> يؤكد الدستور الأمريكى أن الولايات المتحدة «جمهورية». لكن يؤكد المؤرخون أن أمريكا أقامت «إمبراطورية سرية لها» بدءاً من 1895.. بالاحتلال والغزو والسيطرة.. بعد هزيمة وطرد قوى الاستعمار البريطانى والاسباني. وأصبح اقتصاد أمريكا اللاتينية ملكاً لأمريكا بالكامل. وبعد الحرب العالمية الثانية احتلت أمريكا ألمانيا واليابان.. وأقامت حلف الناتو مع دول أوروبا.. وتحالفت مع اليابان وكوريا الجنوبية.. وأقامت شبكة واسعة من الشركاء والحلفاء والعملاء فى أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.. وحول العالم.
> أمريكا.. لم يكن لها إمبراطورية رسمية مثل الإمبراطورية البريطانية.. لكنها كانت «إمبراطورية سرية» غير معلنة.. أعطت لأمريكا نفوذاً وتأثيراً ليس له مثيل.. وحققت مكاسب مالية واقتصادية إستراتيجية لم تتمكن من تحقيقها أى إمبراطورية سابقة فى التاريخ.
> وظلت أمريكا دائماً تمارس أبشع صور الحرب والاستعمار ـ الإمبريالية فى العالم.. فى اليابان وفى أوروبا وخلال الحروب الأمريكية الطويلة.. خصوصاً فى كوريا وفيتنام.. وحتى العراق وأفغانستان.. كما يقول المفكر الأمريكى هال براندز.
> يقول الخبير الإستراتيجى الأمريكى مايكل بيكلى إن عصر الهيمنة الأمريكية على العالم.. لم ينته بعد. ويتساءل.. كيف يمكن بصراحة ووضوح لقوة عالمية عظمي.. وشريرة.. مثل الولايات المتحدة أن تقوم بإعادة بناء النظام الدولى فى هذا القرن.. بما يخدم صالح ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟!
> الهدف الأمريكى لا يقتصر فقط على تحقيق النصر فى الصراع الإستراتيجى الشامل مع الصين.. لكن الأهم هو استغلال هذا النصر لصالح ومصالح الولايات المتحدة.
السؤال.. لا يتعلق بأى نوع من القوة الشريرة ستكون أمريكا خلال الفترة القادمة.. لأن أمريكا كانت دائماً قوة شريرة.
> الرئيس الأمريكى ترامب يقوم حالياً بهدم وتدمير النظام العالمى الذى حافظ على السلام بين القوى الكبرى على مدى أجيال طويلة. أمريكا.. يمكنها بقوتها الشريرة.. ليس فقط مراجعة وتغيير القواعد التى يقوم عليها النظام العالمي.. بل يمكنها أيضاً التخلى النهائى عن كل هذه القواعد.. وعدم العمل بها.
> بعد سقوط الاتحاد السوفيتى السابق.. ظهرت حقيقة أمريكا كقوة عظمى عدوانية وشريرة إلى أقصى مدي.. وانتشر نفوذها حول العالم من أجل مصالحها.. وكان الاحتلال الأمريكى للعراق أبشع صور الشر والعدوان الأمريكي.
> دونالد ترامب يعطى تعريفاً حاداً لما يسمى بانفراد أمريكا بالهيمنة العالمية.. من خلال رفع الرسوم الجمركية على الصين وعلى الحلفاء والأصدقاء.. وخفض المساعدات الخارجية.. وتوجيه انتقادات بشعة للحلفاء فى أوروبا واليابان.. واقتراح أن تسيطر أمريكا على أراضى الغير فى جرينلاند وكندا وقناة بنما.
> لكن ترامب يفضل الإسراع بقراراته وخطورته.. بدلاً من التخطيط لما هو قادم. فى النهاية فإن انفراد أمريكا بالهيمنة يمكن أن يقوض استقرار العالم.. بل ويدمر نفوذ أمريكا على المدى البعيد.
> يقول بيكلى إن أمريكا إذا كانت تريد حقاً نظاماً عالمياً يحقق لها الانفراد بالهيمنة طويلاً.. فلابد أن تعمل مع الحلفاء والشركاء والعملاء.. الراغبون والقادرون.. على الوقوف معها.. خصوصاً أوروبا واليابان. الإستراتيجية الأفضل هى إقامة نظام عالمى يتم فيه احتواء روسيا والصين من خلال تحالف دول العالم الحر.. فى أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا.
> ويحذر الأمريكى كورت كامبل من مخاطر إساءة تقدير مدى قوة الصين.. كقوة اقتصادية وعسكرية كبري. فقد ارتفع حجم الدخل القومى فى الصين إلى أكثر من 70٪ من الدخل القومى الأمريكى أى حوالى 28 تريليون دولار.
> من الناحية التكنولوجية.. تفوقت الصين فى صناعة السيارات الكهربائية.. وفى إنتاج الجيل الرابع من المفاعلات النووية. وأصبحت الصين القوة الأولى فى العالم فى إنتاج صواريخ باليستية سرعتها تزيد على سرعة الصوت حتى 10 مرات. قوة الصين التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية.. أصبحت حقيقة.. لا تنكر.
> لكن إذا كانت أمريكا «إمبراطورية سرية».. غير معلنة.. فإن إسرائيل تعتبر جزءاً هاماً من الإمبراطورية السرية للولايات المتحدة. هكذا.. نقفز إلى الشرق الأوسط مرة واحدة.. وإلى أين يتجه فى هذا القرن.
