تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإجراءات التنفيذية التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فى سبيل تنفيذ توصيات المرحلة الأولى من «الحوار الوطني» فيما يخُص التعليم قبل الجامعي، وذلك عبر تقرير أعدّه الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
أكد الوزير أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى حرصت على إيلاء عظيم الاهتمام لدراسة التوصيات المُنبثقة عن الحوار الوطنى فى مرحلته الأولي، وتنفيذها على النحو الأمثل من خلال رؤية مُوحدة وجهودٍ متضافرة من قِبل شتّى الجهات التابعة للوزارة؛ حيث تم تشكيل لجنة مُوسَّعة برئاسة وزير التربية والتعليم، وأثمرت جهودها، الإجراءات التنفيذية التالى ذِكرها.
فقد قامت الوزارة، حسبما أفاد الوزير، بصياغة خطة استراتيجية «٤٢٠٢/٩٢٠٢» لتوحيد سياسات التعليم والتوافق مع الاتجاهات العالمية فى التعليم. وتُقدّم الخطة مجموعة من السياسات والبرامج؛ لتفعيل مشروع إصلاح التعليم المصرى من رياض الأطفال إلى الصف الثالث الثانوى العام والفني، وكذلك مَحْو الأمية، وتعليم الكبار.
وتوضح تلك الخطة الرؤية طويلة المدى لمشروع إصلاح التعليم المصري، وتُحدد الأولويات الاستراتيجية، وتُقدم خارطة طريق للتنفيذ، وكذلك تستجيب للسياقات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتغيرة ديناميكيًا على المستويين العالمى والوطني. وتهدف رؤية وزارة التربية والتعليم والتعْليمِ الفَنِّي، فى هذا الصدد، إلى توفير تعليم وتدريب قَائِم على الجَودَة والتميز، يَرتكِزُ عَلَى الاستدامة والإتاحة العادلة؛ لإعداد مُتَعلِم قَادِر عَلَى الإبداع والابتكار، والتنافسية العالمية.
بالإضافة إلى صياغة الخطة الاستراتيجية، أوضح الدكتور رضا حجازى أن الإجراءات التنفيذية تضمنت إشراك المجتمع المدنى فى العملية التعليمية، وذلك من خلال توسيع نطاق الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدنى وأفراده، وتذليل العقبات مؤسسيًا من خلال الجهات المعنية بالوزارة.
أضاف الوزير أن الوزارة تعمل أيضًا، ضمن إجراءاتها لتنفيذ توصيات الحوار الوطني، على تنمية وتطوير مواردها الذاتية من خلال التوسع فى مجالات الاستثمار مع القطاع الخاص، والعمل على تعدد الفرص الاستثمارية، وتعظيم العائد منها بما يحقق دخلًا ماديًا للوزارة تستطيع من خلاله الإنفاق على القضايا الملحة فى العملية التعليمية.
كما اهتمت وزارة التربية والتعليم كذلك بتضمين قضية المواطنة فى المناهج المطورة بدءًا من رياض الأطفال إلى الصف السادس الابتدائي، مع التخطيط للتوسع فى معالجة قضية المواطنة عند تطوير مناهج المرحلة الإعدادية.
أشار الدكتور رضا حجازي، فى التقرير، إلى أنه من المُخطط أن يتم استحداث مادة متخصصة فى المرحلة الثانوية تحت مسمى «الوعى الوطني»، كما قامت الوزارة بتضمين مفاهيم وتطبيقات القيم والأخلاق فى المناهج الدراسية لجميع المراحل الدراسية بالإضافة إلى بناء مناهج منفصلة للقيم واحترام الآخر فى مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية.
فى سياق مُتصل، أكد الدكتور رضا حجازي، فى تقريره، أن إجراءات الوزارة شملت الاستعانة بالأساتذة والخبراء التربويين من المعاهد البحثية المختصة والجامعات المصرية فى بناء المناهج الدراسية وتطويرها لجميع المراحل التعليمية، بدءًا من مرحلة تصميم الإطار العام لكل مرحلة دراسية، مرورًا بوضع الأطر الخاصة بكل مادة دراسية، وانتهاءً بتأليف ومراجعة المناهج وأساليب التقويم الخاصة بكل منهج دراسي.
قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى -فى سبيل تحقيق التناسُب بين المناهج الدراسية وعدد أيام الدراسة- من خلال الجهات المعنية بالتأكيد على مُراعاة التوازن بين المحتوى الدراسى المُقرر والخريطة الزمنية للعام الدراسي؛ بما يحقق للطلاب الاستفادة الكاملة من المحتوى دون ضغوط، مع التأكد من تحقق أهداف المنهج وتكاملية المعرفة.
أشار الدكتور رضا حجازي، من خلال التقرير أيضًا، إلى أنه فضلًا عما سبق، تعمل الوزارة بالتنسيق مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية، وفى ضوء المتاح من إمكانيات؛ لصياغة عدة مقترحات للتوسع فى مرحلة رياض الأطفال التجريبي.
