اتصال هاتفى من صديق قديم من «أيام الحركة الطلابية» ونضالها فى جامعة القاهرة والانشغال بهموم الوطن ومظاهرات الانتخابات الطلابية والدفاع عن العراق وفلسطين وغيرها.. تفرقت بنا السبل والاتجاهات الفكرية والميول السياسية ومجالات العمل وفرقتنا مشاغل الحياة وان بقت هموم الوطن.
دار الحوار حول عزوف اغلبية الشباب عن المشاركة السياسية والاهتمام بهموم الوطن وطرح رؤية اقتصادية وسياسية والمشاركة فى كافة الفاعليات الوطنية وأسباب ذلك وكيفية غرس مفهوم الوطنية بمفهومها الشامل لديهم.
اتفقنا كثيرًا واختلفنا قليلاً حول من يتحمل ذلك وكيف السبيل إلى تغيير بوصلة الشباب من البحث السريع عن المكاسب السهلة وتقديم المصالح الشخصية على الوطنية.
انتهى الحديث على وعد باستكمال النقاش عند عودته مرة أخرى إلى مصر فى اجازته السنوية.
جلست عقب الاتصال استرجع فترة زمنية كانت فيها الجامعات المصرية تنبض بالحياة وتمثل انعكاسًا لما تمر به البلد من قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وثقافية.. وكيف تجمعت أطياف الحركة الطلابية مع جموع الطلاب فى الاحتفال بيوم الطالب الجامعى تطرح رؤيتها فى كافة قضايا المجتمع بأسلوب حضارى يتقبله أصحاب القرار.. ومظاهرات رفض العدوان على الكويت ثم دعم فلسطين.. وكيف كانت الأجهزة الامنية تتعامل مع قيادات الحركة الطلابية الوطنية.
تذكرت لقاء جمعنى باللواء أحمد العادلى مساعد وزير الداخلية لأمن الدولة «الثعلب» بعدها بسنوات فى أكاديمية الشرطة وحديثه عن هذه الفترة وكيف كانت زاخرة بالأحداث واهتمام الدولة بما كان يطرحه الطلاب.
توقفت عن التفكير فى الماضى واحداثه العديدة وأنا اتذكر كيف انصب اهتمام الطلاب هذه الأيام على عودة أحد المحلات للعمل من جديد بعد اغلاق فروعه لأيام واهمالهم لما يحدث وللتحديات التى تواجه الدولة وتداعياتها مثل زيادة الأسعار وغزة والسودان عربيًا وحرب الرسوم الجمركية عالميًا.
الحقيقة ان القضية متشعبة وتكاد تختفى بين تحمل المسئولية ما بين الأسرة والجامعة والأحزاب والدولة والإعلام ولا يمكن ان يتحملها أحد بمفرده فالجميع مشارك ويتحمل المسئولية.
طلاب الجامعات الحكومية العامة والأهلية والخاصة والمعاهد العليا هم الحاضر والمستقبل ويجب افساح المجال أمامهم للمشاركة فى بناء اليوم والغد.
نعم هناك محاولات جادة من الدولة ولكنها وحدها لن تصل إلى ما أتمنى وأصبو وأطمح.. الموضوع يحتاج إلى تكاتف الجميع وإعادة النظر فى المساحة المتاحة لهم.