الفن قوة ناعمة للدولة.. و«الاختيار» رصاصة فى قلب «الإرهابية»
«صعيدية» وأعشق التمثيل.. فخورة بمشوارى.. وأحترم جمهورى
منحى جائزة إيزيس من مهرجان أسوان لأفلام المرأة.. «تاج على رأسى»

الفنانة الكبيرة سميرة أحمد امرأة من زمن الحب والفن الجميل، عاشت بين عمالقة الفن، عشقت التمثيل منذ الصغر، بدأت السلم من أولى درجاته بأدوار صغيرة، ثم فرضتها موهبتها لتلعب بطولات العديد من الافلام، أكثر من مائة فيلم ومسلسل تميزت بجمالها الهادئ وملامحها البريئة التى خطفت قلوب الجماهير، ومع ذلك لم ترض أن تكون مجرد الفتاة الجميلة البريئة فى أفلامها، إنما تمردت على موهبتها، فقدمت أدواراً لا تنسى مثل «الشيماء أخت الرسول» و«العمياء» وفيلم «أغلى من عينيا» و«قنديل أم هاشم» و«الخرساء»، أدوار صعبة هربت منها معظم النجمات وأبدعت فيها «سميرة»، لتكتب خلال مشوارها الفنى قصة كفاح نجمة حفرت اسمها وسط العمالقة، ولم تكتف سميرة بالتمثيل فقط، بل اقتحمت مجال الانتاج، فقدمت أعمالاً حصدت بها العديد من الجوائز مثل «البرىء» لأحمد زكى و«امرأة مطلقة» لنجلاء فتحى و«سيد مرزوق» لنور الشريف، حصلت سميرة على أكثر من 200 جائزة، وتفخر بتكريم الرئيس السيسى لها فى يوم المرأة المصرية وحواره معها، الذى لمست فيه مدى تقديره واحترامه للفن والفنانين.
سميرة تشارك بعد غدا الثلاثاء فى مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر الدعوة التى أطلقها المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية استجابة لدعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتعزيز القيم ونشر الوعى المجتمعى لمواجهة موجات العنف والبلطجة التى انتشرت فى بعض الاعمال الدرامية، كما يتم تكريمها ومنحها جائزة إيزيس لمشوارها الفنى الحافل فى مهرجان أسوان السينمائى الدولى لأفلام المرأة فى دورته القادمة فى الثانى من مايو المقبل.
«الجمهورية» التقت الفنانة سميرة أحمد، التى فتحت قلبها وتحدثت بصراحتها المعهودة.
قالت سميرة: فخورة جداً وسعيدة بمنحي جائزة إيزيس من مهرجان أسوان لأفلام المرأة، فأنا صعيدية وفكرة المهرجان أسعدتنى جدا، خصوصا وهى قائمة على سينما المرأة ودورها الايجابى بالمجتمع، والمهرجان يهتم بقضايا المرأة، وذلك يتماشى مع سياسة الدولة فى إبراز دور المرأة والاهتمام بقضاياها وأنا من أبناء صعيد مصر.
تضيف الفنانة الكبيرة: سعيدة ايضا لاننى بعد غد أشارك فى مبنى ماسبيرو فى مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر، الذى دعا إليه الكاتب أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية، بناء على توجيهات الرئيس للارتقاء بالمستوى الدرامى وما يقدم على الشاشة وتعزيز قيم المجتمع فى مواجهة العنف والبلطجة والإرهاب.
أنا فخورة جدا أن تعود الحياة إلى ماسبيرو من جديد، هو بيتنا الأكبر وبيت كل الفنانين، كذلك أن تعود مدينة الانتاج من جديد لتقديم أعمالها الفنية، والمدينة وماسبيرو تاريخ طويل من الأعمال التى حققت الريادة لمصر.
تضيف سميرة عن ابتعادها عن الجمهور منذ أكثر من عشر سنوات: أنا مستعدة بمسلسلي «بالحب هنعدي»، الذى انتهى الكاتب يوسف معاطى من كتابته كاملاً فى 30 حلقة، ولم يخرج إلى حيز التنفيذ حتى الآن، وأنا أحضر له منذ سنوات لكى أعود به لجمهورى الذى وحشنى جدا، فأنا غائبة عنه منذ أكثر من 10 سنوات، انشغلت فيها بالأحداث التى مرت بها مصر وبأحداث الثورة، ثم وفاة أختى خيرية، وكانت سنوات صعبة على جدا وكانت آخر اعمالى مسلسل «ماما فى القسم» مع الفنان القدير محمود ياسين وياسر جلال وهو عمل كوميدى حقق نجاحاً كبيراً.

