أيها القارئ ..»العزيز».. دعما وتأكيدا لما ذكرناه سابقا من.. سمات حال سياسة هذا الزمان.. وانحلالها دوليا من الأعراف والقوانين ..»الدولية».. وخاصة سياسة تحالف الولايات المتحدة الأمريكية وحكم اليمين المتطرف الإسرائيلى.. وذلك بشهادة إجرام ذاك التحالف السياسى والعسكرى.. «اقتتالا بغزة».. نعم.. اقتتالا بلغ حد.. «الإبادة الجماعية».. وتغليف ذاك الإجرام بفجاجة مكذوب الدعاية.. «وليس الإعلام الحق».. فقد تحتم علينا العلم بما هو آت بعد.. من انضباط سياسى استراتيجى.. من شأنه التأثيرى.. «ردع».. بغى وتعدى الإجرام.. وذلك مع حتمية امتلاك تحديد.. «زمن بداية».. نوعية وكمية وكيفية ذاك الردع.. وحينئذ.. نود الإشارة إلى أن.. من أهم مرتكزات قوامة استراتيجية السياسة.. واستدامة نماء قوامتها وحق مردود.. «ردعها».. هو الاعتصام العلمى.. «بالاقتصاد السياسى وعلم الإحصاء».. فوفرة المحصول الاحصائى معلوماتيا.. وتصنيف احتسابها تاريخيا.. هى لطف استبصار سياسى استراتيجى.. كاشف لعورات.. «الخصوم».. أمام قوة الردع.. والتى منها الردع الإعلامى أيضا.
فى إطار وسياق المفهوم السابق ذكره.. أود ذكر حق واقعية ما هو آت..(1) نعلم أن العلم.. «نوعان».. أولهما وأرقاهما هو.. «علم الحق».. أما أدناهما بنتائجه المحرمة هو.. «علم البغى».. أى.. علم الاعتداء على ما أحقه.. «الحق تعالى».. وهو ما يأخذ به أهل الإجرام.. (2) علم الحق هو المأمور الأخذ به.. من ..»المؤمنين والمسلمين له».. نعم.. المؤمنون أهل رسالات الله.. «واتباع رسلها».. منذ.. «أدم».. وما تلقاه من ربه من.. «كلمات».. ثم كانت النشأة الثانية للأرض.. فصار احتساب أرتال الرسالات منذ.. «نوح».. ثم صارت من بعده.. «لإبراهيم».. حتى.. «محمد».. فصارت رسالة أخيرة مكتملة وتامة النعمة.. بكتاب قرآنى مهيمن على ما قبله من صحف وكتب.. «كلها قرآنية».. وأصبحنا نصف المؤمنين بأنهم.. المؤمنين والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم وعمل صالحا.. «وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. (62/ البقرة).. وذلك من دون.. اليهود الذين كفروا من بنى إسرائيل.. نعم ..»اليهود والذين أشركوا».. فهم انقلبوا للأشد عداوة للذين أمنوا جميعا ..(82/ المائدة) .. (3) إذن صار الإيمان وحق علم ..»التوراة والإنجيل ثم القرآن».. ميزة علمية للاستراتيجية السياسية.. وتكاملية حق ..»ردعها القتالى».. فى وجه سفه بغى علم ..»الإجرام».. نعم.. ميزة انضباط لعلم كل من ..»الاقتصاد السياسى واحتسابه الإحصائى».. (4) عظمة قدر الميزة السابقة ..»استراتيجيا».. أنها مدعومة ..»بقوة مدد الله تعالى».. فكريا معنويا وكذا ماديا عينيا ..»وخاصة قتاليا».. فالله يمد المؤمنين باطمئنان القلوب السليمة.. ويثبت الأقدام.. ويفتح أبواب الجنان بشرى.. ويمد بالملائكة ..ويلقى الرعب فى قلوب أعداء المؤمنين.. وينير بصائر المؤمنين التى تدرك.. مناهج فكر وسبل معتقدات تخطيط من هم دون المؤمنين.. ويحكم بتدمير بغى علوها فى الأرض.. إلخ.. فقط علينا أن نكون ..»مؤمنين حقا وعدلا بالله».. وذاكرين لتعدد آيات عقابه لغير المؤمنين.. فهى كثيرة المثال ..»بالقرآن».. وقائمة أمثلتها حتى يومنا هذا.. ولا ننسى وعد ووعيده.. بتدمير علو بنى إسرائيل غير المؤمنين ..(7/ الإسراء).. (5) من رحمة الله التى وسعت كل ..»أمر وشىء».. أنه يسر بلاغة حق علم وكلمات رسالاته.. بأحاديث حق رسله.. الذين لا ينال هوى الأنفس.. «من أقوالهم».. إنما هو وحى يوحى.. هدى ورحمة تبشير وتحذير.. ليس للمؤمنين فقط بل.. «للناس جميعا».. ومن ذلك وبه تيسيرا وانتشارا لرحمة الله التى وسعت كل.. «أمر وشىء».. جاءت أقوال أئمة المسلمين لله.. «المأثورة».. مثل قول عمر ابن الخطاب حيث قال.. «إذا غابت التقوى فالغلبة للأقوى».. وحينئذ.. أرى والرؤية الحق لله ـ أن لذلك القول مفهومان.. الأول يعنى أن انسلاخ أهل التقوى.. «من وقايتها لهم».. بإذن ومشيئة الله.. ينقلب بهم إلى حالة.. «الضعف».. والتى يمنح عدوهم غلبة قوته عليهم والنيل من كرامة تواجدهم.. أما المفهوم الثانى برؤيتى.. فهو يعنى أن الغلبة دائما هى.. «لله القوى المتين».. وذلك تحذير لمن.. «يستقوى».. بذات قوته.. سواء كان دولة.. «أو تحالف دولى».. وتلك سنة الله فى ملكه.. «وهو العدل الحق فى الحالتين».. وكذا من الأقوال المأثورة التى قالها الإمام الشافعى قول.. «ما طار طير.. وارتفع.. إلا كما طار وقع».. وكذا قول الشيخ سالم الصباح.. «إن دامت لغيرك ما كانت وصلت إليك».. وكذا المشاع بقول.. «وعلى الباغى تدور الدوائر».
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
على.. «المغرور بالقوة».. أن يعلم إن دامت القوة لمن قبلك ما كانت لتصل إليك..