بالله العظيم.. أقسم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اللحظات الأولى لولايته الجديدة أن يحافظ على النظام الجمهوري.. وأن يحترم الدستور والقانون وأن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن يحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.
ومن كتاب الله- عز وجل- «الآية 101 من سورة يوسف» اختتم الرئيس السيسى كلمته الموجزة فى بداية استهلاله لفترة رئاسية جديدة.. وبين البداية والختام تحدث الرئيس فوضع ملامح خطة شاملة للانطلاق بالوطن تمثل فى محتواها خارطة طريق تنتقل بمصر فى الجمهورية الجديدة إلى التحليق فى سماء العالم قوة سياسية واقتصادية وتكنولوجية لا يستهان بها.
وإذا توقفنا بنظرة فاحصة لمحتوى القسم الدستورى الذى أداه الرئيس أمام مجلس النواب فى مقره الجديد بعروس العواصم العالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة.. وأضفنا لمهام القسم تلك النقاط التى أراد بها الرئيس تحديد ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال المرحلة القادمة نتأكد جميعاً أن كل هذه المهام والطموحات لا يمكن لها أن تتحقق إلا بوحدة كاملة من الشعب بكل قواه وفئاته وعناصره.. وبين مؤسسات الدولة بكل مكوناتها.. فإن يداً واحدة لا تصفق.
وإذا كان الرئيس قد أقسم بالله.. وجدد فى كلمته إلى الشعب العهد لاستكمال مسيرة بناء الوطن وتحقيق تطلعات الأمة المصرية فى بناء دولة عصرية حديثة.. وديمقراطية فإنه- فى يقيني- صار واجباً على كل مواطن مصرى فى أى بقعة من أرض مصر أو خارجها.. وكل مسئول فى أى موقع وعلى أى مستوى أن يقسم نفس القسم.. وأن يلزم نفسه بالمشاركة الإيجابية الفاعلة لتنفيذ خارطة الطريق التى أعلنها الرئيس.. ونكون معاً.. الرئيس والشعب بكل فئاته ومواطنيه.. يداً بيد.. وقسماً بقسم.. وولاء بولاء.. وعهداً بعهد.. وعملاً بعمل.. وإنجازاً بإنجاز.. إذ لا يمكن أن نكون مثل من قالوا.. «إذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا ها هنا قاعدون».
ولو كان بيدى لدعوت لأن يقف الشعب المصرى فى صعيد واحد.. بقسم من قلبه وضميره ونفسه قسم الولاء للوطن والعمل من أجله.. وبناء مستقبله.
نقول معاً.. لبيك يا وطن.. سوف نتحرك معاً.. وكما نجحنا من قبل.. سوف نتحرك معاً كرجل واحد لإنقاذ وطننا والانطلاق بمستقبله.. نحافظ على أمن مصر وسلامتها وسلامة شعبها وفق نهج المصارحة والمكاشفة والشراكة لنظهر معاً كل التحديات مهما كانت قوتها وعنفوانها وشدتها.. فقد حدد الرئيس السيسى ملامح الفترة القادمة فى أولوية حماية وصون أمن مصر القومى فى محيط إقليمى ودولى مضطرب وعلاقات متوازنة مع جميع أطراف العالم الجديد الذى تتشكل ملامحه لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام والتنمية.
وحدد الرئيس الحوار الوطنى واستمراره واستكماله بل وتعميقه خلال المرحلة المقبلة لاستيعاب كل الأفكار والتوجهات وصهرها جميعا فى بوتقة الوطن القوى والقادر والأصيل.
أكد الرئيس على تعظيم قدرات وموارد مصر الاقتصادية من خلال نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى التنمية وزيادة مساحة الرقعة الزراعية.
ركز الرئيس على إعطاء الألوية لبرامج التصنيع المحلى توفيراً للعملة الصعبة.. وإتاحة الفرصة لزيادة الصادرات ومتحصلات مصر من النقد الأجنبي.
أكد الرئيس دائماً أن من لا يملك قوته لا يملك قراره.. وفى هذا اليقين الخير الكثير.
أشار الرئيس إلى «ترشيد الانفاق العام وتعزيز الإيرادات العامة وتحويل مصر لمركز إقليمى للنقل والحاويات.. وللطاقة الجديدة والمتجددة وكذا الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وتعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس.
وفى رأيي.. ورأى كل الخبراء.. فإن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق بالدولة وحدها.. ولا الحكومة وحدها.. وإنما تستوجب أن نكون كلنا معاً.. يداً واحدة كى نحقق معاً ما نصبو إليه.. تماماً كما صنعنا ــ معاً ــ المنجزات والمعجزات فى السنوات العشر السابقة.
فى رأيي.. أنه لابد أن نقسم معاً.. على العمل معاً.. نقف معاً فى خندق الرئيس ندافع عن أمننا القومى بموضوعية وحكمة واتزان ودون انسياق لعواطف مدمرة أو شعارات مضللة فإن مصر.. أمنها ومصالحها ومستقبلها هى الأولى بالرعاية.