أضافت: أتمنى فعلا أن يرى مسلسلي النور، فهو عمل اجتماعى هادف كتبه يوسف معاطى بحرفية عالية جدا يطرح من خلاله كل ما تمر به مصر من 2011 حتى الآن ويتعرض لكل الازمات وتعرض لأزمة «كورونا» ونظهر فى المسلسل بالكمامات وكيف اننا بالحب هنعدى بكل المراحل الصعبة فى حياتنا وفى حياة مصر وكل التحديات.
ذلك ما دار بينى وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما تقابل مع مجموعة من الفنانين وكنت أنا معهم، وقلت له: يا ريس احنا معك بالحب هنعدى وده مسلسلى الجديد واننى أحضر له منذ فترة وأعطى توجيهاته فعلا بخروج العمل إلى النور، واتصلت بى شركة الانتاج للبدء فى خطوات ظهور العمل.
أنا ممثلة ارتبطت أعمالى برمضان، والجمهور تعلق بأعمالى جدا الرمضانية، لذلك كتبنا المسلسل فى 30 حلقة حتى يعرض فى رمضان.
لدى شعور بأنه سيكون آخر مسلسل لي، وأنا بشكر الرئيس جدا على اهتمامه وسماعه لى وحرصه أن يخرج مسلسلى للنور.
عن تكريمه لها فى يوم المرأة المصرية منذ سنوات، قالت: بصراحة الرئيس أثبت حباً كبيراً جدا واحتراماً للفن والفنانين، هو لم يستمع لى أنا فقط، بل استمع لكل الفنانين وكل ما يمر به الوسط الفنى والمشاكل الفنية التى تقابلنا سواء فى السينما أو فى التليفزيون، وكان حريصاً جدا أن يسمع ويعرف كل مشاكلنا.
أضافت سميرة أحمد: رغم اننى حصلت على تكريمات كثيرة جدا أكثر من 200 جائزة، إلا أن تكريم الرئيس السيسى لى أعظم وأغلى هدية، تكريمه وكلامه وسام على صدري، وقال لي: انت قيمة كبيرة جدا للفن ولمصر، كلام جميل منه والتقدير أسعدنى وأشعرنى بالفخر، أسعدنى الحظ لقاء الرئيس مرتين وفى كل مرة كان يستمع لنا بحب كبير، لذلك أنا متفائلة جدا لأن الرئيس يقدر دور الفن ويقدر الفنانين، ومتفائلة لأنه بفضل توجيهات الرئيس عملى سيرى النور، وأتمنى أن تتاح الفرصة لتقديمه هذا العام.
أحب أن أعلن من خلال «الجمهورية»، أننى سوف أتنازل عن أجرى كاملاً فى مسلسل «بالحب هنعدي» لصندوق «تحيا مصر» وقد سبق وتبرعت بملابس شخصيات جميع أفلامى لصندوق «تحيا مصر» ايضا، وذلك بعد أن قمت بعمل مزاد كبير وبعت فيه جلبابى فى «الخرساء» و ملابسى فى فيلم «عالم عيال عيال» وفى معظم الافلام، ورغم أن هذه الملابس غالية على جدا، لكن لا شيء يغلو على مصر، وأنا فخورة أن أشارك فى صندوق «تحيا مصر».

بسؤالها عن مسلسلات الـ 15 و45 و60 حلقة التى انتشرت فى السنوات الاخيرة، قالت سميرة احمد: أنا لا أحب أن أقدم هذه النوعية من الاعمال، أنا فنانة بحب المسلسلات 30 حلقة فقط، وأنا فنانة رمضانية ارتبطت برمضان وشهر رمضان عادة المسلسلات 30 حلقة.
الـ 15 حلقة قدمت نموذجاً مهماً بعيد عن المط والتطويل وكثير من أعمال رمضان الـ 30 حلقة كان أنسب لها 15 حلقة فقط.
عن عودتها للسينما، قالت: السينما كل حياتى وأنا بدأت فيها من الصفر بدور صامت، بدأت السلم من أوله، أنا فخورة بذلك أن أقول إننى تعبت جدا وقدمت أعمالاً أنا فخورة بها جدا ولى أكثر من ستة أفلام اختيرت ضمن افضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، قدمت «الشيماء، الخرساء، أغلى من عيني، قنديل أم هاشم، خان الخليلي، ليل وقضبان» وفيلم «عالم عيال عيال» مع رشدى أباظة، ولم اكتف فى السينما بالتمثيل فقط، بل أنتجت اعمالا متميزة جدا مثل «البريء» للفنان أحمد زكى وهو من الافلام المهمة جدا فى تاريخ السينما وكذلك فى تاريخ أحمد زكي، وقدمت لنجلاء فتحى فيلم «امراة مطلقة» ونور الشريف فيلم «البحث عن سيد مرزوق» وكان هناك مشروع للسينما لعودتى للوقوف أمام الكاميرات مرة أخرى من تأليف يوسف معاطي، ولكننى فضلت أن أركز فى المسلسل الاول.
