جميل أن تكون بين الناس فى ظل اشتعال الأزمات الإقليمية والدولية وتداعياتها الاقتصادية، وعظيم أن ترى ثمار وحصاد انجازات هائلة فى أكثر المناطق التى تعرضت للتهميش والنسيان خلال العقود الماضية، ومن الحسن أن يقوم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بزيارات وجولات تفقدية وميدانية على أرض الواقع لمحافظات مصر فى كامل ربوع البلاد فهذا عين المطلوب والصواب، خاصة إذا كانت زيارات وجولات الدكتور مدبولى فى محافظات الصعيد التى عانت طويلاً من كافة صنوف الأزمات والمشاكل خلال العقود الماضية ورأت النور والضوء والاهتمام وباتت على اجندة العمل الوطنى ورأس الأولويات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وهذا حق وواقع، فقد تحول الصعيد فى عهده إلى خلية عمل وتطوير وتحديث وبناء، وحياة كريمة واصلاح وعلاج لكافة أوجه المعاناة وحل للمشاكل التى تواجه المواطن الصعيدى الذى يحظى بحب وتقدير واشادة الرئيس السيسى وهى شهادات موثقة فى الكثير من المناسبات كانت ومازالت مصدر فخر لأهل الجنوب.
الحقيقة أن الصعيد شهد نقلة وطفرة تنموية غير مسبوقة فى كافة المجالات والقطاعات خاصة بناء الإنسان وحرص الرئيس السيسى على تحقيق العدالة الجغرافية بمعنى أن تحظى جميع المناطق والمدن والقرى بنفس القدر من الاهتمام والبناء وعوائد التنمية والاصلاح ويكفى ان أقول إن الصعيد نال نصيب الأسد من حجم الاستثمارات التى انفقت خلال السنوات الماضية على ملحمة البناء والتنمية فى مصر وأحد أهم محاور المشروع الوطنى لتحقيق التقدم بنصيب 1.8 تريليون جنيه غير وجه الحياة فى محافظات الصعيد، ولم يسبق لرئيس مصرى قبل الرئيس السيسى أن يقيم لمدة أسبوع فى محافظات الصعيد لافتتاح عشرات المشروعات التنموية العملاقة فى كافة القطاعات التى تؤدى إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن فى الجنوب وأيضا توفير فرص عمل وأيضا مشروعات بناء الإنسان من الارتقاء بالصحة والتعليم والتوسع فى بناء المدارس والمستشفيات وأيضا فى مجال الزراعة والصناعة، والبنية التحتية وتطوير الطرق وتحديث وتطوير مرفق السكة الحديد الذى يمثل أهمية كبرى لأهالى الصعيد ويربطهم بسائر المحافظات وأيضا المحاور على النيل لربط الشرق والغرب ونال الصعيد أيضا حظه الوافر من المدن الجديدة، رأينا المنيا الجديدة وسوهاج الجديدة وأسيوط الجديدة وقنا الجديدة وغيرها، لكن الواقع أن محافظات الصعيد فى ظل هذا التطوير والتنمية باتت تستقبل استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات خاصة فى مجال توليد الطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة أى الطاقة من الشمس والرياح ولعل أبرزها مشروع بنبان فى أسوان وهو الأكبر فى الشرق الأوسط نموذج لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ثم استثمارات شركة سكاتك النرويجية فى سوهاج فى مجال توليد الكهرباء من الرياح وغيرها من الاستثمارات التى تحقق أهداف التنمية المستدامة فى مصر وفى القلب منها الصعيد وتوفير فرص العمل الحقيقية لأهله.. لست بصدد أن أعدد الانجازات التى شهدتها محافظات الصعيد فهى موجودة على أرض الواقع.. ولعل تجاهل واهمال الصعيد فى العقود الماضية جعل ما شهده من تطوير مثل الشمس الساطعة لكن الحقيقة التى لا لبس فيها أن الصعيد يشهد تحولاً جذريًا منذ تولى الرئيس السيسى قيادة مصر، وأبرز مظاهر هذا الاهتمام ليس نصيب الصعيد من استثمارات التنمية فى مصر 1.8 تريليون جنيه ولكن كونه على رأس أولويات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى اطلقت المشروع الأضخم فى تاريخ مصر وهو تطوير وتنمية قرى الريف المصري، وجاءت قرى ومراكز ونجوع محافظات الصعيد ضمن المرحلة الأولى التى انتهت بتكلفة 360 مليار جنيه وهى نقلة غير مسبوقة فى حياة المواطن وبناء الإنسان المصرى .
