مصر تحرك أوراقها.. وتعيد صياغة المنطقة نحو الأمن والسلام
قلت من قبل إن أوراق مصر كثيرة ومتعددة ولديها العديد من البدائل، ومحاولات حصارها أو خنقها لن تفلح أبداً ولن تنال منها سياسات الانحياز الأعمى والمطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلى الذى يمارس العربدة فى أحقر صورها ورغم ذلك يحظى بدعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية التى يبدو وأنها تتغذى على إثارة الأزمات والفتن والصراعات، ومحاولات صياغة المنطقة لحساب الكيان الصهيونى الذى يشكل رأس حربة وواجهة المصالح الأمريكية، والحقيقة أن الجميع يجب أن يتوقف عند التحركات المصرية وشبكة العلاقات والشراكات الدوليـة خاصة مع القوى الكبرى فى ظل سـياسات التـوازن المصـرية والبحـث عن المصالح الوطنيـة أياً كانت ولا تستطيع أية قوة أن تؤثر فى القرار المصرى المستقل طالما أنه يحقق أهداف ومصالح المصريين.
الحقيقة أن هناك إعادة حسابات فى التوجهات الأمريكية.. خاصة فى العلاقات مع مصر، وكما قال ستيفن ويتكوف، المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط إن خسارة مصر، هى خسارتنا لكل شىء وبالتالى فإنه ليس فى مصلحة الأمريكان محاولات إغضاب مصر أو الانحياز الأعمى والدعم المطلق لانتهاكات إسرائيل ومخططاتها خاصة التى تتعارض مع ثوابت الأمن القومى المصرى، فالمؤسسات الأمريكية خاصة البنتاجون يحذر من هذه السياسات، وأيضاً من محاولات إثارة حفيظة مصر، ومعاداتها، لأنها دولة قوية وقادرة وفى يدها مفاتيح الشرق الأوسط ولن تؤثر معها سياسات التهديد والوعيد والحصار أو تجاهل مطالبها، أو محاولات النيل من مواقعها وثوابتها، لأنها بسهولة سوف تتحرك فى اتجاهات أخرى، وتفعيل شراكات إستراتيجية مع قوى كبرى تحقق مصالحها، بل إن هذه القوى الكبرى الصاعدة بقوة تتبع نفس السياسات المصرية وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وإفساح المجال أمام تحقيق المصالح على مختلف الأصعدة العسكرية والاقتصادية وجذب الاستثمارات والصناعة، ونقل المصانع، والاستثمار فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والحقيقة أن مصر باتت قبلة الدول فى الإقليم، التى تسعى للاستماع إلى الرؤية والنصائح المصرية، وترسيخ سياسات التعاون فى المنطقة ورسم علاقات جديدة تقوم على المصالح والأمن والسلام لم يكن يتخيل أحد أن يأتى اليوم، لتجلس هذه الدول معاً وتتحدث عن التعاون والسلام والاحترام المتبادل.
خاسر من يعادى مصر، ويقف ضد مصالحها ويحاول التأثير على مواقعها أو يلوح بتهديد وحصار أو انحياز للإجرام والإرهاب ومحاولات التعدى على السيادة والأمن القومى لأن ببساطة مصر تقف على أرض شديدة الصلابة تمسك بيدها الكثير من الأوراق والمفاتيح، والبدائل، تتحرك بحرية ورشاقة سياسية، تحقق استفادة ومصالح ومنافع متبادلة ومشتركة، على كافة الأصعدة وتقف بشموخ وكبرياء أمام مخططات التصفية والتهجير ومحاولات الإضرار بالأمن القومى لذلك أقول وعلى الجميع أن يتذكر أن مصر هى من ستعيد رسم المنطقة لصالح دول المنطقة والحفاظ عليها وبناء شبكة من التعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل لترسيخ الأمن والسلام والتعاون البناء، والتصدى لمحاولات قوى الشر تأجيج الصراع والفتن فى المنطقة وتحريض دول على أخرى أو الإيعاز بأن هناك دول تهدد أخرى، لكن الرؤية المصرية تقول إنه يمكن بناء قواعد السلام فى المنطقة، وإعلاء مبادئ الاحترام المتبادل، وإيجاد مصالح مشتركة تحقق آمال وتطلعات الشعوب فمصر ترفض المواجهات المسلحة، وترى أن الدبلوماسية والتفاوض هى أقصر الطرق إلى السلام والأمن والاستقرار وأن طريق السلام والمفاوضات أسهل وأقصر من طريق الصراع.
