ستظل شركتنا الوطنية للطيران تحمل اسم مصر وتجوب به سماء العالم.. وتهبط فى المطارات المختلفة.. وتنقل ملايين الركاب من مختلف الجنسيات.. وحقها علينا جميعا كمصريين ان ندافع عنها.. وندفعها الى الامام فى ظل المنافسة العالمية الشرسة التى تخوضها للاستمرار والبقاء.. منافسة فى كثير من الاحيان تكون غير عادلة.. اذا قارنا ما تمتلكه الشركات المنافسة من امكانيات.. ودعم مالى غير محدود.. من قبل حكومات تعمل على تقوية شركتها الوطنية.. للاستحواذ على اكبر قدر ممكن من حركة الطيران حول العالم.. وليس فى محيطها الاقليمى فقط..
ان المتابع لقطاع النقل الجوى منذ نهاية القرن الماضى لابد ان يلاحظ التغيرات الجذرية التى طرأت على حركة النقل الجوى فى المنطقة.. سواء منطقة الشرق الاوسط او المنطقة العربية او القارة الافريقية.. وهو نطاق المنافسة الشرسة التى نطالب مصر للطيران فى المنافسة فيها.. دون ان نزودها بأدوات المنافسة.. بل وايضا نقسو عليها بنقد قد يبدو فى كثير من الاحيان نقدا جائرا.. ومع ذلك نريدها ان تحصل على نصيب عادل من حجم الحركة.. اننا لا يكاد يمر شهر او شهران حتى نجد هجوما جديدا على مصر للطيران.. فمنذ عدة شهور كنا امام هجوم غير طبيعى ممن لا يفهم فى اصول النشر عن الطيران بحجة ما أسموه خروج مصر للطيران من تصنيف «سكاى تراكس».. وظل الهجوم على مصر للطيران مستمرا لفترة ليست بالقصيرة.. على الرغم من تأكد الجميع ان مصر للطيران لم تشترك مع سكاى تراكس لاجراء هذا التقييم والذى تم على عينة عشوائية من الركاب.. بلغ عددهم ١٧٤ راكبا فقط من بين ركاب مصر للطيران.. بالاضافة الى ان هذا التقييم ليس تقييما لشركة الطيران فى حد ذاته.. ولكنه تقيم للخدمات التى تقدم للراكب بداية من حجز التذكرة مرورا بكافة اجراءات السفر وصولا الى وجهته.. وهو مايشير الى ان التقييم ليس لمصر للطيران كشركة طيران بقدر ماهو تقييم للخدمات المختلفة التى تقدم للراكب فى المطار ايضا..وهذا لادخل لمصر للطيران فيه.. وهذا التقييم هو تقييم اختيارى تسعى اليه شركات الطيران كأداة من ادوات التسويق.. فى اطار تحسين مستوى الخدمة المقدمة للراكب.. وقد كان اخر تقييم لمصر للطيران قد جرى عام ٨١٠٢.. وقررت بعده ادارة مصر للطيران وقف تقييم سكاى تراكس فى اطار خطة ترشيد للانفاق..وهذا لم يعجب طبعا سكاى تراكس..
وبعد ان هدأت قصة الادعاء بخروج مصر للطيران من التصنيف العالمى بعد ان ظهرت حقيقة الامر للجميع..عادت من جديد مصر للطيران لمنصة الهجوم المتعمد والممنهج.. ولكن هذه المرة لتعاقدها على الطائرة البوينج ٧٣٧ /٠٠٨ ماكس.. والتى جاء اختيارها بعد دراسات عديدة وصلت الى ان هذا افضل اختيار فى الوقت الراهن.. ولكن يبدو ان اعلان مصر للطيران عن تعاقدها على صفقة طائرات جديدة لايروق للبعض.. وعليها ان تتحمل الهجوم عليها طوال الوقت.. وتأتى الاعتراضات على التعاقد على هذا الطراز على الرغم من استمرار شركات طيران عديدة فى التعاقد عليها وتشغيلها.. وهناك شركة طيران خليجية تمتلك ٠٥ طائرة من هذا الطراز.. وتنظم رحلات من خلالها لمختلف المطارات المصرية..
وهنا اوجه سؤالى لخبراء تحقيق حوادث الطيران فى العالم الذين شاركوا فى تحقيق وتحليل العديد من حوادث الطيران.. هل بعد ان شاركتم فى تحقيق وتحليل العديد من حوادث الطائرات يمكن ان يكون هناك خارطة طريق تضمن عدم وقوع حوادث طيران فى المستقبل ؟.. وهل يوجد طراز طائرات فى العالم غير معرض للاعطال او التعرض للحوادث؟.. ان الهدف من تحقيق وتحليل حوادث الطيران هو الوصول لاسباب هذه الحوادث فى محاولة لمنع تكرارها.. ولكن لم يصل العلم حتى الان لطريقة تمنع وقوع حوادث الطيران..
واخيرا ومنذ ايام ومصر للطيران تتعرض لهجوم جديد يتعلق بالاستغناء عن الطائرة الايرباص ٠٢٢/٠٠٣.. والتى تعاقدت عليها الشركة فى عام ٧١٠٢ مع شركة بومبارديه الكندية قبل ان تستحوذ شركة ايرباص على نسبة ١٥ ٪ وتتحول الطائرة من بومبارديه الى ايرباص ٠٢٢/٠٠٣ وبعد استلامها فى عام ٩١٠٢ ظهرت عيوب فنية فى المحرك.. وهى نفس العيوب التى تعرضت لها الطائرات المماثلة التى تمتلكها شركات طيران عديدة على مستوى العالم.. وهو مادفع شركة ايرباص للتواصل مع الشركة المصنعة للمحركات لاستبدالها.. وقامت الشركة المصنعة للمحركات بتقديم تعويض يومى لكل طائرة توقف تشغيلها بسبب عطل المحرك.. ولكن مع استمرار ايقاف الطائرات وزيادة فترة انتظار تغير المحرك قررت مصر للطيران الاستغناء عن هذا الطراز فى اطار خطة الاحلال والتجديد.. وتوقيع صفقة فى شهر نوفمبر الماضى لشراء ٨٢ طائرة من بينها ٠١ طائرات ايرباص ٠٥٣.. والتعاقد على ٨١ طائرة بوينج ٧٣٧/800 ماكس بنظام التأجير التشغيلي..ويبدو ان مصر للطيران ستظل مستهدفة الى امد بعيد..ونحن ننتظر من الان الجديد الذى ستتعرض له مصر للطيران بعد ان تهدأ عاصفة بيع الطائرات الايرباص ٠٢٢/٠٠٣..
كل هذا تتعرض له مصر للطيران فى حين ان شركات الطيران المنافسة لنا تستمر فى زيادة اساطيلها.. وزيادة رحلاتها الى مصر للاستحواذ على نصيب اكبر من حركة السفر فى المنطقة.. وتنشيط حركة الترانزيت من محطتها الرئيسية.. ولا تتعرض ابدا لما تتعرض له مصر للطيران.
الا يمكن ان نترفق قليلا بمصر للطيران.. ولا اقول ندعمها لتستمر فى منافسة غير متكافئة تحاول ان تتغلب عليها.. فهذا حقها علينا جميعا: المساندة والدعم..
ان مصر للطيران مستمرة فى التحليق بعلم مصر.. وستستمر بإذن الله فى المستقبل رغم كل ما تتعرض له من هجوم.. وستظل فى المنافسة.. وسنظل ندعمها.. وتحيا مصر.