نقسم معاً.. أن يكون حوارنا معاً.. وحوارنا القومي.. بمختلف مضامينه ومشتملاته.. حواراً نقياً شفافاً لا يستهدف إلا صالح الوطن.. مصالحه العليا دون أى مظهرية أو فشخرة.. فإن الوطن لا يتحمل ترف إدعاء النجومية أو حتى امتلاك الحكمة.
نقسم معاً أن نضع الأولوية لمنتجاتنا المحلية حتى لو كانت المستوردة «أكثر شياكة» وجمالاً فى التشطيب فإن المنتج الوطنى صار اليوم أمانة.. والسعى لاقتنائه دون غيره رسالة.. ومصلحة عليا للوطن.
نقسم معاً.. أن نساعد الدولة على ترشيد الانفاق العام.. وألا يقف فى طابور الدعم الصحى أو التعليمى إلا من هو بالفعل محتاج.. إن نظرة إلى آلاف الأطنان من الخبز المدعم «الناشف» يلزمنا أن نرعى الله وضمائرنا فلا نأخذ من أى سلعة إلا بقدر حاجتنا الفعلية منها.. «إن المبذرين كانوا إخوان الشيطان».
نقسم معاً.. أن نتكاتف لسد الثغرات أمام قوى الشر والجبن والفتنة نعلى من شأن قياداتنا ونبذل الجهد والعرق للارتقاء بالإيرادات العامة وإعلاء لقيمة الدولة وضخ عملات صعبة لخزائنها العامة نواجه من خلالها الاحتياجات الأساسية للمصريين من الحبوب والزيوت التى نستوردها.
نقسم معاً أن نتكاتف لغزو الصحراء والانطلاق بمصر الزراعة والعمران لأكثر من 12 فى المائة من مساحة مصر بدلاً من 4٪ كانت دائماً حدود مصر.
نقسم معاً.. أن نعمل على خفض الكثافة السكانية.. وأن نرفع من وعى الأسر الناشئة بالاكتفاء بطفل واحد أو طفلين على الأكثر.. وبما يخفف العبء عن الدولة المصرية.. ويرتفع فيه صوت المواطن بالرضا فإن عوائد التنمية والمشروعات العملاقة عندئذ فإنها تلحقه.. يحس بها.. ويدركها بدل أن تلتهمها زيادة سنوية مسعورة فى عدد السكان والمواليد مع تقلص نسبة الوفيات.
نقسم معاً.. أن نعمل معاً على تعظيم الاستفادة من ثروات مصر المعدنية والطبيعية وفى المحميات الطبيعية وغيرهما وأن نرعى الله فى سياحتنا.. ومحتواها.. وآفاقها المذهلة القادمة.
نقسم بالله العظيم معاً.. أن نتعاون لاستكمال «حياة كريمة» فى كل قرى مصر.. فقد عانت قرانا وطوال 7 آلاف سنة من التهميش.. وجاء البرنامج الرئاسى للرئيس السيسى لإنقاذ ما يزيد على 70 فى المائة من المصريين من حياة الإهمال واللامبالاة والتهميش.. وهذا هدف عظيم ونبيل يستحق أن نقسم على المساعدة فى تنفيذه والمشاركة فى بناء منظومته وشبكته وأهدافه.
نقسم معاً أن نكون أكثر إيجابية.. لا نقف مكتوفى الأيدى صاغرين أمام شائعات قوى الشر.. نردد فى بلاهة وبلا وعى ما يبثونه من أخبار كاذبة وفبركات تثير الفتن ودق أسافين تستهدف التفرقة بين المصرى وأخيه فى المنزل والشارع والحارة والقرية والحى والمدينة والمحافظة.. وأن نواجه بكل القوة والحسم كل ما يثيرونه لإحداث شروخ فى المجتمع المصرى أو تأليب المواطنين على رموز دولتهم استغلالاً لأوضاع طارئة أو استثمارا لانتهازية بعض التجار والصناع ممن باعوا ضمائرهم.. ولم يتورعوا حتى فى الشهر الكريم عن اصطناع أسعار ما أنزل الله بها من سلطان.
نقسم معاً.. أن نقف صفاً واحداً.. نساند أجهزة الدولة والرقابة على ضبط الأسعار.. والضرب بيد من حديد على من انفلتت ضمائرهم فقضموا ظهور العباد بجشعهم.
نقسم معاً أن نواجه فى بيوتنا ومجتمعاتنا مقالب وسائل التواصل الاجتماعى التى تنشر الشكوك والريبة فى نفوس شبابنا تقتلع منهم انتماءهم الوطني.. وحتى الفكرى والدينى وتلتهم بالمخدرات والمسكرات والفتن والأكاذيب.
حقاً.. إن بناء الأوطان ليس نزهة.. وليس طريقاً مفروشاً بالورود.. وإنما صبر ومثابرة.. عرق وعمل.. وعطاء بلا ملل.. فإن ما تواجهه مصر الآن من تحديات جسيمة لم يسبق لمصر أو أى دولة أن واجهتها «كذلك مجتمعة».
إن بناء الوطن.. الجمهورية المصرية الجديدة.. يستحق منا أن نقف معاً.. نتكاتف معاً.. نبنى معاً.. نتوحد معاً.. ننصهر جميعاً فى خندق الوطن فنعلى من شأنه.. ونعمل جميعاً للأجيال القادمة فإنهم يستحقون.
تحيا مصر