مهما امتلكت من مفردات اللغة والمحسنات البديعية و أوتيت من القدرة والبراعة فى إنتقاء وصياغة العبارات للتعبير عما يحدث فى غزة من جرائم ومجازر ضد الشعب الفلسطينى التى فاقت كل المحطات التاريخية فى الإنتقام والقتل والتعذيب النفسى فلن تستطيع سبر أغوار ما يحدث .. سيذكر التاريخ أن «نتنياهو» كان سفاحا عتيدا فى الإجرام بل وجزارا وطاغية فاق كل الشخصيات «السيكوباتية» المختلة عقلياً فى التاريخ .. ويرى الكثير من الإسرائيليين أن ما يحدث فى إسرائيل الأن يشبه ماحدث فى أحد ليالى الصيف شديدة الحرارة فى عام 65 فى روما حيث احترقت معظمها بالكامل وهو ما سمى بحريق روما العظيم الذى أمر به الإمبرطور «نيرون» المعروف بأسم «كلوديس قيصر» .. من ناحية التحليل النفسى يتفق «نتنياهو» مع «نيرون» فكلاهما ذو شخصية أنانية متضخمة إذ أنهما قد حاولا تغيير وتجاوز الواقع الأول تجاوز إعتراضات مجلس الشيوخ بحرق «روما» والثانى تجاوز الإعتراضات بل والإتهامات التى يواجهها من قبل القيادات الإسرائيلية والشعب اليهودى ( أهالى الرهائن ) والمطالب بوقف الحرب بحرق وتدمير غزة .. من بين أوجه الشبه بين كل من «نيرون» ونتنياهو أن كلاهما شديد القسوة وعديم الرحمة بل أن كلاهما قد حاول التنصل من المسئولية بإلقاء اللوم على الآخرين فى كافة الجرائم التى اقترفها .. أيا كان الأمر وعلى الرغم من تلك التكلفة الهائلة للحرب التى تخوضها إسرائيل فى غزة فهل يستطيع «نتنياهو» وقف وإنهاء تلك الحرب التى تتمثل حصيلتها فى مقتل 50 ألف إنسان وتشريد 1،7 مليون فلسطينى ومجاعة طاحنة وكارثة صحية هائلة.. لقد تم تدمير قطاع غزة بل أن هناك أحياء قد تم تسويتها بالأرض بالكامل وتم تدمير البنية التحتية كما أن هناك حوالى 50 مليون طن من الركام فى غزة بمعدل 300 كيلو جرام لكل متر مربع بالإضافة إلى الذخائر غير المتفجرة وقد قدرت «الأمم المتحدة «المدة الزمنية اللازمة لإعادة بناء المبانى والبنية التحتية التى دمرتها القوات الإسرائيلية فى غزة بحوالى 80 عاماً.. وعلى خلاف ما يراه البعض بالنسبة للحرب يرى»جيرشون باسكن» مفاوض الرهائن الإسرائيلى السابق الذى أمضى سنوات طويلة فى التفاوض مع «حماس» أنه لايوجد فائز فى هذه الحرب ولم يكن هناك سوى المزيد من الخسائر التى أصبح علينا الحد منها وإنهاء هذه الحرب عاجلاً وعودة الرهائن فى أسرع وقت ممكن .. إذ بعد مرور سبعة أشهر من الحرب لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أيا من الأهداف التى أعلنت عنها الأمر الذى يعتقد معه عدد كبير من الإسرائيليين إنه قد بات مستحيلاً كما لم يتم تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس» وتوفى العديد منهم كما لم تستعيد إسرائيل الأمن بل على العكس قد أصبحت أقل أماناً .. لقد وقف «نيرون» على سطح قصره وهو يتغنى بتلك القصيدة التى كتبها بنفسه عن تدمير «طروادة» إذ لم يكن هناك نهاية لطموحه وكذلك «نتنياهو» فالأول كان منتهى طموحه هو هدم ثلث «روما» حتى يتمكن من بناء مدينة «نيروبوليس» .. كذلك «نتنياهو» الذى سعى لتدمير غزة وإبادة الشعب الفلسطينى عن بكرة أبيه .