طالما أن هناك شعباً يتحاور، ويعيش حالة حوار حقيقية، ولديه وعى حقيقي، وفهم صريح، واصطفاف وطني، فلن تستطيع أى تحديات أو تهديدات أو أزمات أن تنال منه، لأنه شديد الصلابة والصمود، وأن اصطفاف الشعب حول قيادته هو صمام البقاء والبناء لهذه الأمة.
رسائل كثيرة تمثل عقيدة مصرية كانت حاضرة على مائدة إفطار الأسرة المصرية
جاء حفل إفطار الأسرة المصرية الذى شرف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى تجسيداً حقيقياً لحالة الاصطفاف الوطنى علامة مصرية، وكونها على قلب رجل واحد، فأعظم شيء أن نجلس سوياً على مائدة وطاولة واحدة تتناول فيها أفطار شهر رمضان الكريم والاسم «حفل إفطار الأسرة المصرية» رمزية نبيلة المعنى لما تعيشه الدولة المصرية فى عهد قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، كلمات الرئيس السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية جاءت شاملة وتمثل دستور حياة وتعكس عقيدة مصرية على مدار عشر سنوات وسوف أتناول ما جاء فيها من معان ورسائل فى مقالات قادمة، لكن هناك نقاط مهمة للغاية أضع يدى عليها، وتمثل ركائز ومقومات الأمن والأمان والاستقرار فى مصر، وأيضاً صمام الأمان للأمن القومى المصري، ورؤية رئاسيه تحصد مصر ثمارها فى تحقيق المزيد من النجاح والتقدم، كالتالى:
أولاً: لا شك أن الاصطفاف الوطنى والتماسك، وأن يكون المصريون على قلب رجل واحد هو صمام الأمان للحفاظ على الوطن والأمن القومى ولا يوجد وعى حقيقى بدون حوار ونقاش وتوافق وهو ما يؤدى إلى الاصطفاف وتحقيق الكتلة الصلبة التى تتحطم عليها حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه وكذلك المؤامرات والمخططات والتهديدات والمخاطر والتحديات، ولن يتحقق ويترسخ ويستمر كل ذلك إلا من خلال الحوار وهو ما أشار إليه الرئيس السيسى فى كلمته خلال إفطار الأسرة المصرية مؤكداً ضرورة استمرار الحوار الوطنى كنهج ومسار وعقيدة مصرية، أثبتت جدواها ونجاحها، وحققت نجاحات وأهدافاً عظيمة فى زيادة منسوب الوعي، وتحقيق توافق وطني، يؤدى إلى التماسك والاصطفاف.
الرئيس السيسى أشار إلى أنه تسلم أكثر من 90 توصية ومقترحاً وهو ما يعنى أهمية الحوار ونتائجه، وتحقيق توافق بين المصريين، وإيجاد حلول ورؤى حول الكثيرمن التحديات والقضايا والملفات.
الرئيس السيسى سن سنة عظيمة وهى التواصل مع الناس، بشفافية ووضوح ومصارحة والحقيقة أنه على مدار 10 سنوات لم تنقطع جسور التواصل بين الرئيس السيسى وشعبه وهو ما أدى إلى تنامى الوعى والفهم لدى الناس، وإطلاعهم على العديد من البيانات والمعلومات والحقائق، والأرقام من أرض الواقع، بلغة بسيطة ومفهومة.
لذلك فإن الحوار الوطنى هو صمام الأمان وأهم أسلحة الدولة المصرية فى الحفاظ على وعى شعبها واصطفافه، ونحن كحال الرئيس فى أشد الحاجة إلى طرح قضايانا وتحدياتنا وأزماتنا، على طاولة الحوار بالإضافة إلى حجم المتغيرات الهائل سواء إقليمياً ودولياً، و ما تشهده المنطقة من صراعات وتوترات وحروب حادة وعدوان سافر وفاشى على مدار أكثر من ٦ شهور، ومتغيرات واضطرابات وصراعات عالمية ودولية، ونظام عالمى جديد يتشكل ومحاولات استقطاب كل ذلك بطبيعة الحال له تداعياته وآثاره على مصر وهو ما يفرض علينا أن نتحاور ونتناقش حول هذه القضايا المهمة للوصول إلى توافق، والحفاظ على الكتلة الصلبة والقلب الواحد وهو القادر الوحيد على مجابهة ومواجهة آى تهديد خارجى فالرئيس السيسى حريص دائماً على التأكيد على هذا المعني، لذلك من المهم والضرورى استمرار الحوار الوطنى وعدم اقتصاره على مجالات بعينها ولكن من المهم أن يتطرق ويتوسع فى قضايا الأمن القومى بما يواكب الظروف والتهديدات، والمتغيرات التى يشهدها العالم والمنطقة من صراعات وحرائق فى مختلف دول الجوار على كافة الاتجاهات والحدود، ورغم ذلك ورغم التحديات والتهديدات الخطيرة إلا أن مصر ظلت آمنة مستقرة قوية صلبة وصامدة بفضل حكمة القيادة، ولذلك الرئيس السيسى يرى أهمية استمرار الحوار الوطني، والتواصل مع المواطنين ومناقشة وبحث قضايانا وتأثيرات وتداعيات ما يدور فى العالم والمنطقة وهو غير مسبوق علينا.. بالإضافة إلى التوسع فى مناقشة القضايا الاقتصادية التى تحتاج إلى بناء وعى حقيقى وفهم خاصة فى ظل ما يحدث من تداعيات لأزمات عالمية فرضت علينا خلفت معاناة وظروفاً صعبة، وبالتالى نحن فى حاجة إلى الحوار بشكل نفرد فيه أوقاتاً ومساحات أكثر لمواكبة التطورات والصراعات والأزمات لذلك يجب أن نتناقش فى قضايا الأمن القومى وكذلك القضايا الاقتصادية التى هى الشغل الشاغل للمواطنين.
