هنا تلتقى كل عقول مصر لرؤية المستقبل والتخطيط له.. هنا تلتقى الفنون والإبداع والفكر والفلسفة والعلوم الاجتماعية والإنسانية واللغوية والأدبية.. قامات فى كل مجال.. وما أحوجنا الآن للثقافة فى حروب تشكل الثقافة والهوية مرتكزاتها الأساسية لطمس وجدان الشعوب بتدميرها من الداخل حتى تصبح لقمة سائغة للحروب العسكرية والاقتصادية.. لذلك كان علينا الذهاب اليهم.. هنا تصاغ سياسات مصر الثقافية وما أعظمها لبلد يشكل بمفرده قوة عظمى حضارية، عالم تنفرد فيه مصر بتراثها بالقمة دون منازع من جهة ومن جهة ثانية للوقوف على خط المواجهة مع التحديات.. هنا يتولى التنسيق وإدارة الحوارات بين هذه النخب من عقول ومفكرى ومبدعى مصر الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.. جلس على هذا الكرسى قامات كبرى على مر السنوات آخرهم د.أشرف العزازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة حالياً.. صاحب الخلفيات العلمية والثقافية المتعددة فهو الحاصل على ليسانس اللغات والترجمة جامعة الأزهر 1988 ثم اتجه للعمل معيداً فى معهد البحوث والدراسات الأفريقية ليحصل على دبلوم الدراسات الأفريقية من قسم اللغات ثم ماجستير الفلسفة فى الدراسات الأفريقية ودكتوراه الفلسفة فى نفس المجال ويتدرج فى العمل الأكاديمى بالمعهد حتى وصل الى منصب الأستاذية ثم مديرًا لمركز المعلومات والاستشارات الأفريقية.
تدرج العزازى بالعديد من المناصب الدبلوماسية منها الملحق الثقافى ومدير المركز الثقافى المصرى فى سفارة مصر فى موريتانيا والسعودية.. كما أشرف على لجنة إعداد أطلس موسوعى للقارة الأفريقية باللغة العربية، وإعداد بنك معلومات للقارة الأفريقية بمركز المعلومات والاستشارات الأفريقية، وإعداد بنك معلومات للقارة الأفريقية بمركز المعلومات.
فى حواره لـ»الجمهورية الأسبوعى» أكد العزازى أن الثقافة قوة ناعمة بين الدول لا يملكها إلا الكبار ومصر فى مقدمة هذه الدول، مشيراً إلى أن الوعى الوطنى سلاح المصريين والأكبر وان نشر هذا الوعى من خلال الأدب والغناء والخطاب الدينى الوسطي، هى أدوات مصر فى مواجهة التحديات الحالية.. وإلى التفاصيل:
> تحضر الثقافة فى الصراعات السياسية والعسكرية الحالية فى العالم على وجه العموم والشرق الأوسط على وجه الخصوص؟
>> هذا سؤال مهم جداً ويستحق الوقوف عنده فمن المؤكد أن الثقافة تلعب دورًا حيويًا فى العديد من السياقات السياسية التى شهدت استخدام الثقافة كوسيلة لحشد الدعم السياسى أو العسكري، سواء من خلال الأدب أو الفن أو الخطاب الديني. فالثقافة فى هذا السياق قد تكون أداة استنهاض معنوى ونشر الوعى الوطني، مما يجعلها مؤثرة بشكل غير مباشر.
> هل يغيب رأى الثقافة المصرية، بكل مكوناتها، فى فهم وتحليل الصراعات السياسية والعسكرية الراهنة على الساحة العالمية؟
>> الثقافة هى إحدى الركائز الأساسية التى تشكل الهوية الوطنية، ومن ثم يكون لها تأثير مباشر فى فهم الناس لأنفسهم ولعلاقاتهم ببقية العالم. فى الصراعات السياسية والعسكرية، مثلما يحدث فى الشرق الأوسط، تصبح الثقافة أداة مهمة فى تعزيز الشعور بالانتماء، والدفاع عن الهويات الجماعية.
