قوة الأوطان وأمجادها وقرارها المستقل وقوتها وقدرتها وسيادتها على كامل أراضيها تعكس عبقرية الرؤية لدى قادة عظماء امتلكوا الإرادة ورؤية البناء.. لذلك ان ما حدث فى سيناء على مدار العقد الأخير هو إنجاز عظيم وغير مسبوق بكل المقاييس خاضت مصر من أجله معركتين استكملت بهما سلسلة الأمجاد المصرية على هذه البقعة المقدسة والغالية والمحفورة فى قلب الوطن والمواطن.. وإذا كنا نحتفل بأعياد تحرير سيناء من المحتل الإسرائيلى.. بعد ملحمة أسطورية صاغت فيها العسكرية المصرية أروع البطولات والتضحيات وعبرت المستحيل وأنهت غطرسة العدو وكسرت غروره فى نصر عظيم فى السادس من أكتوبر عام 1973 والذى جسد عبقرية الإنسان المصرى وقدرته على تحويل الانكسار إلى أعظم انتصار.. لتؤكد ان المقاتل المصرى هو سر قوة هذا الوطن وأمجاده.. ففى 6 سنوات نجح أن يعبر جسور اليأس والاحباط إلى صناعة المجد والمستقبل.. عندما نتأمل ونقرأ سيرة سيناء وتاريخها ندرك سر أسرار عظمة هذا الوطن فعلى أرضها تحققت الانتصارات والأمجاد والبطولات والتضحيات وتحولت إلى مقبرة الغزاة.. لكن رغم عظمة حرب التحرير فى أكتوبر 1973 ربحت مصر المعركة العسكرية والدبلوماسية المصرية.. انها تعرضت بعد كل هذه الانتصارات والبطولات والتضحيات لحالة خطيرة من النسيان ولم تستكمل عملية تحصين وتعمير هذه الأرض الطيبة التى كانت وستظل هدفاً لأعداء هذا الوطن ومخططات الشر.
ما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى على أرض سيناء فى العشر سنوات الأخيرة لا يقل أهمية وفخراً عما تحقق فى ملحمة العبور.. لكنه امتلك الرؤية الشاملة لم يتوقف عند تحقيق التطهير الكامل من الإرهاب الأسود الذى أراد تركيع مصر وافقادها السيطرة على سيناء من أجل تنفيذ مخططات فصلها عن جسد الوطن وتنفيذ مخططات التهجير التى ظهرت فى الفترة الأخيرة بشكل علنى وبمطالب فجة من خلال بلطجة وعربدة.. لكنها لم ولن تفلح فى النيل من سيناء لأن محاولة المساس بها ستكون عواقبها كارثية.
مصر خاضت حرب تحرير سيناء بالحرب والسلام ثم جاءت صناعة الفوضى فى 2011 لتحاول اضعاف سيطرة الدولة المصرية عليها وفشلت ثم جاءت أكبر هجمة إرهابية لتحقيق نفس الأهداف الخبيثة حاول خلالها المتاجرون بالإسلام وجماعات الضلال والخيانة والعمالة لصالح أعداء الوطن.. فلم يكن يوماً تنظيم الإخوان ممثلاً أو متحدثاً باسم الإسلام ولكن مجرد أداة فى أيدى المخطط الصهيو- أمريكى.. لذلك قادت الجماعة الإرهابية العمليات الإجرامية التى استهدفت سيناء لخدمة المخططات والأوهام الإسرائيلية.. وهو الآن يتكرر فى دول عربية آخرها بعد سقوط الخلية الإخوانية فى الأردن فى ذات الوقت الذى تتصدى فيه الأردن إلى جانب مصر لمخطط التهجير بما يؤكد ان الإخوان المجرمين يعملون لحساب الصهاينة.
