حماس تحذر من تحويل المفاوضات إلى عملية تبادل أسرى ثم استئناف الحرب
فى الوقت الذى تتواصل فيه المفاوضات بشأن الهدنة فى غزة، يواصل الاحتلال الاسرائيلى جرائمه فى استهداف القطاع الطبى حيث استهدف مستشفى المعمدانى ومستشفى شهداء الأقصي.
أعلنت حركة حماس أمس أن وفدها فى القاهرة يبحث كيفية إنهاء الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وكذلك إمكانية تفعيل القرار بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعى التى أصبحت محل إجماع فلسطينى – عربى – إسلامي، وكذلك قبول دولى لتقوم بإدارة الشأن الحكومى فى كل المساحات والمستويات.
وأكدت الحركة، فى بيان صادر عنها، أن الوفد يبحث أيضًا تهيئة الظروف المطلوبة لإعادة إعمار قطاع غزة وتوحيد المؤسسات بين غزة والضفة الغربية المحتلة، بالتعاون مع الحكومة فى رام الله، باعتبار وحدة الأراضى الفلسطينية ووحدة النظام السياسي.
وحذرت «حماس» من تحويل المفاوضات إلى عملية تبادل أسرى فقط ثم استئناف العدوان الإسرائيلى على غزة. وأوضحت الحركة «أن وفد القاهرة يتعامل بمسؤولية عالية وإيجابية مع أى مقترح جديد، على قاعدة إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وأشارت إلى أن «الشعب الفلسطينى ومقاومته يدركون جيدًا مخططات الاحتلال ونواياه باستمرار الحرب لحسابات شخصية وداخلية، ولذلك لن يتنازل الفلسطينيون عن حقهم المشروع بإنهاء الحرب وانسحاب القوات وإعادة الإعمار وكذلك حقوقه السياسية فى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وفى مشهد متكرر، تتعمّق المأساة الإنسانية فى قطاع غزة وسط استمرار القصف الإسرائيلي، حيث جدد الاحتلال استهدافه للمستشفيات آخر ملاذ للمدنيين الجرحى والمرضي، فقد استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخين مبنى الاستقبال والطوارئ فى مستشفى المعمدانى فى مدينة غزة ما اسفر عن تدمير مبنى الاستقبال والطوارئ، مما اضطر عشرات الجرحى والمرضى لافتراش شوارع محيطة بمستشفى المعمداني. كما استهدف الاحتلال خيمة داخل مشفى شهداء الأقصى بدير البلح ما اسفر عن وقوع اصابات.
وأخلى مسئولون فى قطاع الصحة فى المستشفى المبنى من المرضى بعد أن قال أحد الأشخاص إنه تلقى اتصالا من شخص قال إنه من الأمن الإسرائيلى قبل وقت قصير من وقوع الهجوم.. وكان مستشفى المعمدانى قد تعرض لقصف عنيف فى 17 أكتوبر 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن استشهاد 471 مواطنا، وإصابة المئات.
وزعم جيش الاحتلال انه قصف مستشفى المعمدانى لأنه يحوى «مجمعا للقيادة والسيطرة فى شمال قطاع غزة كان يقع داخل المستشفى والذى استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات جيش إسرائيل. كما زعم أنه قبل تنفيذ الغارة اتخذ خطوات للحد من الأضرار التى تلحق بالمدنيين أو بمجمع المستشفي.
فى المقابل، نددت حركة حماس بالهجوم ووصفته بأنه «جريمة جديدة مروعة». وقالت فى بيان «سبق أن دمر الاحتلال عمدا 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة فى إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحى فى قطاع غزة، وكذلك استهدف العشرات من المراكز الطبية والمؤسسات الصحية فى انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التى تحظر استهداف المنشآت الطبية.
وفى رام الله، قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن القصف الوحشى للمستشفى وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة بما رافقه من تشريد للمرضى والجرحى والقائهم فى الشارع، ما كان له أن يحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي، وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته.
واعتبرت الوزارة أن استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية من «أبشع مظاهر الإبادة»، واستهتار صارخ بالمجتمع الدولى والمبادئ والقوانين الإنسانية.
من جانبه، قال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب جريمة جديدة مروّعة بقصف المستشفى المعمدانى بمدينة غزة، والذى يضم مئات المرضى والجرحى والطواقم الطبية.
وعلى صعيد الأوضاع الميدانية، جددت طائرات الاحتلال لقصفها مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، وصول 11 شهيدا و111 إصابة لمستشفيات القطاع الماضية. واشارت الى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 50.944 شهيداً و116.156 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.
فى المقابل، أعلنت فصائل فلسطينية سيطرتها على طائرتين مسيّرتين من طراز «كواد كابتر» وسط قطاع غزة، خلال تنفيذهما مهام استخبارية وسط القطاع.