> هل يمكن للثقافة أن تقدم أدوات أو رؤى لتجاوز هذه الصراعات؟
>> نعم بالوعي…
> هل تعتقدون أن هناك دورًا للمثقفين والفنانين المصريين فى التعبير عن مواقف واضحة تجاه هذه الصراعات؟
>> يمكن أن يكون هذا الدور جزءًا من حشد وطنى يعزز الهوية الوطنية ويعبر عن الرفض الشعبى للحروب أو التهديدات التى تستهدف مصر والأمة العربية. المثقفون والفنانون هم شعلة الوعى الاجتماعي، وهم القادرون على نقل معاناة الشعوب وطرح قضاياهم من خلال الفن والأدب والمسرح والسينما والموسيقي. الرسائل الثقافية التى يقدمها المثقفون والفنانون لها القدرة على توجيه الرأى العام، وتوسيع دائرة الفهم الشعبى حول الصراعات الدائرة فى المنطقة، والتأكيد على ضرورة الدفاع عن المصالح الوطنية والكرامة الإنسانية.
> كيف يمكن دعم هذا الدور فى الحشد الوطنى ضد هذه الحروب التى تريد النيل من مصر وأمتها العربية؟
>> يمكن للمثقفين والفنانين التأكيد على هوية مصر العربية من خلال إظهار التاريخ المشترك والتضامن بين مصر والأمة العربية فى مواجهة التحديات والتهديدات، وتسليط الضوء على الآلام الإنسانية الناتجة عن الحروب والصراعات العسكرية، مما يعزز الوعى حول آثار الحروب على المدنيين والشعوب ،بالإضافة إلى المشاركة فى نشر رسائل السلام والتعاون: من خلال الأعمال الثقافية التى تروج لفكرة اللاعنف والتسوية السلمية.
> ما الآليات التى يتبعها المجلس الأعلى للثقافة لحماية وتعزيز الهوية المصرية بكل ابعادها التاريخية والحضارية والثقافية المتنوعة؟
>> المجلس الأعلى للثقافة له دور محورى فى حماية وتعزيز الهوية المصرية بمختلف ابعادها التاريخية والحضارية والثقافية المتنوعة. هذه الهوية التى تتعدد مكوناتها بين التاريخ الفرعوني، والتراث العربي، والتأثيرات الإسلامية، والتعدد الثقافى المعاصر، هى جزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية.
> لنعطى بعض الأمثلة العملية؟
>> ينظم المجلس الأعلى للثقافة فعاليات ثقافية تهتم بإحياء التراث الثقافى والتاريخى المصري، مثل الاحتفالات بالمناسبات التاريخية الكبرى مثل ذكرى ثورة 23 يوليو أو عيد تحرير سيناء أو نصر6اكتوبر 1973 وثورة 30 يونيو وغيرها، كما يعمل المجلس على تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة تستهدف مختلف الشرائح المجتمعية، تتناول دعم الهوية المصرية المتنوعة التى تضم مختلف الطوائف الثقافية والجغرافية، والعمل على تعزيز التعايش السلمى بين جميع مكونات المجتمع المصري، ويولى المجلس اهتمامًا خاصًا بتطوير اللغة العربية ويشجع على نشر الكتب والمراجع التى تهتم بتوثيق اللغة المصرية عبر العصور.
> هل يغيب الأطفال والشباب عن هذه الأنشطة؟
>> يهتم المجلس اهتمامًا خاصًا لتوجيه الأنشطة الثقافية والفنية إلى الأجيال الشابة من خلال تنظيم ورش عمل، مسابقات أدبية وفنية، وتنظيم مهرجانات ثقافية للأطفال تهدف إلى غرس القيم الوطنية والهوية المصرية.
> حدثنى عن الدور الذى يمكن أن تلعبه الثقافة فى تعزيز قيم المواطنة والديمقراطية؟
تلعب الثقافة دورًا محوريًا فى تعزيز هذه القيم المواطنة، فالثقافة ليست مجرد مجموعة من الممارسات والفنون بل هى أيضًا الوعاء الذى يحتوى على القيم والمبادئ التى تحكم حياة الأفراد والمجتمعات. من خلال الفنون، الأدب، الإعلام، والتعليم، تساهم الثقافة فى بناء مجتمع ديمقراطى يعبر عن مواطنة شاملة، ويعزز من المشاركة المجتمعية الفاعلة.
>> لنضرب بعض الأمثلة؟
> فى المجلس لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان تختص بعقد سلسلة من الفعاليات داخل وخارج المجلس الأعلى للثقافة لعرض تجارب تاريخية وشخصيات ثقافية ساعدت فى تعزيز الحقوق الإنسانية والحريات العامة ونشر الوعى بالحقوق الأساسية للمواطنين وواجباتهم تجاه وطنهم، وتعزيز الحوار والتعددية الثقافية.