نجحت مصر- السيسى فى القضاء على الإرهاب منفردة وطهرت سينا ء من دنسه وأذنابه وأعادت كامل الأمن والاستقرار فى أرض الفيروز وباتت أكثر مناطق العالم أمنا وقدمت مصر جيشاً عظيماً وشرطة وطنية البطولات والتضحيات العظيمة بأكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب وجسدت قوة وصلابة الجيش المصرى العظيم فى مجابهة التهديدات.. لم ينته الأمر عند هذا الحد ولم تتوقف ملحمة حماية وتأمين وتحصين سيناء التى تفرد بها الرئيس السيسى والذى استشرف المستقبل وتوقع ما هو قادم.. لذلك بنى القوة والقدرة لحماية مصر وخاصة سيناء.. لذلك فإن معادلة الحفاظ على سيناء لم تقتصر فقط على امتلاك أقوى جيوش المنطقة فى قواتنا المسلحة الباسلة ولكن أيضا أكبر عملية بناء وتنمية وتعمير وهى ملحمة جديدة قادها الرئيس السيسى بنجاح وإقامة بنية تحتية عصرية وشبكة طرق حديثة وربط سيناء بجميع محافظات وربوع الوطن وإقامة خمسة أنفاق جديدة وتعويض أهالينا من المصريين من أبناء سيناء عن سنوات المعاناة خلال الحرب على الإرهاب وعقود النسيان.. لذلك شهدت الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين من الرعاية الصحية والتعليم والسكن الكريم وفرص العمل والحماية الاجتماعية ومشروعات زراعية عملاقة تصل إلى زراعة 500 ألف فدان وإقامة محطة بحر البقر للمعالجة الثلاثية للمياه والصرف الزراعى وأيضاً تحويل سيناء إلى مركز زراعى وصناعى وسياحى عالمى.. فى ظل امكانياتها ومواردها ومقاصدها السياحية وتطوير وإقامة الموانئ العملاقة بشكل عصرى يخدم الأهداف المصرية وبالتالى فإن سيناء باتت واحة الأمن والأمان والاطمئنان عليها فهى فى قبضة خير الأجناد وفى حماية قلاع التنمية والتعمير.. لذلك تشهد أمجاداً جديدة من التحرير إلى التطهير والتعمير ورفض قاطع لمخطط التهجير.
مصر أدركت مبكرا ان سيناء مستهدفة وانها هدف قوى الشر والأوهام الصهيونية.. فالمخطط الذى تتبناه حكومة الاحتلال المتطرفة يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضى المصرية فى سيناء من خلال حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال على الشعب الأعزل والضغط عليه بالحصار والتجويع والقصف والقتل وتدمير كافة مقومات الحياة فى غزة.
فى احتفالات مصر بأعياد تحرير سيناء التحية واجبة لجيش مصر العظيم صاحب الملحمة الأسطورية والنصر العظيم فى أكتوبر 1973 معركة التحرير وأيضا فى معركة التطهير وفى تنفيذ رؤية الرئيس السيسى فى ملحمة البناء والتعمير لتنعم سيناء والمصريون بالثقة والاطمئنان على هذه الأرض الطاهرة الغالية التى اختار المولي- عز وجل- أن يتجلى عليها.. والحقيقة ان التحية واجبة للرئيس السيسى هذا القائد العظيم الاستثنائى الذى امتلك الرؤية والشموخ والإرادة لتعمير سيناء ودحر المخططات التى تستهدفها وقطع الطريق على أوهام الصهاينة.. سيناء خط أحمر وأيقونة الأمجاد لهذا الوطن وعلى رمالها فاضت أرواح الشهداء الأبرار وامتزجت بها دماء زكية لأبطال من الشهداء والمصابين من الأجداد والآباء والأبناء ليتعانق الماضى والحاضر ليرسما صفحات مضيئة فى سجلات هذا الوطن.
تحية لقائد مصر العظيم الذى بنى وشيد قلاع القوة والقدرة والشموخ ويتصدى لقوى الشر بشجاعة وثقة واقتداء وخلفه شعب عظيم على قلب رجل واحد.