القاهرة هى اللاعب الرئيسى فى المعادلة الإقليمية كقوة عظمى فى المنطقة، ليس هذا فحسب بل شريك دولى فاعل ومؤثر، ولديه مفاتيح أبواب الشرق الأوسط تكون متاحة وعلى مصراعيها للداعمين للسلام والعدل والاستقرار، وليس لمن يتغذون على تأجيج الصراعات، والتوسع والأوهام والمخططات.
منذ أيام، شهدت مصر زيارة تاريخية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حققت نتائج عظيمة، ونجاحات فاقت كل التوقعات وبعثت برسائل غاية فى الأهمية لمن يقرأ، قدرة مصر وقوتها على الفعل خاصة أن فرنسا هى الدولة الأوروبية الأكبر ثم الرئيس الأندونيسى وتحقيق توافق كامل فى المواقف حول القضية الفلسطينية ورفض التهجير وهى زيارة تحول المواقف تماماً بفضل الدبلوماسية الرئاسية المصرية، ثم جولة خليجية للرئيس عبدالفتاح السيسى، شملت كلاً من قطر والكويت وحققت نتائج عظيمة وإستراتيجية على كافة الأصعدة فى توحيد المواقف تجاه ما تشهده المنطقة من تحديات وتهديدات والتأكيد على رفض التهجير، وأنه لا حل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأيضاً تأييد ودعم الخطة المصرية لإعادة الإعمار ثم على المستويين الاقتصادى والاستثمارات جاءت النتائج مثمرة.
مصر تتحرك بحرية دون قيود فهى العظيمة الكبيرة صاحبة المواقف، والقرار الوطنى المستقل والعلاقات والشراكات الإستراتيجية الشاملة.
من هذا المنطلق، تشهد قواتنا المسلحة الباسلة تدريبات مشتركة سواء بحرية مع الجانب الروسى فى البحر المتوسط تحمل اسم بحر الصداقة تشمل التدريب على تنفيذ جميع المهام البحرية، والتصدى للعدائيات وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم للعمل المشترك فى مواجهة التحديات والتعرف على أحدث الأسلحة والقطع والتكتيكات والفكر فى تنفيذ المهام البحرية وهو ما يوفر الواقعية فى التدريب، ويعكس مدى الجاهزية والاحترافية والاستعداد القتالى لقواتنا البحرية وفى نفس الوقت ولأول مرة تجرى القوات الجوية المصرية تدريباً جوياً مشتركاً مع القوات الجوية الصينية التى تشارك بأحدث المقاتلات الشبحية ومن مختلف الأجيال وطائرات النقل والمراقبة الجوية، وتحلم اسم نسر الحضارة 2025 والتى تحقق تبادل الخبرات، والتعرف والاطلاع على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الطائرات والمقاتلات والمهام الجوية، ومصر تمتلك واحدة من أفضل القوات الجوية فى العالم، وتشهد كل يوم المزيد من التطوير والتحديث وتنويع مصادر التسليح، وهنا أقول إن مصر دولة كبيرة وقوية وقادرة تستطيع دائماً أن تصنع الفارق وهناك عشرات الرسائل المصرية الحاسمة مفادها القوة والقدرة، وأنها تفتح أبوابها للجميع طالما أن هناك احتراماً متبادلاً ودعم العدل، وتبادل المصالح المشتركة فى إطار من الندية والالتزام بالقانون الدولى والشرعية الدولية واحترام سيادة ومواقف الآخرين، لذلك أنا فخور بوطنى الذى يتحرك بشموخ وثقة وندية ولذلك هناك مراجعات وإعادة حسابات من الآخرين حول سوء سياساتهم والحذر من خسارة مصر لأنهم سيخسرون كل شىء.
تحيا مصر