أعلن الوزير أن الوزارة قامت أيضًا بوضع خطة للتوسع فى المدارس الحكومية الدولية، ومدارس النيل المصرية الدولية؛ وذلك فى سبيل التوسع فى توأمة المدارس الحكومية والدولية؛ لسد الفجوة بين مخرجات التعليم العام والخاص فى مجالات الأنشطة والمناهج وتدريب المعلمين.
فضلًا عما تقدّم، تقوم وزارة التربية والتعليم، فى إطار إجراءاتها لوضع توصيات المرحلة الأولى للحوار الوطنى موضع التنفيذ، بتدخلات من شأنها الوصول إلى توفير فرص أكبر لتدريب وتأهيل المعلمين للتنمية المهنية الشاملة والمستدامة، وربط الخريج بسوق العمل، وذلك بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، كما تخطط الوزارة لعقد مؤتمر لطرح أوجه الشراكة الحالية والتوسع فيها.
وفى سبيل استحداث مسارات تعليمية جديدة للتعليم الثانوي؛ تركز الوزارة على تحديث المسارات التعليمية المتاحة لطلاب المرحلة الثانوية، بالشكل الذى يسمح بالتركيز على ميول ومهارات وقدرات الطلاب، دون الاقتصار على درجات الطالب فى الاختبارات التحصيلية، فى كل من مجالى التعليم العام والتعليم الفني.
وبالنسبة لمجال التعليم العام، تقوم الوزارة بالتوسع فى مدارس المتفوقين «stem»، بالإضافة إلى دراسة إجراء تطوير شامل فى مرحلة التعليم الثانوى بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي. أما فيما يخص التعليم الفني؛ قامت الوزارة بتطبيق المناهج المطورة حسب منهجية الجدارات بعدد ٠٠٣١ مدرسة من مدارس التعليم الثانوى الفني، وجار استكمال تطبيق المناهج المطورة بجميع المدارس الثانوية الفنية، مع التأكيد على مشاركة القطاع الخاص فى عمليات وضع المناهج وتقييم الطلاب لضمان واقعية العملية التعليمية وتأهيل الطلاب لسوق العمل الفعلي، بالإضافة إلى التوسع فى فتح وتشغيل مدارس التكنولوجيا التطبيقية التى توفر للطلاب برامج وتخصصات جديدة مطلوبة فى سوق العمل، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص.
ومن أجل نشر ثقافة خدمة المجتمع فى المدارس، أكد الوزير، فى التقرير، أن الوزارة تعمل على تنفيذ ذلك من خلال: قائمة الكتب البيبليوغرافية التى تحتوى على الكتب الصالحة لدعم المقررات والأنشطة المختلفة والتى تصدر بشكل دورى وسنوى وتُتاح إلكترونيًا على الموقع الرسمى للوزارة على شبكة الإنترنت، فضلًا عن تصميم نشرة للمسابقات المختلفة تتجدد موضوعاتها سنويًا، والتى فى جوهرها تعمل على نشر ثقافة خدمة المجتمع لدى الطلاب، وكذا عقد ندوات توعوية وتثقيفية فى مجالات شتى منها: «التنمر، العنف الرياضي، الشغب، التغيرات المناخية، وأضرار الألعاب الإلكترونية»، بالإضافة إلى تكوين فرق كشافة ومرشدات بجميع المدارس وتنفيذ البرنامج المُعدّ لهم من خلال عدة مجالات مثل: «المجال الروحي، المجال الاجتماعي، المجال العقلي، المجال الصحي، والمجال الإرشادي».
فضلًا عن تنفيذ مشروعات خدمة عامة تقوم بها فِرقُ المرشدات والكشافة داخل وخارج نطاق المدرسة «دار المسنين – الوحدات الصحية – دار الأيتام»، و تنفيذ العديد من الندوات التثقيفية داخل المدرسة والتى تخدم المجتمع مثل: «الولاء والانتماء للوطن، نبذ العنف والتنمر، العمل التعاونى والجماعي، ومجابهة الشائعات والتطرف الفكري»، وأخيرًا تنفيذ العديد من المبادرات بالمدارس مثل: «صحتك تهمنا، التغذية الصحية، لا للتدخين والمخدرات، لا للعنف والإرهاب، ٠٠١ مليون شجرة، التغيرات المناخية، ترشيد استهلاك الكهرباء، اتحضر للأخضر، نقطة مياه تساوى حياة، حياة كريمة، مدينتى الجميلة «الجمهورية الجديدة»، ومرشدة من أجل السلام».
وأكد الدكتور رضا حجازى أنه تنفيذًا لتوصيات المرحلة الأولى من الحوار الوطنى أيضًا، قامت الوزارة بتبنى مدخل المشروعات عند بناء المناهج، وسيتم التوسع فى تدريس المفاهيم المرتبطة بريادة الأعمال فى المرحلتين الإعدادية والثانوية.
