أستعير هذا العنوان: «مصر الأمن والأمان».. من المانشيت الرئيسى لجريدتنا «الجمهورية» يوم الاثنين الماضي.. توصيفا لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى وضيفه الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون فى جولتهما بمنطقة الحسين وخان الخليلي.. سيراً على الأقدام بين حشود المواطنين الذين تجمعوا على امتداد زيارتهم لتحيتهم.. التى تقدم خير دليل على ما تتمتع به مصر من أمن وأمان.. وهو أيضاً دليل دامغ يدمغ المشككين بالخيانة.. من غربان الشؤم وبوم الخراب.. من العصابات الإخوانية الإرهابية المارقة.. والذين لم يتوقفوا منذ أحد عشر عاماً عن النعيق والنهيق والتبشير بالخراب على مدار الساعة على شاشاتهم المأجورة وكتائبها الإلكترونية.. طوال هذه السنوات.. دون أن يجدوا مواطناً واحداً يستجيب لتحريضاتهم أو يستمع لافتراءاتهم وتسفيههم لكل المنجزات.. والتبشير بالخراب والدمار لمصر التى حفظها الله وسيحفظها دائما من كل حاقد أو متآمر أو عميل أو خائن.
> > >
> أما الزيارة نفسها فهى إنجاز عظيم للعلاقات المصرية الفرنسية والتعاون بين البلدين فى كل المجالات.. ونود أن نشير فى البداية إلى انعكاسات هذه الزيارة على السياحة المصرية.. من خلال الجولة فى منطقة الحسين وخان الخليلي.. ومن قبلها زيارة المتحف المصرى الكبير.. وبعدهما رحلة فى قطار مترو الانفاق.. وقد وضع الرئيس ماكرون هذا كله على موقعه الخاص.. منوها بهذه الزيارة.. وهو فى حد ذاته دعاية لمصر لا تقدر بثمن.. وتأكيد للصورة الذهنية عن الأمن والأمان والاستقرار اللذين تتمتع بهما مصر.. وهى عناصر يبحث عنها السائح أولا قبل توجهه إلى أى مقصد سياحي.
> وقد توجت الزيارة بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين.. والتى تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بينهما.. فى كافة المجالات التى تناولتها محادثات الرئيسين وعلى رأسها تشجيع الاستثمارات الفرنسية فى مصر.. والبناء على مخرجات المنتدى الاقتصادى بين البلدين الذى عقد خلال زيارة الرئيس ماكرون لمصر.
> كما أن مصر تقدم للشركات الفرنسية فرصاً فى مجالات عديدة يدعمها موقع مصر الجغرافى الذى يخدم كل الاستثمارات وخاصة فى المجالات التصديرية.. وكل هذا يأتى بعد الحرب التجارية التى اعلنها الرئيس الامريكى ترامب.. بما يعنى توجهات فرنسية.. بل وأوروبية.. للتوجه إلى البحر المتوسط وأفريقيا وآسيا.. وعلى رأس هذا تأتى مصر وهى فى موقع القلب من التوجه الجديد.. كما انها واحدة من الدول المحورية القليلة فى هذا الواقع الذى تفرضه التحديات التى أصبح العالم كله يواجهها.
> > >
> وقد ذكر الرئيس الفرنسى ماكرون أن التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين هو تعبير عن واقع مفاده أن مصر شريك تاريخى واسترتيجى لفرنسا.. وقد تجدد هذا فى التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية.
> وقد أكد الرئيس ماكرون التزام فرنسا بالمعاونة فى مختلف المجالات والمشروعات.. وعبر عن دعمه لدور الوكالة الفرنسية للتنمية.. الذى تقوم به فى مصر.. والتى وقعت على اتفاقية منح وقروض لمصر بأكثر من 260 مليون يورو.
وهو ما يصب فى خانة أن فرنسا هى المستثمر الأوروبى الأول فى مصر.. كما أنها مع مساهمتها المتواصلة فى مشروعات النقل ومترو الأنفاق تعمل الأن بالخط السادس لمترو الأنفاق.. وتساهم فى مجالات الصحة خاصة فى مكافحة السرطان.. وفى مجالات التعليم وإنشاء مائة مدرسة فرنسية بمصر.. إلى جانب العلاقات الوثيقة فى المجالات العسكرية.. وكانت مصر أول من اشترى الطائرات الرافال فى المنطقة.. وتبعتها بعد ذلك دول أخري.
> > >
> توافق الرؤى بين الرئيسين السيسى وماكرون فى المجالات السياسية كان واضحا.. وقد أيدت فرنسا موقف مصر ضد العدوان الإسرائيلى على غزة.. وباعتراضها بشدة على الترحيل القسرى لأبناء غزة والضفة الغربية.. كما أيدت خطة التعمير المصرية لإعادة تعمير غزة فى وجود أبنائها.. ودون تهجيرهم.
وأعلن ماكرون تأييده أيضاً لما حوته هذه الخطة حول إدارة غزة.. الذى يفتح الباب أمام تولى السلطة دورها فى غزة.. مؤكداً على ألا يكون أى دور أو تواجد لحماس فى غزة فى المرحلة القادمة.
> الرئيس الفرنسى أيضا أيد حل الدولتين.. وإنشاء الدولة الفلسطينية كحل وحيد لإقرار السلام فى الشرق الأوسط.. وأعلن مشاركته بقوة فى المؤتمر الذى تنظمه المملكة العربية السعودية فى يونيو القادم فى هذا الشأن.
> التوافق بن الرئيسين شمل مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك تجاه الاوضاع فى سوريا وفى لبنان.. وضرورة تنفيذ القرار 1701.. ودعم الرئيس جوزيف عون ورئيس وزرائه.. واستعادة لبنان كامل سيادتها على أراضيها.. هذا مع إيقاف الحرب فى السودان.. وحل مشكلة مياه النيل مع أثيوبيا.
> وما هو الجدير بالذكر هنا شكر الرئيس السيسى للرئيس ماكرون على مساندة فرنسا لمصر فى قضية اللاجئين فى مصر ودعمها لدى الاتحاد الأوروبي.. وتأكيد الرئيس ماكرون أن أهم شيء يجمع فرنسا ومصر هو عدم ازدواجية المعايير.. إلى جانب التاريخ المشترك الذى جمع بين الشعبين الصديقين.
> ومرة أخرى هذه الزيارة ونتائجها هى صفعة على وجوه وأقفية غربان الشؤم وبوم الخراب من جماعة الإخوان الإرهابية وعصابتها وكتائبها الإلكترونية.