غريب أمر من يتعمد المقارنة بين موقف الأهلى ممثلا فى رئيسه محمود الخطيب تجاه لاعبه أكرم توفيق من جهة، وما فعله ويفعله الزمالك ممثلا فى قياداته تجاه لاعبه أحمد مصطفى زيزو .. وما يسعى إليه كثيرون من إبراز ود وصفاء تعاملات بيبو مع أكرم رغم تأكد رحيله عن الفريق الأحمر نهاية الموسم الحالي، والإشادة بهذه التصرفات لدرجة فاقت كل التوقعات، والتوسع فى إجراء المقارنات وتوضيح عمق الفارق بين هذا وذاك .. ولا مانع من التمادى واعتبار ما حدث أنه دليل وانعكاس واضح وغير قابل للنقاش لمدى التباين فى علاقة الناديين بلاعبيهم ..
ليس من المنطقى مطالبة رجل الشارع العادى بالتسليم الفورى والمجرد بما يأتى به هؤلاء من أوصاف ومسميات وعبارات تعكس خلفها انتماء من يتحدث عنها، فالموقف مختلف تماما ولا تصح المقارنات فى حالته بأى حال من الأحوال .. فأكرم توفيق لاعب صرح بما لديه وأخطر به ناديه، بل حرص على توضيح كل صغيرة وكبيرة وتأكيد تمسكه بناديه الأصلى حتى النهاية، ولكنه ارتبط بعرضه القطرى فى نهاية الأمر، وبعد تجاهل الأهلى له لفترة طويلة ..
أما زيزو فجلس وتفاوض هو أو وكيله مع ناد آخر، فى الوقت الذى انتظره الزمالك للتجديد والتأكيد على تلبية كل مطالبه المالية رغم تجاوزها حدود المتاح فى النادى وقتها .. ومن هنا يبدو الفارق بين الموقفين أو المشهدين، مما يحتم على المتحدث أو من يتناول الأزمة توخى الحذر الكامل فيما يقوله، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وتتوه الحقيقة ومعالمها فى محاولات تلميع البعض وبيانهم بما قد لا ينفعهم أو يزيد من شأنهم بأى حال من الأحوال ..
مواجهة ما يجرى فى ملف اللاعبين والتعاقدات والملايين المعروضة هنا وهناك صار امراً ملحا ، وعلينا مواجهة أثاره بكل قوة، والتغلب على المظاهر والنتائج السلبية المترتبة عليه، ومنها تغول اللاعب وتسليمه بما يأتى به من فتن ومؤامرات يمررها للشارع الكروى بكل سهولة، ويهنأ هو برقم قياسى من الأموال حصل عليه بالفعل أو ضمن تقاضيه على مدار سنوات ممتدة ..
وإذا ما أردنا ضبط إيقاع الصفقات والتعاقدات الرياضية المختلفة، فعلينا وضع الأمور فى إطارها الطبيعى دون تجميل أو تضخيم، وعدم التجاوز عن الأخطاء والجرائم التى ترتكب فى حق الرياضة المصرية، والتصدى ولو لمرة واحدة لمن يريدنا الانزلاق فى حروب ومواجهات لا تصح .. فميزان عادل فى القول والفعل، يكفى لعلاج سلبيات كثيرة فى الرياضة.