الحقيقة فى ظل زخم الاحداث والتحديات والأزمات الإقليمية والدولية وجهود القيادة السياسية فى التصدى لمحاولات تهديد الأمن القومى المصرى بحكمة واقتدار فنحن أمام منطقة شديدة الالتهاب والاشتعال ومن الرائع أن المصريين فى كافة ربوع البلاد على قلب رجل واحد لذلك توجيهات الرئيس السيسى للحكومة بالاهتمام بالمواطن والارتقاء بالخدمات المقدمة له وتحسين ظروفه المعيشية رغم الأزمات التى فرضت علينا جراء الحروب المتنوعة سواء الدولية والإقليمية والاقتصادية الشرسة وهنا اشيد بخطوة الدكتور مصطفى مدبولى بزيارة محافظة أسيوط وأتمنى أن يواصل هذه الجولات والرجل لا ينام تقريبًا فى ظل التحديات الكثيرة وأن تمتد إلى سوهاج وقنا وأسوان وباقى محافظات مصر ومن الرائع أن جولات رئيس الوزراء فى المناطق الصناعية وتشجيع القطاع الخاص والاطمئنان على سير العمل والمشروعات وهذه أمور غاية فى الاهمية لكنه أيضا يولى اهتمامًا بأن يكون بين الناس، المواطنين أو الشعب المصرى الذى يستحق دائمًا التحية الرئاسية على وعيه وتحمله واصطفافه خلف قيادته السياسية ودعمه للوطن فى مواقفه وتحمله تداعيات الأزمات.
زيارة محافظة أسيوط وما هو قادم من المحافظات آراها غاية فى الاهمية حتى يشعر الناس أن الحكومة معهم وبينهم فى ابعد المناطق والاطمئنان على جودة الخدمات التى تقدم لهم والمعوقات التى تواجه سير العمل ومعدلات تنفيذ المشروعات وتذليل المشاكل والعقبات أمام المستثمرين والمواطنين فالمواطن هو قلب وعقل الجبهة الداخلية والحمد لله لدينا حالة من توهج الوعى لأبد أن نعمل دائمًا للحفاظ عليها وما قاله الدكتور مدبولى أنه جارى العمل فى 22 مشروعًا فى مجال الصحة فى 11 محافظة بتكلفة 11.7 مليار جنيه يؤكد اهتمام الدولة بالمواطن خاصة وأن ملف الصحة فى الصعيد يمثل أهمية وأولوية قصوى فى الماضى كان يسافر فى الماضى للقاهرة من أجل تلقى الخدمة العلاجية المتقدمة لكن الآن فى عهد الرئيس السيسى كل شيء متوفر فى جميع المحافظات فمن المهم ايضا الاطمئنان على أحوال الناس الاكثر احتياجًا والحديث مع المواطنين بقلب وعقل مفتوح والاستماع لمشاكلهم ومطالبهم وان كنت اقترح أن ينهى الدكتور مصطفى مدبولى زيارته بلقاء جماهيرى مع أكبر قدر من مواطنى المحافظات يستعرض فيه التحديات التى تواجه مصر على كافة الاصعدة ليس هذا فحسب ولكن النجاحات والانجازات التى تتحقق فى عهد الرئيس السيسى ومدى اهميتها لتوفير الحياة والعيش الكريم للمصريين والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن.
ومنذ شهور طالبت الدكتور مدبولى بجولات فى محافظات الصعيد والحقيقة أن هذه الزيارات سوف تحقق نجاحات كبيرة خاصة مع الحوار المفتوح مع المواطنين والشباب والدكتور مدبولى لديه قدرة عظيمة على التواصل واعرف أنه يعقد مؤتمرًا صحفيًا أسبوعيًا يبثه الإعلام لكن الحوار المباشر مع المواطن يشعره بالاهتمام والاطمئنان والثقة..