> فى ظل الانفتاح الثقافى والعالم الرقمى والعولمة، كيف يمكن تحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخري.
فى نفس الوقت الحفاظ على الخصوصية والتفرد للهوية المصرية؟
>> المجلس يهتم جداً بتعزيز الثقافة الرقمية ونشر المحتوى الثقافى المصرى عبر منصات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتصل رسالته إلى أكبر مساحة ممكنة، تناول المجلس عبر لجانه المختلفة وعلى رأسها لجنة الثقافة الرقمية بإقامة عديد من الندوات والفعاليات التى تتناول نشر الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعى والتعريف بالتحديات التى تواجه مجتمعنا فى ظل العصر الرقمى بالإضافة إلى تعزيز البرامج الثقافية للقضايا المعاصرة مثل الهوية فى عصر العولمة، التحديات الثقافية العالمية، والتغيرات الاجتماعية، بما يعكس كيف يمكن لمصر الحفاظ على خصوصيتها الثقافية.
> يسأل الكثيرون عن معايير اختيار أعضاء لجان المجلس التى تتم مراعاتها لضمان تمثيل متنوع للكفاءات والخبرات؟
>> اختيار أعضاء اللجان يتم وفقا للضوابط باللائحة الداخلية للمجلس الأعلى للثقافة وتشكل اللجان باقتراح من الأمانة العامة وبقرار من وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة، ويراعى عند تشكيل اللجان الالتزام بالمعايير المنصوص عليها فى مواد اللائحة وابرزها أن يكون للعضو دور بارز فى مجال تخصصه وله أسهامات فى المجتمع بوجه عام وأن يكون لديه القدرة على توصيل الثقافة والفكر والمعرفة وقبل كل ذلك ان يكون مصرى الجنسية، ويراعى أن تتضمن اللجان تمثيل الجهات ذات الصلة بتخصص اللجنة وان يضم التشكيل خبرات عديدة تجمع بين الأكاديميين والممارسين لتخصص اللجنة.
> كيف يتم التعامل مع التوصيات والمقترحات التى تخرج بها اللجان هل توضع فى الأدراج أم تجد طريقها للتنفيذ؟
>> تختص لجان المجلس بدراسة الخطط والمشروعات والتوصيات والمقترحات فيما يدخل فى نطاق اختصاصها من موضوعات لتحقيق أهداف عمل المجلس ودراسة ما يحال إليها من المجلس وتقديم تقرير عن ذلك.
> ما هى الخطوات التى تتبع لتحويل هذه التوصيات إلى سياسات أو مبادرات فعلية؟
>> تعرض المقترحات والتوصيات أمام أعضاء المجلس الأعلى للثقافة فى اجتماعه الدورى للتصدق عليها وإمكانية تحويلها للجهات المنوطة بها فتوصياتنا لا توضع فى الإدراج وإنما نرسلها الى كل الجهات المعنية لتستفيد منها وكثير منها يتم العمل به .
أبرز الإنجازات
> وما أبرز الإنجازات أو النتائج الملموسة التى تحققت من خلال عمل لجان المجلس خلال الفترة الأخيرة؟
>> كان للمجلس دور كبير تحقيق العديد من الإنجازات التى ساهمت فى تعزيز المشهد الثقافى فى مصر، سواء عبر تطوير المؤسسات الثقافية، أو دعم المبدعين فى مختلف المجالات، أو من خلال الفعاليات الثقافية التى ساهمت فى نشر ودعم الثقافة المصرية، وإطلاق مبادرات ثقافية لخدمة المجتمع كمساهمة وزارة الثقافة فى المبادرة الرئاسية لبداية جديدة ومبادرة الثقافة بين ايديك ومبادرة سلسلة علاقات ثقافية وسلسلة اقرأ معانا وغيرها، بالإضافة لعمل الورش الثقافية المتعددة المجالات وإقامة الندوات والأمسيات التى تناولت قضايا ملحة وإطلاق الجوائز الثقافية والتكريمات لشخصيات مقترحة من قَبل لجان المجلس، فضلاً عن التطوير المؤسسى والدعوة للتحديث الثقافي.
