يجب أن ننظر جيدا إلى مستوى أداء الأهلى وبيراميدز فى دورى الأبطال قبل الإحتفال بوصولهما إلى المربع الذهبى فى المسابقة، بعد فوز الأهلى على الهلال للمرة الثانية على التوالى فى ملعبه الرسمى فى البطولة فى موريتانيا، وخسارة بيراميدز بثنائية نظيفة أمام الجيش الملكى المغربى بعد فوزه الكبير على ملعبه 4-1 وهنا يجب الوقفة أمام مستوى أداء الفريقين قبل خوض الموقعة الأصعب فى الدور قبل النهائى نحو نهائى مصرى خالص فى دورى الأبطال للمرة الثانية تاريخيا بعد نهائى 2020 الذى كان وقتها بين الأهلى والزمالك.
عادة يتجه الإعلام إلى الإحتفال بالتأهل والحديث عن الإنجاز اكثر من الدخول بعمق فى الجوانب الفنية ونواحى القصور التى يجب علاجها قبل الدخول فى معمعة المنافسة الحقيقية على البطولة فى الأدوار القادمة، وكذلك التحليل الفنى لكلا الفريقين قبل مواجهتهما وجها لوجه فى الدورى خلال 48 ساعة من الآن، وهو ما نقوم به الآن.
وأبدأ بالأهلى الذى حقق العديد من الأرقام الإيجابية بفوزه ذهابا وعودة على الهلال ومنها عدم الخسارة فى أى مباراة فى الأدوار الإقصائية على مدى 3 سنوات متتالية والوصول للمربع الذهبى للمرة رقم 21 فى تاريخ البطولة وللمرة السادسة على التوالي، ولكن ما زال أغلب الجمهور الأهلاوى فى حالة من القلق على مستوى الأداء الفردى والجماعي، وكذلك القلق من الإدارة الفنية بقيادة مارسيل كولر فى التعامل مع المباريات القادمة بعد أن توالت أخطاؤه سواء فى وضع التشكيل أو مهام اللاعبين فى الملعب أو التغييرات.
كولر بدأ بنفس تشكيل الذهاب مع بعض التعديلات فى مراكز اللاعبين ومنها إعادة أشرف بن شرقى لمكانه الطبيعى فى الجبهة اليسرى ونقل إمام عاشور للجبهة اليمني، ولكن استمرت الخلطة التى تكرر عدم فاعليتها بوجود جراديشار تحت رأس الحربة وسام أبوعلي.
والأهم هو عدم إدراك كولر حتى الآن بأن وجود ترسانة هجومية قوية فى المربع الأمامى بدون وجود العقل المفكر الذى يدير هذه المنظومة سيقلل من فاعليتها وهو أمر تكرر فى الذهاب والعودة لأن الثنائى مروان عطية وأكرم توفيق غير قادرين على القيام بهذه المهمة مع خالص الإحترام لدورهما فى نواحى تكتيكية أخرى فى الملعب.
هذا بالإضافة إلى ان تلك الطريقة قللت جدا من الأدوار الهجومية الإيجابية للظهيرين محمد هانى ويحيى عطية الله والتى كانت عبر التاريخ من نقاط القوة الكبرى حتى فترة قريبة مضت وبخاصة فى وجود على معلول أفضل ظهير هجومى فى مصر عبر 3 عقود.
أما آخر النقاط الفنية فهى إبتعاد الكثير من اللاعبين وبخاصة عاشور ووسام وجراديشار والشحات وهانى وغيرهم عن الفورمة الفنية وبخاصة فى ظل غياب الأهلى عن المباريات لمدة 27 يوما كاملة قبل مواجهتى الهلال.
أما بيراميدز الذى صعد هو الآخر للمربع الذهبى بعد فوز كبير 4-1 فى القاهرة وخسارة ثقيلة فى العودة بالمغرب بثنائية نظيفة فقد أبرز مجددا العيب الضخم فى عدم تحمل لاعبيه لضغوط الجماهير وهى المشكلة المزمنة لكل الفرق غير الجماهيرية والتى كانت سببا رئيسيا فى خسارة بيراميدز لدورى الموسم الماضي.
ففى القاهرة وقعت مشكلة منع الجماهير المغربية من الحضور فى الملعب وهى القضية التى إتسعت بعد المباراة وتسببت فى معاملة سيئة مع بيراميدز قبل مباراة العودة، ولكن الأهم هو ما حدث من إضطراب شديد للفريق فى مباراة العودة عندما لعب أمام جمهور كبير يؤازر فريق الجيش الملكى فخسر بهدفين وكاد أن يفقد تذكرة التأهل لو سجل جويل بيا لاعب الجيش هدفا محققا فى الوقت بدل الضائع.
المشكلة الثانية التى يعانى منها بيراميدز هى ضعف خط ظهره قياسا بقوته الهجومية التى لا تضارع وبخاصة إذا لعب أمام فريق مميز بالسرعة، والمعروف أن الفوز بالبطولات يتطلب قوة دفاعية أهم من القوة الهجومية.
هذا هو الموقف قبل مواجهة الفريقين بعد 48 ساعة والتى تحدد بشكل كبير شكل المنافسة على الدورى هذ الموسم!!