ثمة علاقة تكاد تكون مريبة بين الغرب الأوروبى والصهيونية العالمية.. وهو ما نجزم بأنه السبب الأساسى فيما يعانيه العرب الآن ومستقبلاً، فالباحث فى ثنايا التاريخ الحديث يجد أن البذرة الأولى التى وضعت لتنمو فيما بعد.. كانت أوروبا هى أرضها الخصبة.. حيث خرجت المؤتمرات الصهيونية منها، وكذلك الطامة الكبرى الممثلة فى «وعد بلفور» عام 1917 كان مصدره وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور.. وكان أول اجراء رسمى لترسيخ الأقدام اليهودية فى فلسطين.. ومنذ هذا التاريخ البغيض ونحن العرب ندور فى حلقة مفرغة لا أول لها ولا آخر.
وكم من حروب دخلتها الجيوش العربية خاصة الجيش المصرى من أجل تحرير الأرض واسترداد الكرامة.. وكم شهداء روت دماؤهم أرض فلسطين المقدسة.. دفاعاً عن الحق والعدل والإنسانية.
الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبى بصفة خاصة منذ قيام هذا الكيان اللقيط وهم يتخذون من مربع «التحيز» للصهيونية موقعاً دائماً لهم دون النظر إلى الظلم الشديد الواقع على الفلسطينيين الذين أجبروا على الهجرة القسرية قبل وبعد قيام دولتهم فى مايو 1948، كذلك حروب العدوان التى تدار رحاها فى غزة والتى تمثل وصمة عار كبيرة فِى جبين الإنسانية وخاصة الشعوب الأوروبية والأمريكية والتى تدعى زوراً وبهتاناً احترامهما لحقوق الإنسان فى أى بقاع الأرض إلا بقعة واحدة يقطنها أبناء فلسطين فى الضفة الغربية وقطاع غزة.. فهذه البقعة نزع عنها الغرب الأوروبى والولايات المتحدة غطاء احترام حقوق الإنسان وبالتالى وجدنا التصريحات غير المسئولة التى تخرج من رئيس أكبر دولة أو بالأحرى قائدة العالم الجديد.. والتى ملخصها أن يتم إخراج أهل غزة من أراضيهم قسرياً من أجل إعادة بنائها لتكون منتجعاً أمريكياً عالمياً.. ولولا الوقفة الشجاعة لشعب مصر وقيادته وفضح هذا المخطط الصهيوأمريكى أمام دول العالم لبدأ هؤلاء تنفيذ مخططهم.. ولكن أنَِى لهم ذلك وهناك فى منطقة الشرق الأوسط «أم الدنيا» مصر التى تقف دون أن تنفذ الدولة اللقيطة مؤامرتها.. من أجل تغيير خريطة المنطقة بمساعدة الأمريكان والأوروبيين.
مصر كانت ومازالت هى الحصن والدرع والسند لشقيقاتها العربيات فى المحن والملمات ولعل زيارة الرئيس الفرنسى الأخيرة لمصر لدليل على حسن إدارة مصر لملف القضية الفلسطينية.. وللحديث بقية.