ثانياً: الرئيس السيسى أكد على نقطة غاية فى الأهمية، هى أنه كلما فهمت الشعوب ووعت امتلكت الأوطان القوة والقدرة والصلابة، فالفهم والوعى هو صمام الأمان للحفاظ على الأمة المصرية، لذلك يعى الرئيس السيسى جيداً أهمية الحوار والتواصل مع الناس بالصدق والشفافية والمصارحة.
من هنا نجح فى بناء قاعدة عريضة من الوعى الحقيقي، من خلال أحاديث ومداخلات مباشرة مع المصريين بقلب وعقل مفتوح وبلغة سهلة وبسيطة قوامها الصدق، والشفافية، لذلك ما نراه من اصطفاف، ووحدة وكون المصريين على قلب رجل واحد.. أهم سلاح فى هذا العصر، يستطيع من خلاله مجابهة كافة التحديات، كما أن الرئيس السيسى أكد على أهمية بناء الوعى وامتلاك الفهم، على مستوى جميع فئات الشعب النخب والبسطاء، وعموم المصريين لأن ذلك من أهم مقومات وركائز الأمن القومى المصرى والحفاظ على الأمن والاستقرار.
ثالثاً: الرئيس قال كلمة شاملة ومتعددة المعانى وعميقة، أنا قلبى حديد والحقيقة أن الرئيس السيسى شرح هذه العبارة ببساطة وعبقرية، أن قوة أى رئيس أو مسئول بالتفاف واصطفاف الناس حوله، وضرب مثلين هما: استعداد المصريين والمرأة المصرية لتقديم التضحيات سواء الزوج أو الابن أو الشقيق كشهداء من أجل الوطن وهذا هو سر قوة وصلابة وصمود الدولة المصرية، فرغم بشاعة الإجرام والإرهاب فى كافة ربوع البلاد وسقوط شهداء مدنيين ومن الجيش والشرطة إلا أننى لم أكن خايف أبداً، وسر هذه القوة جاء من المصريين ومن كل أم أو امرأة عظيمة، على مدار ٩ سنوات وكذلك الظروف الاقتصادية، لذلك الشعب المصرى هو البطل والمعلم ويعود له الفضل فى عبور مصر لهذه الأزمات والتحديات والتهديدات والمخاطر، وهو مايؤكد عليه الرئيس السيسى دائماً وهذا لا يتحقق إلا بالفهم والوعى لجموع المصريين، وهو ما يستلزم جهداً كبيراًمن النخب والمستثمرين والمثقفين والإعلام والمدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية، وأيضاً المسئولون الذين يجب أن يكون حضورهم أساسياً لأن لديهم البيانات والمعلومات والحقائق الدقيقة، وأشار الرئيس إلى أنه فى بداية الحوار الوطنى كان الموضوع صعباً، لكن مع الوقت والاستمرار، استوعب الجميع الفكرة والهدف، وأيضاً شاهدوا وأدركوا الجدية والنتائج، وكيف أن رئيس الجمهورية بنفسه يتابع ويوجه الحكومة باستمرار لتنفيذ توصيات ومقترحات الحوار الوطنى وهو الأمر الذى يتطلب البحث عن صيغة لتحويله إلى كيان مستدام لأن الحوار الوطنى يختصر الكثير من المشاكل، ويفتح نوافذ الوعى والتوافق الوطني، ويؤكد على عقيدة أن الحوار الوطنى يسع الجميع، لذلك الرئيس السيسى تحدث عن الحوار الوطنى باهتمام كبير، وبوقت أيضاً، ويدرك أهمية الحوار الوطنى بالنسبة للمصريين ودوره فى تحقيق وبناء الوعى والتوافق والاصطفاف والصمود أمام الأزمات والتحديات العالمية.
الحديث فى قضايا الأمن القومى وما تشهده المنطقة من متغيرات وتوترات واضطرابات وصراعات، وعالم يتقاتل من أجل المصالح، وعالم عالمى جديد يتشكل بالإضافة إلى الحديث فى الشأن الاقتصادى والقضايا والتحديات والأزمات الاقتصادية أمر شديد الضرورة خاصة فيما نعيشه من أزمات اقتصادية جاءت من تداعيات عالمية حتى يكون المواطن على بينة، لذلك فإن حالة الحوار فى مصر، ظاهرة صحية إيجابية، وأقوى سلاح تمتلكه مصر ضد قوى الشر، لأنها تبنى الوعى والفهم، وبالتالى تجهض حملات الأكاذيب والتشكيك والتشويه بل وتخرج حروب الجيل الرابع من الخدمة وتجعل أسلحتها وذخائرها فاسدة منتهية الصلاحية، فالأكاذيب لا تترك مجالاً إلا وروجت حوله الأكاذيب والشائعات والتشكيك لذلك يقف الشعب المصرى صامداً على قلب رجل واحد، لم تفلح معه محاولات تصدير الأزمات، أو الحصار أو حملات الأكاذيب وهو بالفعل كما قال الرئيس صمام الأمان وهو البطل والمعلم.
وللحديث بقية