيشها الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وغزة وبالرغم من همجية وبربرية الجيش والشعب الإسرائيليين وإصرارهم على الإبادة الجماعية المنظمة للشعب الفلسطينى واستهداف الأمهات والأطفال وإطالة زمن الحرب لحرمان أجيال من أطفال غزة من التعليم والصحة لدى مليون طفل فلسطينى، وبالرغم من الأخبار السيئة اليومية.. أشعر ببعض التفاؤل والأمل للشعب المصرى والوطن الغالى مصر رائد وحامى الأمة العربية والسؤال الذى سيدور فى ذهن القراء لماذا نشعر بالتفاؤل والأمل؟
نشعر بالتفاؤل للعديد من الأسباب والإجراءات التى تقوم بها الدولة حالياً وأهمها إعادة الاهتمام بتصنيع مصر وتأهيل وصقل مهارات شباب مصر فى مجال امتلاك التكنولوجيات الجديدة والمتطورة.
أشعر بالتفاؤل عند اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمسئولين عن ملف الصناعة والاهتمام بتهيئة مناخ الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لدفع عجلة الاقتصاد والتخطيط لتخفيض الأعباء الإجرائية التى يتحملها المستثمرون واستبدال الرسوم التى تتقاضاها الجهات والهيئات المختلفة أثناء مراحل الإنشاء بضريبة إضافية موحدة من صافى الربح.
أشعر بالتفاؤل عند افتتاح مقر الوكالة الفضائية الأفريقية بمدينة الفضاء المصرية بجوار العاصمة الإدارية كوسيلة لتعزيز العمل الأفريقى المشترك والتنمية العلمية فى القارة ومواجهة التمدد الإسرائيلى نحو الدول الأفريقية وهنا أناشد وزير التعليم العالى بتنفيذ زيارات مستمرة لطلبة الجامعات لمقر وكالة الفضاء المصرية .
أشعر بالأمل الإيجابى عند مشاهدة مراسم توقيع نموذج اتفاقية استغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة فى بعض مناطق المثلث الذهبى بصعيد مصر بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة «إنجلو جولد أشانتي» العالمية ونجاح مصر فى تطوير نظم الاتفاقيات فى مجال استغلال واستخراج المعادن النفيسة بالأراضى المصرية لتتواكب مع النظم العالمية كوسيلة لإعطاء ثقة لشركات التعدين العالمية لضخ استثمارات جديدة فى قطاع التعدين المصرى بما يسهم فى زيادة الناتج القومى الإجمالى من خلال تعزيز استغلال التكنولوجيا الحديثة فى عمليات البحث والتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة، الذى أعتبره الأمل الكبير فى زيادة موارد الدولة وإضافة إيجابية للاقتصاد المصرى حالياً ومستقبلياً وستكون كنوز مصر فى المثلث الذهبى الأمل والملاذ الأهم لتحسين أحوال المصريين فى القريب العاجل.
أشعر بالتفاؤل عند حضورى مؤتمر وزارة التربية والتعليم بشأن التعليم الفنى والتكنولوجى ومشاهدة مئات الطلبة والطالبات الدارسين بالمدارس التكنولوجية التطبيقية وعلى وجوههم الابتسامة والأمل والعزة والكرامة وأنهم قادرون بإذن الله على استيعاب العلوم والتكنولوجيا التطبيقية من خلال دراستهم وزاد شعورى بالأمل عند الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لاجتماع مع المسئولين عن التعليم لمتابعة جهود دعم مدارس التكنولوجيا التطبيقية بصفة عامة ومدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية بصفة خاصة والاهتمام بمدارس الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .وازداد شعورى بالتفاؤل لمطالبة رئيس مجلس الوزراء بإعداد تصور للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص فى إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية المطلوب تطويرها وتحديث العلوم التى يدرسها الطالب فى هذه المدارس حتى نحصل على جيل من الشباب له القدرة للتعامل والعمل بالمشروعات الزراعية التى تتم حالياً ومستقبلياً فى الصحراء الغربية والدلتا الجديدة وسيناء والوادى الجديدوغيرها.وأشعر بالتفاؤل ببدء الشركات الصناعية المصرية بإنشاء مدارس تكنولوجية تطبيقية مثل السويدى والعربى وإيرياس.
وأشعر بالتفاؤل لاهتمام الدولة بتنمية محافظات الصعيد وخلق بيئة صناعية محفزة، من خلال طرح وحدات صناعية شاغرة كاملة التجهيزات بمجمعات صناعية فى محافظات الأقصر وأسوان وقنا كوسيلة لكى تكون هذه المحافظات جاذبة للاستثمار وتشجيع المصريين بالداخل والخارج للاتجاه نحو الاستثمار الصناعى على التوازى مع الاستثمار العقارى كوسيلة لزيادة قدرات التصنيع المحلى وتحقيق مبادئ تعميق توطين التكنولوجيات داخل مصر وتصنيع مكونات المنتجات الهندسية والكيميائية محلياً وزيادة فرص التصدير للدول الأفريقية والعربية.
أشعر بالتفاؤل لبداية طريق تحويل مصر إلى دولة صناعية متطورة وتعميق مفهوم الاستثمار الصناعى لدى شباب وكبار مصر وهى الوسيلة الوحيدة لتقوية مصر اقتصادياً وبشرياً.
ونأمل باستمرار تواجد النابغين من المهندسين والزراعيين والأطباء داخل الوطن .. وهذا سيحقق العديد من المكاسب الإيجابية بصورة أكبر.