ليس عيبا أن يتعلم الإنسان من أى شخص حتى لو كان أقل منه علما وحتى سنا..فهناك حكماء كثيرون وحتى أدباء عالميون مثل عباس محمود العقاد فاقوا من هم أكثر منهم شهادات دراسية وعلما لأنه أطلق العنان لاستغلال مواهبه فى القراءة العميقة حتى فى أصعب العلوم
ويكفى ما قاله الأديب الكبير أنيس منصور فى كتابه ( كانت لنا أيام فى صالون العقاد ) أنه وزملاءه استوعبوا الفلسفة الوجودية عندما ألقى العقاد محاضرة عنها حضرها الآلاف بمدرجات جامعة القاهرة والتى إستعصى عليهم فهما من أساتذة هذه الفلسفة والتى تعد أصعب أنواع الفلسفة .
أقول ذلك حتى يتعلم المسئولون عن الكرة المصرية الدرس الرائع الذى قدمه محمد صلاح مع مدير أعماله فى ملف تجديد عقده قبل أيام قليلة لمدة سنتين مقابل 400 ألف جنيه إسترلينى فى الأسبوع ليصبح الأعلى دخلا فى تاريخ الدورى الإنجليزى .
فصلاح تعامل بحنكة كبيرة وكأنه أحد كبار رجال الأعمال الدارسين لعلم التنظيم والإدارة حيث نجح فى التغلب على لعب الامريكان ملاك نادى ليفربول بتأخير التجديد مراهنين على الوقت الذى قد يدفع محمد صلاح للتنازل عن بعض مطالبه
لكن مو صلاح تسلح بالصبر وبالآيات القرآنية التى تتحدث عن القيمة الكبرى للصبر ومنها على سبيل المثال (وبشر الصابرين).
لذلك لابد أن يكون مثل هذا الدرس مرآة للقائمين على كرة القدم والذين يغيب عنهم أبسط القواعد العلمية سواء فى حل المشكلات التى يغرقون فيها كل يوم أو حتى وضع الإستراتيجية والأهداف التى تدفع كرة القدم المصرية إلى العالمية!
وهذا يعود لأنهم لا يسلكون الطريق العلمى لتطوير اللعبة ويفكرون بنظرة ضيقة فى أغلب الوقت ولا يعرفون كيف ينظمون الحاضر ويفكرون فى التنمية المستدامة.
لدينا لاعبون موهبون فى جميع المراحل وفى أغلب الأندية مثل صلاح ومرموش لكنهم لم يجدوا من يأخذ بيدهم إلى الطريق الصحيح أو المنظومة التى تفرز مسابقات تقوم على أسس سليمة تكشف لنا هذه المواهب التى تستحق الإنطلاقة للإحتراف الحقيقى الخارجى .
عموماً نحن لا نيأس من الحديث عن التطوير وحل المشكلات وتصحيح مسار اللجان بإتحاد الكرة خاصة اللجان الأكثر حيوية مثل المسابقات والحكام
وبمناسبة الحديث عن لجنة المسابقات أقول سنبدأ بالشعور بالتطور عندما نجد استقراراً لجدول الدورى لمدة خمس سنوات على الأقل وليعلم المسئولون بالجبلاية أن جداول مسابقات دوريات الدول المتقدمة كرويا مثل إنجلترا مستقرة لمدة ثلاثة عقود قادمة.
والله من وراء القصد