مسجد قرقجا الحسنى اشتهر باسم مسجد بلا مئذنة، حيث يتميز بغرابة التصميم، فالمسجد يقع على جانب من الشارع والمئذنة على الجانب الآخر ولا يربطهما سوى جسر خشبى كان يمر عليه المؤذن قديماً للأذان واقامة الصلاة.
يوضح د.السيد سليمان من علماء الأزهر الشريف أنه على رأس حارة السادات المتفرعة من درب الجماميز بالسيدة زينب يوجد مسجد «سيف الدين قرقجا» الذى بناه الأمير سيف الدين قرقجا بن عبدالله الحسنى الظاهرى أحد أمراء مماليك السلطان برقوق بناه عام 845 هجرياً، وللمسجد تصميم غريب ويعتبر المسجد الوحيد فى مصر الذى لا تتصل مئذنته به وتعتبر قائمة بذاتها ولا يربطهما سوى جسر خشبى كان يمر عليه المؤذن فى الماضى لإقامة الصلاة ورفع الأذان فقط، لكن مع استخدام مكبرات الصوت فى المسجد لم يعد للمئذنة أهمية، وتبلغ مساحة المسجد 400 متر وتوجد لوحة معلقة على بابه مكتوب عليها «مسجد قوة توج الحسن»، والمسجد عبارة عن بناء غير منتظم الاضلاع واجهته الرئيسية يبلغ طولها 17.5متر، وضلع القبلة الشرقى يبلغ طوله 22 متراً، أما المئذنة الفريدة فتقع فى حارة السادات وتقوم على قاعدة مربعة يبلغ طول ضلعها 3.5 متر وارتفاعها 6.80 متر ويعلو القاعدة مئذنة تتكون من طابقين الأول مثمن الشكل والثانى اسطوانى ويفصل بين الطابقين شرفة وتعلو الطابق الثانى قبة يعلوها هلال، وتعانى المئذنة المياه الجوفية التى تنتشر أسفلها وتتسبب فى تآكل جدرانها، كما تعانى تشققات واضحة، خاصة فى الجزء الأعلى منها، ولا يختلف الحال، فجدار المسجد بالحارة هو الآخر تظهر عليه آثار الرطوبة والمياه الجوفية، حيث تهتكت الجدران بشكل واضح للعيان، ويضيف أن الأمير سيف الدين قرقجا من صفاته الشجاعة والتعقل والحكمة وحسن الخلق كما كان يجيد الفروسية وقد أنزله السلطان برقوق بالطباق السلطانية بالقلعة وهو صغير وظل بها فى عهد السلطان برقوق من عام 787 هجرياً وعهد الناصر فرج عام 801 هجرياُ حتى 815 هجرياً ثم ترقى بمناصب الدولة إلى أن توفى عام 853 هجرياً 1449 ميلادياً.