كشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي، أن قيمة الخسائر الاقتصادية التى شهدها قطاع غزة، منذ بدء الهجمات الإسرائيلية البرية على قطاع غزة، بلغت حوالى 18.5 مليار دولار، وهو ما يمثل 97٪ من الناتج المحلى الإجمالى الفلسطينى فى الضفة الغربية وغزة عام 2022.
وبحسب التقرير الذى حمل عنوان «التقييم المرحلى للأضرار»، الذى غطّى الفترة الزمنية بين السابع من أكتوبر 2023 وآخر يناير 2024، بدت الخسائر كما لو أنها تسببت فى تدمير كافة البنية التحتية وتسويتها بالأرض، فلم يتبق إلا القليل من الأصول التى لم تُمس، مشيرا إلى أن نحو 26 مليون طن من الحطام والركام خلفتها عمليات التدمير الناجمة عن القصف الإسرائيلي، فى حين تشير التقديرات إلى أن إزالتها تستغرق سنوات.
فى السياق، أشارت الأمم المتحدة والبنك الدولى إلى أن أكثر من نصف سكان قطاع غزة باتوا على شفا المجاعة، كما يعانى كامل السكان من انعدام أمن غذائى وسوء تغذية حادين، موضحة أن «نحو مليون شخص فى غزة بلا مأوي، وأصبح 75٪ من السكان مشردين».
من جهته، قال الجهاز المركزى الفلسطينى للإحصاء، إن «الاقتصاد الفلسطينى تكبد خسائر فى الإنتاج تقدر قيمتها بـ2.3 مليار دولار خلال الشهور الأربعة الأولى لعدوان الاحتلال الإسرائيلي».
وبحسب تقرير نشرته وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية فى مارس الماضي: «ثمّة توقف شبه تام فى عجلة الإنتاج لمنشآت القطاع الخاص فى قطاع غزة، وتراجع غير مسبوق فى الضفة الغربية».
وأكد أن «غالبية العمالة فى قطاع غزة، التى تقدر بأكثر من 153 ألف عامل، تعطّلت، باستثناء العاملين فى قطاعات الصحة والإغاثة الإنسانية.
فى السياق، نددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية، أمس بالحصيلة المدمّرة الناجمة عن 6 أشهر من الحرب فى غزة، محذّرة من أن الوضع «أكثر من كارثى».
وقال الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه جرى التخلى عن الإنسانية.
بدوره، شدد منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة مارتن جريفيث، على الحاجة إلى محاسبة على هذه الخيانة اللاإنسانية.
كما شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، فى تصريحات على منصة «إكس» على أنه لا يوجد مبرر للقصف والحصار المروع المتواصل وتدمير إسرائيل للنظام الصحى فى غزة، وقتل وجرح وتجويع مئات آلاف المدنيين من بينهم عمال إغاثة».
ورأى أنّ الحرمان من الاحتياجات الأساسية، الغذاء والوقود والصرف الصحى والمأوى والأمن والرعاية الصحية، غير إنسانى ولا يطاق.
وعبر تيدروس بشكل خاص عن غضبه إزاء الشهداء والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال فى غزة، معتبرًا أنها ستظل وصمة عار على الإنسانية جمعاء.
من جانبه، رأى المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، أنّ الجحيم فى غزة يتعمق يومًا بعد يوم.
وكتب على منصة «إكس»: «تم تجاوز كل الخطوط، بما فيها الخطوط الحمراء، أصبحت هذه الحرب أسوأ بكثير من خلال تقنيات يسيء البشر استخدامها لإيذاء غيرهم من البشر، بشكل جماعي».
وأضاف: «ويتفاقم الوضع جراء المجاعة الناجمة عن الحصار الذى تفرضه إسرائيل، وقد يظن المرء أنها من حقبة مختلفة. ونتيجة لذلك، فإن المجاعة التى هى من صنع الإنسان تلتهم جثث الرضع والأطفال الصغار».
وقدر برنامج الأغذية العالمى أن أكثر سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وسط تحذيرات باقتراب المجاعة ومعاناة الأطفال من سوء التغذية.
وجدد البرنامج التحذير من اقتراب المجاعة أكثر من أى وقت مضى شمالى قطاع غزة.