ليس كغيره من الشهور.. رمضان شهر الصوم والعبادة والتقرب من الله تعالي، وكذلك شهر للجهاد والانتصارات، فقد جمع بين الجهادين، الأكبر والأصغر.
ولأن الأكبر هو جهاد النفس، وتهذيبها وهذا أحد علل الصوم، غير أن الجهاد الأصغر كان حاضراً فى هذا الشهر، منذ بداية الدعوة الإسلامية، وحتى يومنا هذا.. من غزوة بدر الكبري، 1397 سنة، جرت خلالها على الأمة الإسلامية حوادث كبيرة، ومصاعب عدة، لكنها حملت أيضاً انتصارات… وشهر رمضان الكريم كان المحور، الذى دارت عليه كل تلك الأحداث، حتى سمى بـ -شهر الانتصارات-، بسبب أن العديد من المعارك الإسلامية الهامة والاستراتيجية، كانت فى هذا الشهر.
ولعل غزوة بدر هى المحطة الاولي، التى غيرت مجرى الدعوة الإسلامية، وجعلت المسلمين فى ذلك الوقت قوة عسكرية وسياسية لا يستهان بها. واستتبعت الانتصارات بفتح مكة (8هـ – 630مـ)، الذى أسس لقيام الدولة الإسلامية، والتى استمر بنيانها الفكرى والإدارى والسياسى حتى يومنا هذا.وأيضاً، هناك غزوة الطائف (8هـ – 630 مـ)، وفيها حاصر النبى صلى الله عليه وسلم مشركى المدينة من ثقيف حتى أسلموا.
غزوة تبوك (9هـ – 630مـ) والتى جُهزت فى عام العسرة، لقتال الروم، الذين كانوا يستعدون للهجوم على المدينة المنورة، عاصمة الدولة الإسلامية الوليدة فى ذلك الوقت. وانتهت الغزوة بفرار الروم رغم أنه لم يجر قتال فيها. لكنها حققت أهدافها، بإبعاد خطرهم عن المناطق الإسلامية.