> تؤكد الأرقام الرسمية الأمريكية أن الولايات المتحدة قد ساهمت فى تمويل قيام دولة إسرائيل بأكثر من 500 مليار دولار من المساعدات الرسمية.. منذ ما قبل عام 1948 وحتى اليوم.
> وخلال عام 1957 قام ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلى بجولة فى مختلف الولايات الأمريكية من نيويورك إلى كاليفورنيا تمكن خلالها من جمع مبلغ يقدر بـ 200 مليون دولار لتمويل برنامج إنشاء المفاعل النووى الإسرائيلى فى ديمونة وكلها جاءت من تبرعات أثرياء وأصحاب الملايين من اليهود الأمريكيين الصهاينة فى أمريكا.
> وفى مرحلة ما بين عامى 1965 و1971 تمكنت شركة يهودية أمريكية من تهريب 300 كيلو جرام من اليورانيوم عالى التخصيب 93٪ من معامل «لوس أنجلوس» النووية الأمريكية إلى إسرائيل سراً وقبل أن تكتشف أجهزة المخابرات والأمن الأمريكية.
وفى النهاية تم فرض حظر شامل على هذا الموضوع ولم يتحدث عنه أحد.
> ويقول الخبراء إن معامل إسرائيل النووية فى ديمونة وتل أبيب ارتفعت خلال السبعينيات إلى مستوى معامل لوس أنجلوس الأمريكية فى عام 1961.. وهكذا تمكنت إسرائيل من صناعة 90 قنبلة نووية جاهزة للاستخدام إلى جانب أعداد أخرى جاهزة للتجميع فى أى وقت.
> ومازالت مؤسسة الأمن القومى الأمريكية ترى فى وجود إسرائيل أهمية كبرى فى فلسطين ويتم تسويق الوجود السياسى الإسرائيلى لدى اليمين المسيحى الأمريكى باعتبارها «مملكة السماء» التى جاءت فى التوراة لكن الوجود العسكرى لإسرائيل هو الأهم بالنسبة لمؤسسة الأمن القومى فى واشنطن.
> إسرائيل فى عيون قيادات الأمن القومى الأمريكى تشبه شركات الأمن الأمريكية الخاصة مثل شركة بلاك ووتر الشهيرة التى ارتكبت الكثير من المذابح فى بغداد والفالوجا خلال الاحتلال الأمريكى للعراق.
> لقد قدمت أمريكا لإسرائيل أكثر من نصف تريليون دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية.. لكن مكاسب أمريكا من وجود إسرائيل كانت هائلة سواء على المستوى الإستراتيجى أو الاقتصادى ومازالت أمريكا ترفض المغامرة بخسارة الشرق الأوسط لصالح روسيا أو الصين أو حتى أوروبا الغربية.
> الإستراتيجية الجديدة فى واشنطن تخطط للانسحاب بقواتها وقواعدها إلى داخل الأراضى الأمريكية والاعتماد على الأسلحة الحديثة دقيقة التوجية وبعيدة المدى وأسلحة الذكاء الصناعى الجديدة بقدراتها الفريدة على الحديث والتفكير والفهم وتقدير المواقف وتنفيذ الأوامر أو حتى إصدار التوصيات الدقيقة فى قرارات الحرب ومعارك القتال وهذه الأسلحة الجديدة تتفوق حتى على الجنود وضباط من بنى الإنسان.
> هذه الأجيال الجديدة من الأسلحة فائقة التطور تعطى لأمريكا القدرة على القفز بقواتها من الفضاء أو البحر والجو إلى أى مكان حول العالم لحماية أمريكا ومصالحها وأهدافها وأطماعها.
> ولا يوجد ما يمنع حصول إسرائيل على هذه النوعية الجديدة من الأسلحة الأمريكية الذكية.. كما حصلت على طائرات إف-35 الخفية وتم حظر تصديرها إلى الدول العربية من أجل ضمان تفوق إسرائيل العسكري.
> وقد تمسكت إيران بحقها فى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5٪ لصالح البرنامج النووى السلمى لديها وخلال المفاوضات الجارية حالياً بين أمريكا وإيران وافقت إيران على نقل المخزون الموجود لديها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ إلى روسيا.
> طهران تؤكد أنها ترفض التفاوض تحت أية ضغوط أمريكية أو تهديدات إسرائيلية. ويقولون فى تل أبيب إنه من الواضح أن إيران وافقت على التفاوض مقابل إنهاء العقوبات الأمريكية الكاسحة التى دمرت قوتها الاقتصادية وأصابت صناعة البترول الإيرانية بالشلل.
> مع ذلك من الواضح حتى الآن أن إيران تريد الاحتفاظ بقدراتها النووية قائمة لاحتمال اضطرارها لامتلاك السلاح النووى فى المستقبل.
> إيران تتفاوض تحت ضغط التلويح بضربات عسكرية أمريكية وإسرائيلية وذكرت نيويورك تايمز أن ترامب رفض السماح لإسرائيل بتوجية ضربة ولو محدودة لمنشآت إيران النووية لأنه لا يريد الحرب، بل يريد التوصل لصفقة واتفاق نووى جديد مع إيران.
> الأمريكى جون آلان يقول إن إيران ليست بحاجة لسلاح نووى لأنها لا يمكن أن تتفوق على إسرائيل وأمريكا فى أى سباق للتسلح وفى النهاية قد تتعرض إسرائيل لضربة بقنبلة نووية إيرانية لكن إيران سوف تتعرض للفناء.
المدهش أن تجرى المفاوضات مع إيران بالدبلوماسية وبالتهديدات بالحرب والتهديد بالفناء النووى مع أن أمريكا تفكر جدياً فى الاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية!! فأين توجد إسرائيل