كما تعمل وزارة التربية والتعليم وفق الخطة الاستراتيجية الموضوعة لتطوير التعليم الفني، كما يجرى العمل على إعداد استراتيجية مُحدَّثة، بالإضافة إلى تدريب الطلاب بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ومدارس التعليم والتدريب المزدوج بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص، وكذا بعض مدارس التعليم الفني العام «التدريب المهاري»، كما تم إدراج مادة ريادة الأعمال.
وأخيرًا، تواصِل الوزارة إجراء محادثات مع الكثير من الدول على المستوى الإقليمى والدولي؛ فى سبيل تعزيز التعاون الدولى فى مجال التعليم الفنى والتقني.
.. ويتابع ملفات السياحة والآثار:
تعظيم جودة المنتج السياحى وتشجيع الاستثمار فى المشروعات السياحية
التنسيق مع منظمى الرحلات لزيادة مدة التجربة السياحية بالقاهرة لـ ٢١ يوماً
متابعة موقف التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير
تركيب جميع التماثيل الخارجية والأرضيات الرخامية بمتحف مراكب الشمس
الانتهاء من تركيب وحدات العرض تمهيداً لنقل القطع الأثرية
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء الأهمية الكبيرة لقطاع السياحة، الذى تم وضعه ضمن أجندة الحكومة؛ بهدف تعظيم جودة المُنتج السياحى المصري، وتشجيع الاستثمارات وجذبها للمشروعات السياحية، لا سيّما فى ضوء ما تمتلكه مصر من مقومات سياحية فريدة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس مع أحمد عيسي، وزير السياحة والآثار، وبحضور كلٍ من الدكتور محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار، ويمنى البحار، مساعد وزير السياحة والآثار؛ وذلك لمتابعة عددٍ من ملفات عمل الوزارة.
أوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الاجتماع شهد استعراض استراتيجية وزارة السياحة والآثار حول «تطوير المنتج السياحى بالقاهرة»؛ حيث تُعِد وزارة السياحة والآثار استراتيجية لعرض القاهرة الكبرى فى شكل جديد بالتنسيق مع مُنظمى الرحلات السياحية لزيادة مدة التجربة السياحية بالقاهرة إلى حوالى 12 يومًا من خلال عدة سيناريوهات وتجارب.
وفى هذا الصدد، تشمل التجربة الأولى زيارة القاهرة الفرعونية والمواقع الأثرية، وتتضمن التجربة الثانية زيارة المتاحف والقصور والحدائق، أما التجربة الثالثة فتتمثل فى زيارة القاهرة التاريخية.
أشار المتحدث الرسمى إلى أن الاجتماع تطرَّق، بشيء من التفصيل، إلى مُقترح مُنتج القاهرة التاريخية ومسارات الزيارة المُقترحة به، وهى ستة مسارات تتضمن: مسار شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويبدأ من باب الفتوح مرورًا بمسجد الحسين حتى باب زويلة، ومسار شارع باب الوزير، ويبدأ من حديقة الأزهر مرورًا بمسجد أيتمش البجاسى حتى مسجد السلطان حسن.
فضلًا عن مسار قلعة صلاح الدين الأيوبي، ومسار مجمع الأديان، والذى يبدأ من مسجد عمرو بن العاص حتى المعبد اليهودي، وكذا مسار الحرف التراثية، ويبدأ من باب زويلة حتى مسجد أحمد بن طولون. وأخيرًا مسار رحلة نيل القاهرة، والذى يبدأ من قصر محمد على بشبرا حتى متحف ركن فاروق.
أوضح المستشار محمد الحمصانى أن الاجتماع تناول أيضًا مشروعات إحياء بعض المناطق فى نطاق القاهرة التاريخية.
وصرَّح المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع تطرَّق إلى مُتابعة موقف التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير، وكذا موقف إتمام الأعمال المتبقية بمكونات المتحف تمهيداً لجاهزية هذا الصرح الحضارى للافتتاح الفعلى فى أقرب وقت.
أشار «الحمصاني» إلى أنه تم استعراض موقف استكمال الأعمال بعدد من مكونات المتحف، من بينها متحف مراكب الشمس، حيث تم تركيب جميع التماثيل الخارجية به، وجارِ إتمام تركيب الأرضيات الرخامية وانتهاء اختبارات الأنظمة والإضاءة.
وفيما يتعلق بالقاعات الرئيسية بالمتحف، فقد تم انتهاء تركيب الجانب الأكبر من وحدات العرض «الفتارين» عدا القطع التى سيتم نقلها قبل الافتتاح مباشرة، وتم أيضًا استعراض موقف استكمال أعمال تجميل وتطوير المنطقة المُحيطة بالمتحف المصرى الكبير، ورفع كفاءة واجهات المبانى المحيطة، والتى تقع فى مسارات الطرق المؤدية للمتحف، وكذا موقف تطوير منافذ الدخول واستقبال الزائرين.