> عندما تتلخص حلول القضية والمشكلة فى طريق واحد.. تزداد الأمور تعقيداً.. وتزداد معها كل الجهود من أجل الوصول إلى الحل الأمثل.. هذا هو المختصر المفيد فى لقاء اليوم لمنتخبنا أمام كاب فيردي.. هذا المنتخب القادم من جزيرة فى أقسى المحيط مشكلاً من مجموعة أسماك مفترسة تلتهم كل من يواجهها فى مفاجآت قوية.
هذا الفريق القادم من المجهول الكروى ضمن التأهل إلى الدور الثاني.. دون النظر لنتيجة لقاء اليوم مع منتخبنا المجروح.. من هنا تكمن خطورة فريق كاب فيردى الذى يلعب دون خوف!!
ماذا تتوقع من فريق لن يخسر شيئاً مهما كانت النتائج؟! فلم يحضر من أجل تحقيق اللقب، ولم يشارك وهو محمل برغبات جماهيرية جارفة تحاسبه وتعاقبه مثلما يحدث مع المنتخبات الكبيرة فى البطولة، من هنا كان أداء هذا المنتخب الصاعد الوليد كاب فيردى القادم من جزيرة قد تكون مجهولة وغير معلومة لنصف سكان القارة ربما بحكم موقعها داخل المحيط بعيداً عن الأنظار.. لكن الأهم من كل ذلك هو المردود الفنى لمجموعة اللاعبين فى هذا المنتخب الجديد.. والروح العالية التى يؤدى بها مبارياته.. واللعب أمام الكبار دون خوف أو رهبة، والأهم من ذلك ثقة اللاعبين فى أنفسهم وإمكاناتهم.. فعندما يسجل الفريق يسعى لتكرار التهديف.. وعندما يسكن شباكه هدف.. لا يهتز أو يفقد الثقة حتى يعود للتعادل.
هذه الروح التى نتمناها فى منتخبنا إذا لعب أمام الكبار بصفة خاصة.. شخصياً أرى أن منتخب كاب فيردى من أفضل المنتخبات فى كأس الأمم.. ليس لتصدره المجموعة مبكراً متفوقاً على غانا ومصر وموزمبيق ولكن لروح وعطاء اللاعبين وثقتهم فى أنفسهم وجهازهم الفني.. وعدم الرهبة أمام أسماء كبيرة من لاعبى أفريقيا هم نجوم القارة الأوروبية أيضاً.
من هنا وجب تحذير لاعبينا فى لقاء اليوم أمام هذا الحوت الصغير كاب فيردى الذى يلتهم كل من يواجهه.. هذا المنتخب لا ييأس ولديه ثقة كبيرة فى تحقيق الفوز مهما كان المنافس.
المشكلة أنه يواجهنا ولن يخسر شيئاً مهما كانت النتائج النهائية لأنه صعد وتصدر وتفوق على الجميع مبكراً.. أما نحن فليس أمامنا إلا التضحية والتنازل عن كبرياء الكبير.. والنزول إلى مستوى المنافس واللعب معه بحذر شديد لأن لسعة الأفعى تميت الأسد.
كاب فيردى فريق يلعب أمامنا للشهرة وتأكيد الوجود بعد أن تصدر المجموعة.. لذا وجب علينا الحذر، وعلى لاعبينا جميعاً أن يهينوا أنفسهم من أجل اسم مصر.. هذا وإلا.. فالخسارة ستكون فادحة!!