تحتفل مصر فى الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام بيوم اليتيم .. كما تحرص الجمعيات الأهلية المعنية بالأعمال الخيرية وخاصة رعاية اليتيم بالاحتفال بهذه المناسبة خاصة رعاية الايتام المحتاجين .. ويتخلل الاحتفالات برامج ترفيهية وعروض مسرحية ومسابقات للاطفال بالاضافة الى الزائرين الذين يحرصون على المشاركة فى هذه المناسبة لإدخال البهجة والسرور على الاطفال ، وأحيانا يتم إقامة حفل زفاف جماعى للعرس الأيتام بحضور بعض نجوم الغناء والتمثيل تطوعا ومساهمة فى هذا اليوم .. كما تحرص بعض الجهات على دخول الحدائق العامة مجاناً للاطفال الأيتام وقيام البعض بزيارة دور الأيتام لتقديم الهدايا للاطفال.
ويرجع الاهتمام بالأيتام على مدى التاريخ منذ العصور الفرعونية القديمة حتى العصر الحديث .
أولاً: فى العصر الفرعوني:
يرجع رعاية و كفاله اليتيم و مساعده المحتاجين منذ العصور القديمه «العصر الفرعوني» فكان المصرى القديم يدون على اللوحات الجنائزية «جواز مروره الى الأبدية وشفاعة له يوم الحساب» تبين الاعمال الطيبة فيقول: كنت أكسو اليتيم .. وكنت أقدم له الطعام .. وكنت أحمى الأرملة .
وفى أحد المواقف التى وجه فيها فلاح كلامه الى مسئول كبير لكى يستمع جيدا الى شكواه ولكى يتعاطف المسئول الكبير معه .. لجأ الفلاح الى أفضل الحجج بقوله :
«أنا أب ليتيم» كما أننى أقدم الرداء لكل من فقد أمه ، وفى مواقف أخرى كان أحد الحكام ويدعى «أمنمحات» كان يفتخر فى العبارات المنقوشة بأنه لم يقهر أية أرملة، بل كان يعطى للأرملة مثلما كان يعطيه للمرأة المتزوجة وكان يحنو على اليتيم وكان المصرى القديم يؤكد حرصه على حماية اليتيم فيقول: إن حماية اليتيم هى حماية السماء، وإرضاء للإله ولذلك لا يسمح بإيذاء الطفل اليتيم ولا بد من التأكد بأنه يشرب اللبن ويرتدى الملابس وان يتم توفير كل شيء يرقد فوقه بل أن الأمهات فى العصور الفرعونية كانت تجد فى إرضاع اليتيم مع طفلها يدخل فى ميزان حسناتها ، وكانت الاسر تتبنى او تكفل يتيما وتخصص له مرضعة اذ لم يكن قد أتم ثلاث سنوات حيث إن الرضاعة عند الفراعنة كانت بالنسبة للطفل لمدة ثلاث سنوات وكانت بعض الأسر توصى بأن يحصل اليتيم الذى تتبناه او تكفله على نصيب من الميراث واذا كان اليتيم ابنا لخادمة فكان يتم احيانا تزويجها لشخص حر وبذلك تحصل الأرملة هى وإبنها اليتيم على الحرية وعتقهما من العبودية.
وحدث أن قام أحد النبلاء بمعاملة إبنه الذى أنجبه من زوجته بنفس المعاملة لإبن خادمته الأرملة فعاملها مثل زوجته وعامل إبنها اليتيم كما عامل إبنه من زوجته .
وكان المصريون القدماء يحرصون على تعليم الأيتام فى المدارس الملحقة بالمعابد وتكريمهم أيضاً فى المعابد بالإضافة الى معاونة الفقراء والمحتاجين.
ثانياً: فى التاريخ الاسلامي:
فمن التوجيهات النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «خير بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه» فأى اهتمام بعد هذا الكرم النبوى الذى يجعل خيرية بيوت المسلمين مرتبطة بالإحسان الى اليتيم .. بل إن هذا الكرم النبوى يتعدى هذه الخيرية الدنيوية الى ضمان الجنة يوم القيامة حيث يقول صلى الله عليه وسلم : «من عال يتيما حتى يستغنى عنه أوجب الله له بذلك الجنة» فمن يرفض هذا الوعد الالهى الذى اوجب الله فيه الجنه لكافل اليتيم؟ بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد مكان كافل اليتيم فى الجنة.
وللحديث بقية