وفد من حماس يتوجه إلى «القاهرة».. لإجراء محادثات حول الهدنة
اجتماع تحضيرى بالأمم المتحدة لمؤتمر «تسوية القضية»
واصل الجيش الإسرائيلى مخططه الإجرامى لاحتلال مزيد من الأراضى الفلسطينية وأعلن أمس اكتمال تطويق مدينة رفح الفلسطينية والانتهاء من تأسيس محور موراج الذى عزل كليا المدينة عن خان يونس وقسم جنوب غزة ،وذلك بعد قيام الفرقة 36 من جيش الاحتلال بعمليات واسعة فى المدينة ومحاصرتها من جميع الاتجاهات بالاشتراك مع لواء جولانى .
وعلى مدار أكثر من شهرين واصلت الفرقة 36 تدمير المدينة بالكامل، وتغيير جغرافيتها واستهداف المواطنين بالقصف الجوى والبرى واصدار أوامر اخلاء متتالية بذريعة العمل على تصفية ارهابيين وتدمير بنى تحتية إرهابية لحماس فوق وتحت الأرض.
وتحولت المنطقة التى كانت مقرا لأكثر من 200 ألف فلسطينى قبل الحرب إلى منطقة مهجورة، تحاصرها القوات الإسرائيلية من جميع الاتجاهات، فى عملية وصفتها صحيفة هارتس الإسرائيلية بأنها تمثل إبادة للمنطقة التى تمثل نحو خمس مساحة قطاع غزة.
وقام الاحتلال باطلاق النارفى منطقة المواصى شمال رفح الفلسطينية، ونفذت الطائرات غارة ادت الى نسف مربعات سكنية واستشهاد عدد كبير من المواطنين .فيما قصف الاحتلال مخيمات اللاجئين فى خان يونس مما اسفر عن سقوط شهداء ومصابين بالتزامن مع صدور أوامر إخلاء جديدة.
فى تطور آخر نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مصدر استخبارى قوله إن قوات جولانى بقيادة الجنرال «يهودا فاخ» متورطة فى قتل المسعفين الفلسطينيين برفح الفلسطينية.
وكان جيش الاحتلال أصدر تحقيقا أوليا نفى فيه إعدام أو قتل المسعفين من مسافة قريبة، كما ذكر التحقيق أن سيارات المسعفين توقفت قرب إحدى سيارات المقاومة بعد استهدافها من الجيش الإسرائيلي، وأن القوات اعتقدت بوجود تهديد رغم أن المسعفين لم يكونوا مسلحين.
من جانبها قالت مصادر طبية فى قطاع غزة إن 21 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 64 بجروح خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ 18 مارس الماضى إلى 1,563 ونحو 4 آلاف إصابة.
وبهذا يرتفع إجمالى ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غـــزة منـــذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 50,933 قتيلا و116,045 جريحا.
انسانيا قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن الإمدادات الأساسية فى مخازن الوكالة فى غزة شارفت على النفاد، جراء الحصار الإسرائيلى المتواصل وإغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضي، ما ينذر باقتراب القطاع من «الجوع الشديد للغاية».
أضافت مديرة الإعلام والتواصل فى الأونروا جولييت توما، فى بيانٍ صحفي: «مع استمرار حصار السلطات الإسرائيلية على غزة لأكثر من 6 أسابيع، كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد».
أوضحت «توما» أن نفاد الإمدادات الأساسية يترافق مع ارتفاع كبير فى أسعار البضائع ، منذ أن فرضت إسرائيل حصارها على القطاع، وهذا يعنى أن الرضع والأطفال ينامون جائعين.
أكدت توما، أن قطاع غزة بدون هذه الإمدادات الأساسية، يقترب كل يوم من الجوع الشديد للغاية، مطالبة بضرورة الاستئناف الفورى لوقف إطلاق النار بغزة، ورفع الحصار والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية والتجارية بدون عوائق.
فى الاثناء قال المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة إن الاحتلال دمر أكثر من 90 ٪ من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهدف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
وفى نفس الوقت وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيجر، الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بأنه «جحيم على الأرض»، محذرة من أن الإمدادات فى المستشفى الميدانى التابع للجنة ستنفد خلال أسبوعين.
قالت سبولياريتش «نجد الآن أنفسنا فى موقف يتوجب على أن أصفه بأنه جحيم على الأرض، لا يمكن للسكان الحصول على الماء ولا الكهرباء ولا الغذاء فى الكثير من المناطق».
كما اشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن إمدادات المضادات الحيوية وأكياس الدم فى القطاع تنفد بسرعة. فيما قال ريتشارد بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية فى الأراضى الفلسطينية للصحفيين فى جنيف عبر وصلة فيديو من القدس إن 22 مستشفى من أصل 36 فى القطاع تعمل بالحد الأدني.
على صعيد المفاوضات ذكر موقع القاهرة الإخبارية ان وفدا مؤلفا من قادة كبار فى حركة حماس الفلسطينية توجه إلى القاهرة؛ أمس، لإجراء محادثات مع مسئولين مصريين حول الهدنة فى غزة.
وقال مصدر فى حماس، «نأمل أن يحقق اللقاء تقدمًا حقيقيًا للتوصل لاتفاق لوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة».
من جهة أخرى ترأس المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة عبد العزيز الواصل، والمندوب الفرنسى جيروم بونافونت جلسة الإحاطة الأولى للدول الأعضاء والمراقبة لدى الأمم المتحدة، بشأن المؤتمر الدولى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، وذلك فى إطار التحضيرات لعقد المؤتمر المرتقب فى يونيو 2025، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.
وشدد المندوب السعودى فى كلمته خلال الجلسة، على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو «حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة»، مؤكداً أن دعم حل الدولتين يُعد موقفاً راسخاً وثابتاً للمملكة منذ عقود، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية «واس».
بالتزامن مع ذلك تعقد محكمة العدل الدولية ابتداء من الثامن والعشرين من الشهر الجارى جلسات استماع علنية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بتواجد الأمم المتحدة بفلسطين المحتلة.