عن رأيها فى الفن الآن وما يعرض من أعمال، خاصة فى رمضان، قالت الفنانة سميرة أحمد: بالطبع الدراما والقوة الناعمة لها تأثير قوى على الفن والفنان فى توعية المشاهد بكل القضايا، ولنا الفخر بحب وتقدير القيادة السياسية للفن وما قدمته من مساندات قوية وتقدير كبير للقوى الناعمة، وعلينا أن نعى جيداً دورنا ويكفينا فخراً أعمال مثل «الاختيار» و»الحشاشين» وعلى كُتاب الدراما أن يكونوا على قدر الرسالة وما أعطاه الرئيس من توجيهات للارتقاء بمستوى الخطاب الدرامي، وأن يتماشى مع أخلاقيات وقيم المجتمع، شيء يجب أن يحترم جدا لأننى بصراحة شاهدت أعمالاً بها عنف وبها بلطجة وبها ألفاظ سيئة وبها إساءات للمرأة، وذلك ضد المرأة المصرية، فالمرأة المصرية هى الأم والأخت وهى الزوجة والرئيس أعطاها كل الاهتمام ونادى من قبل بالاهتمام بالفن والفنانين وبالرسالة الفنية، وعلى الجميع أن يكونوا على قدر ما يقدم.

أما فى رمضان هذا العام، فأنا أعجبنى جدا مسلسل ياسمين عبدالعزيز «وتقابل حبيب» مسلسل راق جدا بلا أى لفظ خادش وبلا أى بلطجة أو عنف، والمسلسل قدمته ياسمين وكل المشاركين معها بإحساس صادق جداً وياسمين فنانة من أكثر الفنانات موهبة، وأنا التى قدمتها لأول مرة أمام الشاشة فى مسلسل «امرأة من زمن الحب» وسعدت بها جدا وبخطواتها الفنية، كذلك شاهدت مسلسل «اللام الشمسية» وهو ناقش قضية شديدة الحساسية بجرأة شديدة، أما باقى رمضان كنت ما بين منزلى ونادى الجزيرة فقط وهو قريب جدا من بيتى أتقابل فيه مع كل اصدقائى وأعجبنى جدا فى السنوات السابقة مسلسل «الاختيار» من افضل ما شاهدت الفترة الماضية، عمل فعلا مشرف لمصر ويظهر بطولات الجيش المصرى وتضحياته من أجل مصر وكذلك البطول لرجال الشرطة وهذه النوعية من الاعمال تبث الروح الوطنية لدى المشاهد والطاقة الايجابية وتخلق انتماء جميلاً للبلد وأنا سعيدة جدا بدور الدولة والشئون المعنوية فى هذا العمل وتقديم كل التسهيلات والمعدات والمشاهد الحقيقية، كل ذلك مزج الواقع والتمثيل وخرج العمل بشكل مشرف جدا، تابعه الجميع وكان أمير كرارة متميزاً لأقصى درجة فى الشهيد منسى وفى الاجزاء الاخرى كريم والسقا وعز وياسر جلال وكذلك المخرج بيتر ميمى والمؤلف باهر دويدار، شعرت بأن فعلا الشهيد المنسى أمامي، العمل أثر فيّ جداً لأننى أخت شهيد صاعقة، أخى استشهد من أجل مصر وكان أحد الضباط المخلصين جدا لبلده و»الاختيار» يجسد فى أجزائه بطولات الجيش المصرى وكريم عبدالعزيز فنان محبوب جدا و»الاختيار» ورصاصة فى قلب الجماعات الإرهابية وضح لنا مدى إيمان الدولة بدور الفن وقيمته وتأثيره على المشاهدين وفضح الارهاب، لذلك علينا كفنانين أن نكون على قدر هذا الدور، وأنا كنت أتمنى أن أقدم ولو مشهداً واحداً فى مسلسل «الاختيار».
تضيف كنت سأشعر بفخر كبير جدا، صعب أن يتأخر أى فنان عن عمل لمصر، مستعدة أعمل أى شيء علشان مصر، أنا بحب مصر جدا وبحب رئيسي، وأتمنى كل الخير لبلدي، وتحت أمر مصر فى أى شيء.
أضافت الفنانة سميرة احمد: أتمنى أيضا أن أجسد شخصية أم شهيد، وان يكتب لى عمل عن أم الشهيد ليظهر للعالم كم تتحمل هذه الأم موت ابنها وهى سعيدة وتحتسبه شهيداً عند الله وأنه ذهب فداء لبلده.
