يستحق الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يقف له الجميع احتراما وتقديراً لمواقفه السياسية المؤيدة بمنتهى القوة والصلابة من أجل مصالح الشعب الفلسطينى ورفض العدوان واستمرار الابادة الجماعية والتأكيد على رفض أى محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، والتى كان آخر تلك المواقف ذات معنى ورسالة عميقة وهى اصطحاب الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون والذى زار مصر إلى مدينة العريش ليرى بأم عينيه الآلاف من الاطنان من المساعدات الإنسانية وبينها مساعدات فرنسية يمنع الاحتلال الاسرائيلى دخولها إلى قطاع غزة ثم زيارة مستشفى العريش العام ليشاهد حجم المأساة التى يعيشها الفلسطينيون منذ أكثر من عام ونصف العام من القتل والتشريد والابادة الجماعية التى يتعرض لها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى وسط صمت دولى غريب ومئات الأطفال الفلسطينيين الذين يتم علاجهم فى مصر من إصابات خطيرة وبعضها بأسلحة محرمة دوليا.
الرئيس الفرنسى ماكرون أكد أنه بات من الضرورى الاعلان عن وقف فورى لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات وضمان حماية المدنيين واستئناف المفاوضات لأنها السبيل الوحيد للاستقرار والأمن مؤكداً أن معظم الدول الاوروبية تعتبر أن الحصار وإغلاق المعابر لم يشهد هذا الامتداد الزمنى المؤلم.
هذه الزيارة التى تم الترتيب والتنسيق لها بعناية شديدة من القيادة المصرية لرئيس أوروبى تعد نصراً كبيراً للحقوق الفلسطينية ودعما للجهود الدبلوماسية المصرية منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة إثر عملية طوفان الأقصى التى أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية وربما تأتى فى سياق تحالف دولى تقوده مصر لوضع الحقائق على الطاولة أمام الزعماء الغربيين الذين باتوا لا يتحملون كل تلك المشاهد اليومية من الجرائم الإسرائيلية وأعداد القتلى والمصابين الذين يتساقطون تحت وابل القصف الاسرائيلى العشوائى للمدنيين دون رحمة باعتبار أن ذلك شكل من أشكال الضغط على حركة حماس لتسليم الأسرى وكأن هؤلاء ليسوا بشراً.
مصر بقيادة الرئيس السيسى المدعوم شعبيا بأكثر من 110 ملايين تؤكد كل يوم على الحقوق الفلسطينية وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للأمن والسلام وأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلى من جرائم نازية لن يستطيع أن يقف فى وجه موجات أخرى من ذلك الطوفان الذى بدأ فى السابع من أكتوبر قبل الماضى حتى لو سقط نصف مليون فلسطينى فى غزة والضفة.