> ما الآليات التى يمكن من خلالها ضمان أن تكون مخرجات لجان المجلس ذات صلة حقيقية بالتحديات والاحتياجات الفعلية للمشهد الثقافى المصري؟
>> تعتبر لجان المجلس الأعلى للثقافة بمثابة مجلس استشارى لوزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها وهى منوطة بإصدار دراسات وخطط وتوصيات أو مقترحات كل حسب تخصصه ولكن ليس لديها سلطة تنفيذية على الجهات الأخرى المنوطة بها، فقط نقوم بتحويلها كتوصيات للجهات المعنية للأخذ بها، ويتطلب الأمر وجود تشريع بإلزام الجهات المعنية بتوصيات اللجان المتخصصة.
المعوقات
> فى المقابل، ما أبرز التحديات أو المعوقات التى تواجه عمل لجان المجلس وتحد من قدرتها على تحقيق نتائج فعلية؟
>> فى الواقع، تعتبر آليات قياس فاعلية لجان المجلس الأعلى للثقافة من الجوانب المهمة التى تساعد فى تحسين الأداء وتوجيه السياسات الثقافية بشكل أكثر فاعلية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات فى تطبيق آليات تقييم دقيقة ومنهجية بشكل دائم، من أجل تحسين دور هذه اللجان وقياس مدى فاعليتها.
> هل هناك آليات واضحة لقياس مدى فاعلية لجان المجلس ومساهمتها فى اقتراح وتنفيذ سياسات ثقافية؟
>> هناك مؤشرات قياس أداء واضحة بأن تقدم كل لجنة تقريراً فى نهاية مدة الدورة يشمل الفعاليات التى نظمتها والمشاريع التى دعمتها أو أسهمت فى تنفيذها. يجب أن تتضمن هذه التقارير تقييم الأثر العام على الثقافة والمجتمع المحلي، وتقديم تحليل نقدى حول مدى توافق هذه الأنشطة مع الأهداف الثقافية.
التجارب الدولية
> كيف يمكن للمجلس الاستفادة من التجارب الدولية المشابهة فى تفعيل دور اللجان الثقافية؟
>> نحن نرحب بكل التجارب الدولية من خلال التبادل الثقافى وتبادل الرؤى بين مصر والدول المختلفة وبناء شراكات مع المؤسسات الثقافية الدولية، مثل معاهد الثقافة الأجنبية، من أجل تعزيز الخبرات فى مجالات مثل إدارة الثقافة، وتنظيم الفعاليات، والترجمة. كما يمكن تنظيم برامج تبادل بين الثقافات التى تعزز من التفاهم الثقافي.وأيضاً من خلال التعلم من النماذج الناجحة التى حققت نتائج ملموسة فى تعزيز الثقافة والفنون على المستوى الوطنى والدولي.
البعد الإفريقى لمصر
> كيف نستفيد بدور الثقافة فى البعد الافريقى لمصر؟
>> مصر من الدول ذات الهوية الثقافية المتنوعة والعميقة، وتعتبر جزءًا من البُعد الافريقى الذى له تأثير كبير على تاريخها وثقافتها. وأنا عملت كملحق ثقافى مصرى ومدير المركز الثقافى المصرى بسفارة مصر فى نيجيريا وموريتانيا ومصر فى تعزيز دورها كمركز للتعليم فى إفريقيا من خلال تقديم برامج تعليمية ثقافية مَوجهة لدول القارة، وكذلك من خلال استقبال الطلاب الأفارقة وتوفير المنح الدراسية.وفصول تعليم اللغة العربية.
> إلى أى مدى يكون التأثير الثقافي؟
>> الثقافة قوة ناعمة بين الدول، ولها تأثير فعال فى شتى المجالات منها السياسية والاقتصادية والتعليمية مما يعزز التفاهم بين الثقافات ويقوى الروابط السياسية والاقتصادية مع الدول الأفريقية، فضلاًً عن النشاط الثقافى والفعاليات الثقافية المختلفة فى الفنون والموسيقى الأفريقية التى تعتبر موروثًا غنيًا ومصدر إلهام للمبدعين فى مصر، التعاون فى هذا المجال يفتح آفاقًا جديدة فى مجال السينما والموسيقى والاداب والفنون التشكيلية، وهو ما يعزز التبادل الثقافى بين مصر وبقية الدول الأفريقية.
