بناء المدارس ونقل الخبرات
زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر لم تكن زيارة بروتوكولية عابرة، بل محطة سياسية واقتصادية وسياحية ذات أبعاد عميقة، حملت رسائل واضحة تؤكد أن مصر اليوم فى موقع مختلف، تقودها قيادة تدرك طبيعة التحديات وتملك أدوات التعامل معها.
فى جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الفرنسى فى منطقة خان الخليلي، لم يكن المشهد عادياً.. اختلطت خطوات الزعيمين بنبض الشارع، وظهر حب المصريين ودعمهم لقيادتهم واضحًا .. كانت القاهرة تقول للعالم: «نحن بلد الأمن والأمان… نحن شعب لا يعرف سوى الكرامة والترحاب».
ومن وجهة نظرى لم تكن بوستات الرئيس ماكرون على منصات التواصل مجرد مجاملة دبلوماسية ،كانت شهادة مباشرة منه كتب فيها عن دفء الاستقبال وعمق العلاقات، وعن تقديره للرئيس السيسى وشكره للمصريين على حفاوتهم .. هذه الكلمات الصادرة من رئيس دولة كبرى تعنى الكثير وتؤكد أن صورة مصر فى الخارج تتغير، وإيجابًا.
مكاسب على كل المستويات لاشك الزيارة حملت فى طياتها العديد من المكاسب، على أكثر من صعيد:
اولاً: تنشيط السياحة والترويج لمصر
صورة الرئيسين يتجولان وسط الناس فى خان الخليلى دون حواجز، تُعد أقوى دعاية سياحية ممكنة ورسالة بأن مصر آمنة ومستقرة، وأن من يريد تجربة حقيقية فى قلب الحضارة والتاريخ، فليأتِ إلى القاهرة. هذه الجولة وحدها تساوى حملات إعلانية بملايين الدولارات.
ثانياً: موقف ثابت ضد تهجير الفلسطينيين
على الصعيد السياسي، أكدت اللقاءات أن مصر متمسكة بدورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية .. الرئيس السيسى أوصل رسالة واضحة برفض التهجير ورفض الحلول التى تنتقص من حقوق الفلسطينيين وقد وجد هذا الموقف تفهماً وتقديرًا من الجانب الفرنسي، مما عزز من مكانة مصر كركيزة أساسية فى أمن واستقرار الشرق الأوسط.
ثالثاً: مكاسب اقتصادية حقيقية
الحديث عن التعاون الاقتصادى لم يأت فى فراغ ، الزيارة فتحت المجال أمام شراكات جديدة فى قطاعات النقل، والتعليم، والبنية التحتية.. أبرز ما تم بحثه كان ملف مترو القاهرة، حيث تسعى فرنسا لتوسيع استثماراتها فيه، وهو مشروع حيوى يخدم الملايين ويعكس حجم التحول فى البنية التحتية المصرية.
رابعاً: بناء المدارس ونقل الخبرات
شمل التعاون أيضًا قطاع التعليم، من خلال بناء مدارس جديدة بمناهج متقدمة، وتبادل الخبرات فى التعليم الفني.. وهذا ليس ترفًا، بل خطوة مهمة نحو إعداد كوادر مؤهلة للمستقبل، تواكب سوق العمل وتخدم خطة الدولة فى التنمية.
خامساً: توطين الصناعة… خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
أكد رجال الصناعة المصريون، وعلى رأسهم الشباب الوطنى الواعي، أن مصر لم تعد تكتفى بالاستيراد، بل تتجه بقوة نحو توطين الصناعة، بالشراكة مع الخبرات العالمية، وهذا ما ناقشه الرئيس السيسى مع ماكرون، مؤكدًا أهمية الاستثمار فى المصانع، وتوفير التدريب، وربط التعليم بالتصنيع.
.. لا يمكن الحديث عن هذه الزيارة دون التوقف عند مشهد الالتفاف الشعبى حول الرئيس خلال الجولة ،ما حدث فى خان الخليلى كان رسالة داخلية أيضًا، بأن الشعب المصرى يقف خلف قيادته، مدركًا لحجم الإنجازات، ومؤمنًا بقدرة الرئيس على عبور التحديات مهما تعقدت.
وفى الختام أؤكد ان زيارة ماكرون لمصر كانت أكثر من لقاء رسمي.. كانت مشهدًا حيًا يعكس مكانة دولة عادت لدورها الإقليمى والدولى بقوة، بقيادة تمتلك وضوح الرؤية وصلابة الموقف.. والمكاسب التى تحققت لم تكن على الورق فقط، بل على الأرض، وسنرى نتائجها فى الواقع القريب.
مصر اليوم ليست كما كانت، ولن تعود إلى الوراء.