من أهم إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه أرسى دعائم الدولة العصرية الحديثة ، بما تشمله من القوة السياسية والقوة العسكرية والقوة الإقتصادية، و فى إطار من الحرية والالتزام بالشرعية، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، ومن يتابع الأزمات الدولية والإقليمية التى ظهرت خلال السنوات العشر الأخيرة، وقدرة مؤسسة الرئاسة على استيعابها والتصدى لتداعياتها مع الحفاظ على أمن مصر القومى والتمسك بالسيادة الوطنية، يدرك على الفور إلى أى مدى وصلت مكانة مصر فى عهد الرئيس السيسي، وإلى أى مدى أثبتت رؤية الرئيس فى الإدارة والحكم تفوقها فى حماية مؤسسات الدولة ومقدساتها فى أكثر الأوقات صعوبة وفى أشد الظروف تعقيدا.
لقد حرص الرئيس ومنذ توليه مقاليد الحكم عام 2014 على إنهاء عزلة مؤسسة الرئاسة والالتحام بالمواطنين ، بعدما ظلت هذه المؤسسة العريقة وفى عهود سابقة بعيدة تماما عن الشعب وعن مطالب الناس وشكاواهم، وكانت سببا مباشرا فى اشتعال أحداث يناير 2011 واستغلال جماعة الإخوان الإرهابية للظروف التى مرت بها مصر فى هذا الوقت ، ووصول الجماعة لقصر الحكم على مدى عام مارست خلاله كل اشكال التطرف والتشدد واعتمدت فى إدارة الدولة على الموالين والاتباع إلى أن كادت مصر أن تسقط فى غياهب الفوضى والضياع، لولا نشوب ثورة 30 يونيو 2013 وانحياز القوات المسلحة للشعب، وإنهاء وجود «الإخوان» نهائيا.
وحقيقة فقد ساهم وجود الرئيس السيسى بمراكز صنع القرار قبل وبعد أحداث 25 يناير2011، بحكم منصبه فى هذا الوقت كرئيس للمخابرات الحربية، ثم كوزير الدفاع علاوة على ثقافته الواسعة وإدراكه للأخطاء التى وقعت فى العهود السابقة، ساهم كل ذلك فى تشكيل رؤية الرئيس السيسى فى الإدارة والحكم، والتى تعتمد فى الأساس على المشاركة والصراحة والشفافية، وأنه لا مجال للالتفاف حول المشاكل والأزمات التى تعانى منها الدولة والتحديات التى تحيط بها، وأن الأفضل تعريف الشعب بها ومشاركته فى تحمل المسئولية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وعبر هذه الرؤية نجحت مؤسسة الرئاسة فى تحقيق العديد من الأهداف والطموحات وتمكنت الدولة المصرية من هزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر، كما نجحت الدولة فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى وفى تشييد آلاف المشروعات التنموية الكبري، كذلك التخلص من العشوائيات وتطوير البنية التحتية والاهتمام بخدمات التعليم والصحة فضلا عن التوسع فى الرقعة الزراعية وتوطين الصناعة، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين بالقرى والنجوع ، أضف إلى ذلك حرص الرئيس السيسى على تمكين المرأة وتوفيرالحماية الاجتماعية لذوى الاحتياجات الخاصة والأسر الأكثر احتياجا. . وليست مبالغة فى أن تحقيق هذه الأهداف الوطنية المهمة ساهم وبدرجة كبيرة فى بناء جسور قوية وممتدة بين الرئيس السيسى وبين المواطنين فى كل أنحاء مصر، كما ساهم فى خلق مناخ من الثقة وايجاد لغة حب وتفاهم بين مؤسسة الرئاسة والشعب تظهر بوضوح خلال جولات الرئيس التفقدية، وفى الندوات والمؤتمرات، كذلك تأييد الرئيس ودعمه فى سياسة مصر الخارجية وفى مواقفه الثابتة تجاه التحديات التى تحيط بمصر وتجاه القضايا العربية كافة، سيما ما يبذله الرئيس السيسى حاليا من جهود تستهدف إنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وانقاذ سكان القطاع من القتل والحصار والتهجير والمطالبة باقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
فى كلمته عقب أداء اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لفترة جديدة قال الرئيس السيسى موجها حديثه لجموع المواطنين: إنه منذ اليوم الأول الذى لبيت فيه نداءكم وسعيت لتحقيق إرادتكم التى أعلنتموها جلية ساطعة مدوية وتحركنا معا كرجل واحدلإنقاذ وطننا من براثن التطرف والدمار والانهيار، لقد أقسمت أن يظل أمن مصر وسلامة شعبها العزيز وتحقيق التنمية والتقدم بهـــا هــــو خيارى الأول، فــوق أى اعتبار وذلك من خلال نهج المصارحة والمشاركة بشأن كل القضايا والتحديات التى واجهناها مؤكدا لكم، أن تماسك كتلتنا الوطنية ووحدة شعبنا هى الضمانة الأولي، للعبور بهذا الوطن إلى المكانة التى يستحقها.
وقال الرئيس: لعل السنوات القليلة الماضية أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود وأن تصاريف القدر ما بين محاولات الشر الإرهابى بالداخل والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج.. والحروب الدولية والإقليمية العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة.. عبر تاريخ مصر الحديث وهى التحديات التى لم يكن لنا أن نصمد فى وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، لإعادة بناء بلادنا وتقوية بنيانها بما يمكننا من اجتياز أية صعوبات.
الرئيس قال أيضا : إن تشييد وتدعيم أسس الجمهورية الجديدة يشهد نموا وتطورا كل يوم بما تصنعه أيدينا من عمل وجهد وبما نمتلكه من إصرار على أن لمصرالحق فى الحلم ولشعبها الحق فى الحياة الكريمة ولأمتها الحق فى المكانة العظيمة بين الأمم وإننى أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصا فى عملى لا ترى عينى سوى مصالحكم ومصلحة هذا الوطن متسلحا بعزيمتكم وبأصلكم الطيب ومحافظا على العهد والوعد لمصر الحبـيبـة، وشعبها العـزيز وقبل كل شئ لله سبحانه وتعالي.
هكذا تبدو رؤية الرئيس السيسى فى كلماته.. والتى تجعلنا نشعر بالمزيد من الأمن والأمان وبالأمل فى المستقبل وان القادم أفضل بإذن الله.