معارك ضارية شهدها شمال قطاع غزة ما بين قصف مدفعى وجوى نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما تحدثت مواقع إسرائيلية حدوث خسائر فى قوات الجيش فى قطاع غزة وسماع دوى انفجارات كبيرة ومتتالية، وبدء مروحيات عسكرية إجلاء المصابين.
وقالت انه تم استهداف مواقع إسرائيلية للواء المدفعية والفرقة 36. وذكرت أن مروحيات عسكرية بدأت بنقل مصابين من غزة .
يأتى ذلك بعد أيام من مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بعد استدراجهم لنفق مفخخ فى حى التفاح شرق مدينة غزة.وقالت «القسام» حينها «بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدونا استدراج قوة هندسية اسرائيلية الى «فتحة» نفق مفخخة مسبقا، وفور وصول القوة للمكان تم تفجير عين النفق».
وأشارت إلى أنه تم إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح شرق حى التفاح شرق مدينة غزة.
فى المقابل واستمراراً للغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بعد استئناف الحرب الشهر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلى قصف موقع فى جباليا شمال القطاع.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الطائرات الإسرائيلية أغارت «على مجمع قيادة وسيطرة تابع لحركتى حماس والجهاد فى جباليا». كما زعم أن الموقع المذكور استخدم من قبل عناصر الحركتين لتنفيذ هجمات على إسرائيل. واتهم المنظمات الفلسطينية المسلحة التى وصفها بالإرهابية باستغلال المرافق المدنية والسكان كدروع بشرية.
وفى وقت سابق أفادت مصادر بأن جيش الإسرائيلى واصل قصف المناطق الشرقية لمدينة غزة بشكل مكثف، فيما استهدفت الطائرات الحربية خيمة تؤوى نازحين غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين.
كما نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على مدينة خان يونس جنوبى القطاع، مستهدفة خيمة فى منطقة المواصى المدينة، أسفر عن مقتل طفلين وعدة إصابات.
من جانبها، قالت وزارة الصحة بغزة ان 50 شهيدا و152 إصابة وصلوا لمستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية.كما اشارت الى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 51.355 شهيد و 117.248 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م. واضافت ان حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (1.978 شهيداً، 5.207 اصابة).
واستمرارا لتدهور القطاع الصحي، اعلنت وزارة الصحة بغزة خروج مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال شرق مدينة غزة عن الخدمة.
أوضحت أن المستشفى خرج على الخدمة نتيجة الأضرار الكبيرة التى تعرض لها قبل يومين، إثر استهدافه من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أدى القصف إلى إحداث أضرار فى قسم العناية المكثفة، كما تعمّد الاحتلال قصف ألواح الطاقة البديلة التابعة له.
ومع خروج مستشفى الشهيد محمد الدرة من الخدمة، يرتفع عدد المستشفيات التى خرجت من الخدمة منذ بدء العدوان فى قطاع غزة فى السابع من أكتوبر 2023 إلى 37 مستشفي.
على صعيد الأوضاع الانسانية، أكد مدير طبى فى مجمع ناصر الطبى أن «أطفال غزة فى أشد مراحل سوء التغذية وسط صعوبة متابعتهم طبيا بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال».كما أشار إلى أن القطاع يمر فى المرحلة الخامسة من سوء التغذية وهى المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية.
من جانبه، أشاد عائد ياغى مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، بالبيانات الصادرة من بعض الدول الأوروبية لضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ورفع القيود المفروضة عليها، معربا عن تطلعه، لوجود خطوات عملية، داعيا هذه الدول لفرض عقوبات على إسرائيل ومنع تصدير الأسلحة التى تقصف بها الشعب الفلسطينى ووقف التعذيب بحق الأسرى فى السجون الإسرائيلية.
وقال ياغى إن الأوضاع تزداد سوءا فى قطاع غزة بعد مرور اليوم الـ50 لإغلاق جميع معابر القطاع التى كانت تعمل فى الفترة الأخيرة والتى سمحت بإدخال المساعدات الإنسانية، ولكن قام الاحتلال بإعاقة ومنع إدخال أى مساعدات إنسانية أو أدوية أو مواد غذائية».
وأضاف أن هناك العديد من المؤسسات الدولية العاملة فى القطاع حذرت من كارثة إنسانية، إذا استمر غلق المعابر بهذا الشكل، لافتا إلى أن هناك انتشارا لحالات كبيرة من سوء التغذية بين الأطفال وفقر الدم، وخاصة بين الأطفال دون سن الخامسة بالإضافة إلى نقص أدوية مرضى الضغط والسكر والقلب والسرطان.