الحكومة جادة ليس فى ذلك شك فى إشراك القطاع الخاص فى تنفيذ خطط التنمية سواء قصيرة الأجل أو طويلة بل ويمكن القول إنها متحمسة أيضا لتطبيق هذه الرؤية الجديدة “القديمة”.
لكن السؤال: وهل القطاع الخاص لديه نفس القدر من الحماس الحكومى أم الأمر مختلف؟!
تأتى الإجابة على ألسنة كبار رجال القطاع الخاص الذين يؤكدون أن الحكومة تقول كلاما ثم تفعل غيره..!
كيف؟!
مثلا لأنها تصر على إنتاج سلعة معينة هى نفسها التى ينتجها القطاع الخاص لكن الخلاف يكمن فى أن الحكومة تبيعها بسعر أقل كثيرا عن القطاع الخاص وبالتالى تكون قد أسهمت فى إبعاده.
ثم.. ثم.. إن الحكومة ذاتها لا تريد تطبيق قراراتها التى تصدرها أو أصدرتها لفك القيود المكبلة بها أيادى القطاع الخاص مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية وحتى إذا أرادت فإنها تضع شروطا صعبة لتنفيذ تلك الإعفاءات أما بالنسبة لتدبير العملات الأجنبية فمازالت البنوك حتى الآن متقاعسة أو متخاذلة أو مضطرة لعدم التفريط فى هذه العملة وبالتالى تعرض على المستورد تدبير قيمة المقدم فقط والسماح له بتحويلها إلى المورد الخارجى لكن هذه ليست ميزة هى الأخرى إذ أن ذلك المورد الخارجى يريد نقوده كلها لاسيما فى ظل الأزمة التى تعرض لها الاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية واضطرت الشركات الخارجية إلى المشاركة فى تحملها رغما عنها.
>>>
هناك أيضا مشكلة القروض بفوائدها حيث إن معظم تلك القروض قد تضاعفت مرات ومرات نتيجة عدم السداد وعندما تتوفر النية لتسوية القرض لا تبدى البنوك أى رغبة فى المساعدة مما يزيد الأمور تعقيدا أكثر من اللازم.
>>>
عموما فإن رجال القطاع الخاص متفائلون هذه الأيام أكثر من أى وقت مضى لأنهم يجدون من يستمع إليهم من أول رئيس الوزراء وحتى أصغر موظف بنك كما أن الزيارات الميدانية التى يقوم بها مدبولى لمواقع المصانع والشركات فى مدينة العاشر من رمضان مثلا تعطى انطباعا إيجابيا ولا شك.
>>>
إذن ما هو المطلوب الآن؟!
لا جدال أن جوانب الصورة أصبحت أكثر اتضاحا كل ما هناك إذابة الجليد بين الجانبين وضرورى أن يفهم كل منهما أن النجاح فى هذا الصدد لا ينسب لطرف دون آخر بل يشارك فيه أطراف المعادلة الثلاثة وهى القطاع الخاص والحكومة وقطاع الأعمال العام.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
سوف ينسب للحكومة مدى سعة أفقها ومقدار حسن نواياها وهذا يضاف ولا شك إلى سيرتها الذاتية التى تفيدها فى مجالات شتى سواء الآن أو مستقبلا.
نفس الحال بالنسبة للقطاع الخاص الذى ستحترم الجماهير حرصه على توفير السلع بأسعار معقولة والتأكيد بين كل يوم وآخر أنه برىء من العناصر التى نبتت وتربت على الجشع والطمع والتلاعب بأقوات الناس.
>>>
أخيرا هناك ثمرة تساقطها الشجرة لكن فائدتها تتوه وسط المجتمع الذى أصبح الآن مشغولا بوسائل تطويره والارتفاع بمستوى معيشة أبنائه.
هذه الثمرة التى أعنيها تتمثل فى الابتعاد الحقيقى للشباب عن العمل فى الحكومة والقطاع العام طالما أنهم يحققون دخلا أكبر.. ويتمتعون بميزات ليست متوفرة عند الذين كانوا يضيعون وقتنا ووقتهم يوما فى مجالات إسراف لا تستحق الالتفات إليها ولا بغمزة عين ساخرة..!
>>>
و..و..شكراً