تعد الأحزاب السياسية الوسيط بين المجتمع والدولة من ثم تسهم بقوة فى تأهيل الأفراد على الساحة السياسية حيث إن النجاح الحزبى يتوقف على أدائه لوظائفه المنوطة به بصورة مستمرة وفاعلة بما يؤدى إلى مساهمة واضحة فى استدامة التنمية بالدولة وبما يؤكد الرضا الجماهيرى عنه وفق ما يقدمه من خدمات نوعية ترتبط بحياة المواطن وبما يؤكد على ديموقراطية الفكر والإلتفات حول المصلحة العليا للبلاد وتشكل الأحزاب السياسية المصرية هيكلاً رئيسياً فى المجتمع، وتؤدى عبر ممارستها الواقعية مهمة خطيرة تتمثل فى دعم الاستقرار المجتمعى، حيث تبرز الانجازات التى تقوم بها الدولة ومؤسساتها الوطنية من خلال برامجها المتعددة سواءً من خلال الإعلام أو اللقاءات والفعاليات والمبادرات الجماهيرية التى تعقدها، أو أثناء عقد المؤتمرات الشعبية والندوات التوعوية، أو فى المناسبات القومية، وغيرها من التجمعات الجماهيرية، بالإضافة لتنظيم الزيارات الميدانية للمشروعات القومية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نغفل الدور الرقابى للحزب فى إبراز السلبيات وتوجيه النقد بشأنها مع اقتراح الرؤى والسياسات البديلة التى تواجه هذه السلبيات بما يسهم فى تقدم الدولة. ومن المبادئ الضرورية التى يقوم عليها أى حزب سياسى ضرورة الحفاظ على النسيج الوطنى بالعمل على ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية، من خلال البرامج التثقيفية والتوعوية لمنتسبى الأحزاب.. وعلى صعيد الواقع الراهن نجد أن التحديات عظام وأن هناك استهدافا مباشراً للدولة المصرية من عدة اتجاهات، أمام أدق وأخطر مرحلة.. ومما لا شك فيه أن الدولة المصرية فى ظل الظروف الراهنة لا تستطيع وحدها مواجهة كل التحديات، فإن هناك حاجة ماسة أن يعتمد العمل الحزبى على كوادر لديها قدرة على وفى هذا مواجهة التحديات والأزمات بما يحقق أهداف الدولة ويحفظ مصالحها من خلال رؤى تناسب المرحلة وتتوافق مع إمكانات الدولة من خلال تبنى أفكار خارج الصندوق تحدث توازنا داخليا وخارجيا تحافظ على مصلحة الوطن وعليها أن تختار كوادر قادرة على العطاء، تجمع بين الخبرة والشباب لرفعة شأن الوطن. وفى هذا الإطار فقد شهدت الساحة المجتمعية والسياسية فكرة خارج الصندوق بميلاد حزب جديد بفكر وفلسفة جديدة تواكب الواقع وتتفاعل مع التحديات وتدعم الدولة فى مواجهة الأزمات وترعى المواطن على الدوام وهو حزب الجبهة الوطنية الذى ولد عملاقا بفكرته وأسلوب تأسيسه وآلية اختيار مؤسسيه والملفت للنظر حقا هو آلية اختيار جمعية تأسسية للحزب تضم شخصيات وقامات ورموز تم ثل كافة الاتجاهات السياسية والفكرية والتنفيذية والدينية والاقتصادية الأمر الذى أعطى مردوداً إيجابيا فى أوساط المجتمع وكان لها أثراً طيبا فى تفاعل المواطنين بكل فئاتهم مع فكرة استحداث حزب الجبهة الوطنية ورؤيته الواقعية والمستقبلية لمواجهة التحديات والأمر الذى يدعو للطمأنينة هو الآلية المنضبطة التى يتبناها الحزب فى اختيار قياداته التنظيمية سواء فى الأمانات المركزية والنوعية أو الأمانات المحلية فى المحافظات وفق ضوابط ومعايير واضحة يشرف على تنفيذها قيادات الحزب المتوازنة وعلى رأسهم الوزير الدكتور عاصم الجزار رئيس الحزب والوزير السيد القصير الأمين العام للحزب ويعاونهم نواب رئيس الحزب ومساعديه والأمانة الفنية حيث يتم الاختيار للقيادات بصورة مؤسسية. وقد أسعدنى كثيراً حينما وجدت رسالة موجهة من الوزير المحترم السيد القصير أمين عام الحزب مؤكداً على أن اختيار أمناء الحزب بالمراكز والمدن والأمانات النوعية لابد أن تتم فى إطار من الشفافية بعيداً عن المجاملات، وأن يتوافر فيمن يقع عليها الاختيار السمعة الطيبة والشعبية والتواجد فى أوساط المواطنين والقدرة على التأثير فى الواقع المجتمعى.. ومن الحقائق الملفتة والتى تستحق الإشادة والتقدير أن الحزب بدأ مبكراً وعاجلاً فى التفاعل مع قضايا المجتمع حيث تم تشكيل لجان وعقد جلسات استماع لمناقشة مشكلات التعليم واقتراح آليات لترسيخ منظومة القيم الحضارية وكيفية الارتقاء بمنظومة العمال والاهتمام بهم وحل مشكلاتهم، إضافة إلى مناقشة مشكلات المزارعين ودعم القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والصناعة وقضايا الهجرة والبطالة والحلول غير التقليدية للأزمات الاقتصادية كما كان لتطوير الأداء الإعلامى وإصلاح آثار الدراما المصرية نصيباً كبيراً فى تفاعل حزب الجبهة مع الواقع المجتمعى وتحدياته بفلسفة جديدة تضع المشكلات تحت بؤرة الاهتمام وتحدد آليات المواجهة والحلول الواقعية.. وختاما أؤكد أن فكرة انطلاق حزب الجبهة الوطنية وفلسفته خلال هذه المرحلة الهامة فى تاريخ الوطن هى بلا شك تتبنى رؤية مستقبلية واضحة لمواجهة تحديات الواقع وأزماته فى إطار من الشفافية والوضوح تستهدف دعم الدولة المصرية ومؤسساتها مع الاهتمام بدعم المواطن بقوة والحفاظ على كل ما يرعى حقوقه ويصون كرامته مع التأكيد على ثوابت الدولة المصرية وأهمية الحفاظ على مكتسباتها وحماية مقدراتها.
حفظ الله مصر وحمى شعبها العظيم وقائدها الحكيم