يتساءل الكثيرون.. بصوت عال.. أو بينهم وبين أنفسهم فى جلسات الهدى والصدق.. واستعادة مسارات الأحداث.. ماذا يعنى الاعمار الذى كلف به الله سبحانه وتعالى الإنسان على مر العصور.. واعطاه العقل والقلب.. ودعاه للهجرة فى أرض الله الواسعة.. لو ضاق به الحال، ولكنه كلفه ايضاً فى جميع الأحوال بمسئولية دعم ومساندة الأسرة ورعاية الأبناء وحمايتهم من الشر الكامن فى أنفسهم.. والمحيط بهم.. وأوضح أساليب الرعاية ومعاييرها.. ودعا الجميع إلى التراحم والتكافل.. والايثار.. وحسن معاملة الآباء.. لكنه يرفض الظلم والبخل والتعامل مع الصغار بالجبروت والعنف.. خوفاً من أن يصيب الجميع شر البلاء فى أضعف الأحوال، وتنتقل القسوة إلى قلوب الأبناء.. ويترجمونها فى تعاملهم مع الأحفاد، فيختل نظام الكون، ويتيه الخير وسط سحب الظلام.
والغريب.. ان هؤلاء الآباء ينسون ان قوتهم وعزوتهم وثروتهم الحقيقية فى أبناء يساندونهم ساعة الشدة.. يؤنسون وحدتهم.. ويردون الجميل لهم.. فالود هو الباقي.. والثروات تأتى وتزول وتبقى السيرة العطرة.. فى ميزان كتابه الذى يحمله يوم القيامة.. مسجلاً للحسنات والسيئات.
تأمل وتعرف على أرقى المشاعر.. انها المودة والرحمة.. والذين فهموا الدرس جيداً.. تأكدوا ان جمال الأرواح سر الحب، وبعض البشر كالسحاب وآخرون مثل التراب، وبناء الأسرة يقوم على العطاء والوفاء لفلذات الأكباد.
وبين ذلك وذاك.. هناك بعض «الشياطين» فاقت قسوة قلوبهم الحجارة وصلابة الجبال.. لا يخشون الضمير والانسانية.. ولا يفكرون فى يوم الحساب.. وأقوم بواجبى وأوجه رسالة لهؤلاء الأبناء إذا كان الأب قد تخلى عنكم بقسوته.. لا يصح منع رحمة ربكم وفضله أن تحوطكم من كل جانب، فالله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم على وليدها.. وعين الحق والانصاف لا تنام.
>>>
وقال الامام على «رضى الله عنه»: أشد القلوب غلاً القلب الحقود.. وأفضل الجود ايصال الحقوق إلى أهلها.. وأكرم الشيم إكرام المصاحب، واسعاف الطالب.. ورأس الجهل معاداة الناس.
وصدق أجدادنا.. قالوا: الأم الحياة والمحبة والسلام.. وفلذات أكبادها.. هم المستقبل.. والمرأة تعشش والراجل يطفش!!
والدرس عظيم يحتاج للتأمل.. واخذ العبرة من المواقف والأيام ومهما تكن خشونة المرأة فإنها تخفى داخل شرايين قلبها روحاً ناعمة تبديها لأحبابها مهما كانت سلاطة لسانها.
باختصار: النجاح لا يتحقق بالقهر والجبروت ولكن بالحب والود والابتسامات وأمامنا الدروس بكل اللغات والسلوكيات.