> ما التحديات التى تواجه تعزيز البعد الافريقى فى الثقافة المصرية، وكيف يمكن التغلب عليها؟
>> علاقتنا مع افريقيا علاقة مصير مشترك منذ قديم الأزل؛ على مر العصور المتعاقبة منذ العصر الفرعونى ثم المسيحى وحتى الإسلامي، تراكمت العلاقات المصرية الأفريقية وأوجدت تفاعلات وآثاراً كبيرة، وأن الدور والأدوات والممارسات والسياسات التى حكمت هذه العلاقة كانت للدولة المصرية، وكان جوهر هذه العلاقات وعناصرها تتمثل فى مياه النيل والدين والتجارة والثقافة.
تستمر مصرنا الحبيبة فى تعزيز دورها فى مجالات التعليم والتوعية حول الروابط التاريخية بين مصر والدول الأفريقية الأخري.
مصر..القبلة
> كيف ينظر الأفارقة للدور المصري؟
>> تعتبر الشعوب الأفريقية مصر منارة العلم وقبلتها، فمصر جزء لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ الافريقي. والتى تقوم بدورها باستخدام المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والملتقيات الثقافية لعرض مزيد من القصص والأمثلة التى تظهرمدى تأثير مصر فى الثقافات الأفريقية.
تبنى مبادرات اقتصادية وثقافية مشتركة بين مصر والدول الأفريقية لتعزيز التعاون وتحقيق التبادل الثقافي، واستخدام الفنون والموسيقى والسينما كوسائل للتقريب بين الشعوب، وكذلك استثمار السياحة الثقافية لتوفير فرص اقتصادية لجميع الأطراف.
> كيف يمكن للمهرجانات والفعاليات الثقافية التى تقام فى مصر أن تولى اهتماماً أكبر بالمشاركة الأفريقية والعربية؟
>> المهرجانات والفعاليات الثقافية التى تقام فى مصر لديها القدرة على أن تكون جسرًا للتواصل بين مصر والدول الأفريقية والعربية. من خلال تعزيز مشاركة هذه الدول، وتساهم مصر فى تقوية العلاقات الثقافية وتعميق التفاهم المتبادل بين الشعوب، واليك جهود المجلس الأعلى للثقافة فى دعم الترابط الثقافى الافريقى حيث نظم المجلس الملتقى الدولى لتفاعل الثقافات الأفريقية» فى دورته الرابعة التى يقيمها المجلس الأعلى للثقافة فى الفترة من 12 – 14 نوفمبر 2019 بمحافظة أسوان تحت عنوان: «الثقافات الأفريقية فى عالم متغير» تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وكان الملتقى ضمن الفعاليات الثقافية التى تنظمها وزارة الثقافة المصرية والتى تركز على البعد الافريقى لجمهورية مصر العربية؛ كما يعد امتدادًا لدوراته السابقة التى انطلقت أولها بالقاهرة فى مايو 2010م تحت عنوان « تفاعل الثقافات الأفريقية فى عصر العولمة؛ فيما عقدت الدورة الثانية فى مايو 2015 تحت عنوان «الهوية فى الآداب والفنون الأفريقية.؛ بينماعقدت الدورة الثالثة بمحافظة أسوان فى نوفمبر 2017 تحت عنوان «الثقافات الشعبية فى افريقيا» وشارك فى دورات الملتقى عدد كبير من معظم بلدان القارة الأفريقية.
التراث الثقافى
> كيف يمكن الاستفادة من التراث الثقافى الافريقى الغنى والمتنوع فى إثراء المشهد الثقافى المصرى وتعزيز الوعى بالتنوع الثقافى للقارة؟
>> هذا دور مهم والمجلس أقام الأعلى للثقافة صالوناً شبابياً ثقافياً بعنوان «مصر رواق افريقيا» ، واستضاف المجلس الأعلى للثقافة، الملتقى الإعلامى الأول للمرأة الأفريقية الذى حمل عنوان: «نحو صورة مختلفة للمرأة الأفريقية» تختص بقضايا المرأة الأفريقية وصورتها فى الإعلام، وناقشها خبراء إعلاميون ومهتمون بالشأن الافريقي.وشارك فى المؤتمر ممثلون لأكثر من 10 دول افريقية،. فضلا عن عقد ندوات وفعاليات ثقافية خاصة بالشأن الافريقى والتبادل الثقافى والتاريخى بمقر المجلس الأعلى للثقافة وآخرها ندوة بعنوان: «اللغات والآداب الأفريقية: قضايا ورؤى معاصرة» الثلاثاء الموافق 15 إبريل بقاعة المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو- وزير الثقافة.
علاوة على ما تقوم به كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة من مؤتمرات دولية فى الشأن الافريقى بشكل مستمر.