ولفت سميرة أحمد واحنا فى هذه الفترة نحارب ارهاباً وعلى الفنان أن يكون له دور فى محاربة الارهاب، فهو كما قال الرئيس القوة الناعمة التى نواجه بها الارهاب ونوعى بها الشعب وعقول الشباب، لذلك للفن دور مهم جدا فى الحرب ضد الارهاب.
عن الممثلة التى ترى فيها سميرة أحمد أخري، قالت: يمكن منى زكى أحس فيها شيئاً منى، لكن صعب أن يكون فنان امتداداً لفنان وصورة أخرى منه، كل فنان له شخصية مختلفة.
عن غياب الممثلة التى تقدم كل الادوار كما فعلت هى فى «شيماء والخرساء والعمياء»، لدرجة أنهم اطلقوا عليها ممثلة الأدوار الصعبة، قالت: مش قادرة أهاجم أحداً ولا أقول غير إن الفنان يعنى حاجات كثير جدا مسئوليات كثيرة جدا الفنان لازم يتعب على نفسه، المشوار مش سهل لازم كفاح وتعب والنتيجة بتكون جميلة، الكفاح أحلى حاجة لذيذ، أنا فخورة بمشوارى وكان عندى الشجاعة وقدمت كل النوعيات، أنا اتعلمت الإلقاء على يد أستاذى الفنان الكبير عبدالوارث عسر وقدمت أعمالاً بَنت شخصيتى الفنية لكبار الأدباء مثل نجيب محفوظ ويحيى حقى وعبدالحميد جودة السحار وثروت أباظة وتوفيق الحكيم، وفى المسلسلات قدمت أعمال أسامة أنور عكاشة ويوسف عوف ويوسف معاطى ونوعية أعمال ناقشت قضايا مهمة مثل «غدا تتفتح الزهور، امرأة من زمن الحب، ماما فى القسم» أعمال أكون فخورة جدا وأنا أشاهدها وأنا فخورة بنفسى لأننى لم أقدم عملاً أندم عليه ولم أجرح أو أخدش حياء أحد بلفظ أو فعل، كنت حريصة على أن أحافظ على شعور جمهورى وأقدره، وذلك أشعر به حين أجد الاحترام والتقدير فى عين الجمهور الذى ينادينى حين يقابلنى بأسماء الشخصيات التى قدمتها فى أعمالى حتى الآن، الناس متذكرة دورى فى «الشيماء» ودورى فى «امرأة من زمن الحب»، الحمد لله أعمالى احترمت الاسرة المصرية وكنت حريصة على أن أكون واحدة من العائلة المصرية فى كل عمل وناقشت قضايا تهم الاسرة وناقشت كل ما تمر به مصر الآن.
عن مصر الآن، قالت سميرة أحمد: مصر محفوظة بفضل الله ومحظوظة برئيس مثل السيسي، هو هبة الله لمصر ويكفى أنه حفظها من ويلات كبيرة كنا نشاهدها فى فترة حكم الجماعة الارهابية، يكفى أن السيسى خلصنا منهم، السيسى يصنع تاريخاً جديداً لمصر ويبنى لها حضارة جديدة، ويكفى اننا كل شهر أو أسبوع تقريبا لنا مشروع جديد يفتتح، ويكفى الطرق التى شهدت تغييراً كبيراً جدا، فهو يتقدم بمصر فى مشاريع مهمة كل أسبوع تقريبا أو كل شهر مشروع، ربنا يحمى الريس ويبعد عن مصر كل شر.
وأضافت الفنانة سميرة أحمد أقضى معظم وقتى فى البيت أصحى على صوت أكثر من 30 عصفورة ويمامة يوميا تقف على سور بلكونتى بعد أذان الفجر ومع شروق الشمس وكأنهم ينادون لى وأضع لهم أطباق الاكل والماء على سور البلكونة، وبصراحة بتفاءل جدا بوجودهم.
وحول امكانية اتخاذها قرار بالأعتزال.. قالت: أنا مستحيل أعتزل، أنا حياتى كلها فن وعاشقة للفن بلا حدود، وأتمنى أن أموت قدام الكاميرا، لكن فى فترة شعرت بالضيق، خاصة مع عدم ظهور مسلسل «بالحب هنعدي»، وفى لقائى مع الرئيس، قال لي: أنت قيمة بالفعل بدأت تحركات لإنتاج العمل وهو أعاد لى الحياة من جديد وحببنى فى تقديم أعمال جديدة لجمهورى الذى يسألنى دائما انت غايبة ليه؟